أرامل وعازبات وفتيات يواجهن الإذلال والإهانة والعوز والمصائر المجهولة وسط مخاطر (مجتمع اللجوء المؤقت
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 03-12-2009
 
   
دمشق/واشنطن/الملف برس:
تتساءل النساء العراقيات –الأرامل والعازبات والفتيات المراهقات- عما يُبقي الحكومة العراقية والحكومات العربية-الإسلامية، تتصرف "بلا مروءة" حيال تعرضهن للإذلال والإهانة والضياع والعوز والمصائر المجهولة والمتاجرة بالجسد والتهميش، فيما تحاول المجموعات الدولية حث الحكومات على إيجاد حلول عاجلة للكارثة التي يعشن هولها يومياً. إن الكثيرات من النساء لجأن بشكل مؤقت الى سوريا، وتبدو عليهنّ بوضوح نُدب صدمة العنف، وقسوة التطرّف، وفجائع الموت، التي عانين منها خلال سنوات في بلدهن. وحسب تقرير لـ RI وكالة رفيوجيز إنترناشيونال، فإنّ الاضطهاد المؤسس على النزاعات الطائفية والدينية والإثنية الذي مزّق المجتمع الذي كان مستقراً في السابق، أزاح أولاء النساء وأطفالهن من بيوتهم، وحرمهم من أنظمة الدعم التقليدية. إنهم في "حياتهم الجديدة" مكشوفو الظهر من أغطية "الحمايات الاعتيادية" التي تتكون غالباً من البيوت، وامتدادات العائلة الكبيرة، والعمل، والخدمات، والمدارس، وبهذا باتت النساء تعيش على الهامش الاجتماعي في حياة اللجوء الصعبة والمكتظة بالمشاكل اليومية ومخاطر تفكك الأسرة، وانهيار دعائمها النفسية والروحية. ثمة أرامل وبنات مراهقات، يعشن من دون مساعدة مالية، أو من حماية أحد الأقرباء الذكور، يواجهن منذ سنوات مخاطر "جسدية" ونفسية شديدة التأثير على حياتهن. وتقول مراسلة الوكالة الدولية التي كتبت التقرير: عندما كنّا نتحدث مع اللاجئين العراقيين في وقت مبكر من السنة الحالية، رأينا العديد من العوائل تقودها نساء لوحدهن، بعد أنْ توفرت لهن ولأطفالهن مساعدة الحكومة السورية بتلقي العلاج المجاني والعناية الصحية، وبالقبول في المدارس، وهم في الوقت نفسه يحظون بعطف الكثيرين من أبناء الشعب السوري. ومازالت أرامل ونساء عازبات من اللاجئات الى سوريا، يعبّرن عن حزنهن، وخوفهن من الجيران الذين يسألونهن دائماً عن شخصياتهن، وسلوكهن، لأنهم يعتقدون بشكل ثابت أن النساء الجيّدات لا يعشن لوحدهن. وتشكو إحدى أولاء النساء، قائلة: إن" البعض يسمّينا عاهرات، معتقداً أننا نساء فاشلات، وساقطات، ولا فائدة منهن، فقط لأننا نعيش لوحدنا، ونذهب للعمل خارج بيوتنا من أجل الحصول على الطعام، ولأننا لن نعود الى العراق، كما هو قرارنا الذي نخبر به الآخرين".  وتقول مراسلة وكالة RI الدولية: عندما تواجه أولاء النساء بشجاعة حياة ما بعد الصدمات التي نجون منها في العراق، بحثاً عن العلاج الطبي أو النفسي لحالات الاغتصاب والعنف التي مررن بها، ثمة من يثير التساؤلات حول ذلك، أو يجابههن بإجحاف، ليتهمن بأنهن يستحقن ما جرى لهن. ومع ذلك فإن النظام الصحي في سوريا لا يضم إلا القليل من المتخصصين السايكولوجيين، والعقليين، أو محترفي هذا النوع من العلاج، القادرين بمهارة على التعامل مع ضحايا الحروب والنزاعات، لاسيما التجارب الصعبة والمرّة للنساء والفتيات اللواتي يتعرّضن للاغتصاب، والتعذيب، والاختطاف.