PNA- دهوك
على طول الطريق الذي يربط بعشيقة وطريق موصل شيخان تلاحظ مجموعة كبيرة من الباعة يعرضون منتجاتهم من الطرشي والزيتون الذي تشتهر به المنطقة منذ سنوات ولكن يشكون في نفس الوقت من تراجع انتاج المنتجات الزيتية من صابون الزيت وزيت الزيتون النقي الخالص.
زراعة الزيتون التي يعتبر هذه الايام موسم جنيها تعد بعشيقة موطن وبورصة الزيتون العراقي كما يقول صحفي من المنطقة ، لكن بالقرب من كومة زيتون اخرى كانت المفاجئة هي "سائق شاحنة تركي يريد مئة كيلو من الزيتون الخام ، وبعد معاملة استمرت دقائق حمل الزيتون للشاحنة فكان الموضوع بالنسبة للمزارع غريبا"
لكنه قال " يشترون الزيتون من عندنا لان ما موجود لدينا لايفوقه اي محصول زيتون اخر في العالم"
وقال الياس حسو 71 سنة الذي تعمل عائلته منذ اربعة اجيال في زراعة الزيتون " الزيتون البعشيقي نادر وطيب الطعم وفيه ميزات لاتتوفر في اية نوعية من الزيتون"
واضاف حسو " هذه الايام هو موسم جني الزيتون ونشاهد زيادة المحصول بعد زيادة زراعته سنة بعد اخرى "
وبين حسو "الان زراعة الزيتون هي مسألة مفيدة ولابد للدولة من توفير الدعم للمزارعين"
لكن اضاف " الجفاف أثر بشكل كبير على زراعته لذلك لجأ المزارعين الى حفر الابار الارتوازية على نفقتهم لكي يستمروا في هذا العمل"
زراعة الزيتون التي تشتهر بها ناحية وبعشيقة وبحزاني وقرية فاضلية القريبة منها قال عمر جلال سليمان الذي كان منشغلا بفرز الزيتون الصغير الحبة من كبيرها "العمل شاق ولاتتصور بانه سهل لكنه ممتع ،أنه العمل الذي نمارسه منذ سنين طويلة ابا عن جد"
واشار عمر " الطلب يتزايد على الزيتون المحلي رغم وفرة المستورد ورخص سعره ايضا"
وتابع عمر الذي كان يعمل برفقة اباه "ارتفعت اسعار زيت الزيتون بشكل كبير وكذلك الصابون حيث توقفت صناعته "
وعلل السبب بالقول " الزيتون افضل وهناك صعوبة في تهيئة الصابون والزيت بسبب عدم وجود معصرات جيدة والعمل لايزال يتم يدويا"
واضاف " وصل سعر كيلو زيت الزيتون الى خمسة وعشرين الف دينار بعدما كان ثمانية الاف دينار العام الماضي ونفس الشيء للصابون "
انتشار بساتين الزيتون في منطقة بعشيقة وبحزاني والفاضلية بشكل ملفت بحيث اصبحت هوية المنطقة يقول والد عمر جلال سليمان 67 سنة " العمل في مزارع الزيتون له نكهة خاصة لانه يرافقني منذ طفولتي
واضاف جلال "للزيتون انواع مثل التمر هناك الخستاوي والبعشيقي الاسود والاخضر ، يوناني ، الاسود ، دكه ل ، نيبالي واسباني ومن ثم التركي والحلبي والمصري"
جلال الذي بدا فرحا وهو يتوسط كومة من الزيتون الاخضر قال " العمل صعب بسبب الجفاف والاعتماد على الابار الارتوازية ومنافسة الزيتون المستورد الرديء ايضا"
واوضح " زراعة الزيتون في المنطقة هي جزء من هويتها ولذلك فانها في توسع مستمر وزيادة كبيرة اضعاف ما كان موجودا في السنوات السابقة"
الزيتون الذي يعد غذاءا مهما لدى العائلة واصبحت المطاعم تقدمه مع جميع الوجبات بات اكثر اقبالا عليه واصبحت محلات بيعه على الشارع العام ووجود عشرات المخازن لعمل المخلل والزيتون في بعشيقة بحيث اصبح جزء من تراث وتاريخ المنطقة .
يقول الصحفي خدر خلات من بحزاني الذي يتابع انتشار مزارع الزيتون ومايرافقها ان " انتشار مزارع الزيتون مؤخرا اصبحت سمة مميزة وباتت تجارته تزدهر"
ويضيف خدر " يوجد في بعشيقة وبحزاني 12000 شجرة زيتون وحوالي نصف هذا العدد في الفاضلية وبحسب تاريخ وتراث المنطقة يعود زراعة الزيتون الى القرن الثاني عشر للميلاد عند ما جاء الشيخ عدي( هو مصلح ومجدد الديانة الايزيدية ) من حلب وجلب معه زراعة الزيتون"
خدر الذي اشار الى اهمية العمل بما يساهم الحفاظ على اشجار الزيتون المعمرة قال " للاسف هناك بعض الناس يقلعون اشجار زيتون عمرها اكثر من مئتي عام في سبيل البناء او التوسيع العمراني وهذا يؤدي الى فقدان اشجار معمرة"
خدر الذي قال ان نكهة وطهم زيتون بعشيقة لامثيل له قال " الزيتون لدينا له تاريخ وتراث وله تسميات ايضا ولذلك فان المنطقة اصبحت تعرف ببورصة الزيتون العراقي"
واشار " تساعد عدة عوامل على انتشاره مثل خصوبة الارض والجو الملائم ومعرفة العمل "
موضحا " زراعته جاءت من حلب ولكنه الافضل الان لذلك يقوم اصحاب مزارع الزيتون في كركوك وديالى وسنجار والحويجة والموصل بنقل محاصيلهم الى هنا ليتم تسويقها مجددا"
خدر الذي اشار الى ضرورة انشاء جمعية خاصة للعناية بالزيتون في المنطقة وتوفير الدعم الحكومي للمزارعين اشار ايضا " تجارة الزيتون مربحة لكن المستورد الرديء اساء الى سمعة الزيتون لدينا "
واشار " الزيتون لدينا لديه اكبر مقاومة ولايفقد طعمه ايضا"
مزارع الزيتون التي تضررت نتيجة عدم العناية يقول خدر " تراجعت صناعة زيت الزيتون والصابون التي كانت المنطقة تشتهر به بسبب الغش الذي انتشر في التسعينات "
لكن ابدى تفاؤله كما قال زملاء له في البداية بالقول ان "تناول الزيتون كل يوم يقيك من الكثير من الامراض وهو غذاء صحي ومفيد وشجرته خضراء دائما وسيبقى عنوان المنطقة
مرات القراءة: 16188 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
بورصة الزيتون العراقي تشكو تراجع المنتجات الزيتية