إن هذه الأنماط من المواجهات الاجتماعية الحادّة والمجحفة والظالمة، والتعامل الصعب، يمكن عملياً أن يؤدي تعريض أولاء النساء لصدمات نفسية أعنف، لأنه يتعارض تماماً مع ما يبحث عنه من الشعور باسترداد الكرامة وبأنهن متساويات في الحقوق مع غيرهن من النساء اللواتي لم يمررن بمثل التجارب القاسية التي جرت قصصها الشنيعة في سيرة حياتهن خلال سنوات ما بعد الغزو!. ويؤكد تقرير المراسلة أن الكثيرات من النساء يعشن وحيدات مع خوفهن، ومع ذكريات "الإهانة" الجسدية والنفسية التي تعرّضن لها، فضلاً عن تدمير مجتمعاتهن الصغيرة، وإجبارهن على الرحيل الى خارج بلدهن. إنهن ضائعات تقريباً، فهن يواجهن مستقبلاً مجهولاً، لاسيما مع تكاليف الحياة الصعبة في سوريا، وعجزهن عن الحصول الرسمي على فرص عمل، وعدم إمكانية الانخراط في مجال معين للحصول على المهارات التي تعينهن. وكل ذلك يجعلهن "سجينات" ذكريات الماضي. وفي الوقت نفسه، منحت سوريا اللاجئين عموماً، فترات قصيرة للإقامة المسموح بها، مما يزايد خوف اللاجئين من الظروف غير ظروفهم غير المستقرة الى جانب استمرار الحالة الأمنية الهشة في بلادهم، كما أن احتمالات قبول لجوئهم في البلدان الأوروبية ضئيلة جداً. وتؤكد المراسلة أن المفوض السامي للجنة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة كان قد طالب بقبول لجوء أكثر من 85,000 شخص من اللاجئين الأكثر ضعفاً وتعرّضاً للأذى، لاسيما النساء اللواتي تعرّضن للتعذيب أو من كنّ ضحايا لتجارب الاختطاف والاغتصاب. وبرغم ذلك فإن الكثير من الدول أعطت فقط فرصاً لثلث هؤلاء، كما أن بعض أماكن الاستقرار في دول اللجوء تفتقر الى خدمات العناية السايكولوجية الكافية، مما يجعل الأمر صعباً جداً على النساء والأطفال استئناف حياتهم الجديدة في تلك الدول. وذكرت مراسلة RI في تقريرها الذي نشرته شبكة ريليف التابعة للأمم المتحدة على الإنترنت إن بعض العوائل من أجل أنْ تحصل على المال الذي تواجه به أزمات الغربة تجبر بناتهن الشابات على الزواج المبكر جداً (سن الـ18 هو المسموح به في العراق) أو حتى تجبرهن على ممارسة البغاء. وفي سوريا، تواجه المومسات الأجنبيات السجن والإبعاد من البلد. ما تزايدت عمليات تهريب النساء والمتاجرة بأجسادهن، وحتى لو بقين على قيد الحياة بعد خوض مثل هذه التجارب، فإنهن يعشن من دون أمل في استعادة حياتهن الطبيعية، أو أنهن سيُقبلن من قبل المجتمع العراقي. وغالباً ما تواجه النساء من هذا النوع عمليات القتل غسلاً للعار في مجتمع عراقي عشائري ومحافظ. ولا يواجه الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم عقوبات مشددة، وربما يطلق سراحهم في اليوم نفسه الذي يسلمون فيه أنفسهم لمراكز الشرطة. ويؤكد تقرير المنظمة الدولية أن العديدات من النساء تعرّضن للقتل تحت هذا العنوان في سوريا، فضلا عن الجرائم العادية التي تتعرّض لها اللاجئات. وشدد التقرير على أن المجموعات الدولية والحكومة العراقية مسؤولة عن توفير الوسائل التي تحمي حقوق النساء. وخلال الأسابيع المقبلة سترسل مجموعات دولية وفودها حول العالم كجزء من نشاطها لـبرنامج أسبوعين من العمل ضد العنف وجرائم الجنس.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced