كاتب: المالكي تحدث عن حادثة مقتل الشمري بطريقة القرون التي سبقت الاسلام
نشر بواسطة: mod1
الأحد 23-03-2014
 
   
خندان –

اثار الكاتب والصحفي العراقي المعروف ضياء الخليفة في مقال له حول حادثة مقتل الصحفي محمد الشمري جملة من التساؤلات بشأن الطريقة التي تعامل بها الاعلام الحكومي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الحادثة، منوها الى ان واحدة من اكثر التساؤلات الحاحا هي محاولة البعض تحويل الحادثة الى صراع قومي كردي.

الكاتب ضياء الخليفة اشار في مقالته الموسومة (مقتل الشمري جريمة ولكن؟ ) الى حداث مشابهة حدثت في العراق الجديد، ومنها حادثة مقتل مدرب الكرة العراقية (مدرب نادي كربلاء) محمد عباس الذي قتل على يد منتسبي قوات التدخل السريع (S.A.W.T)  العام الماضي والاسلوب الذي تعاملت معه الجهات الرسمية المحلية في كربلاء وبغداد،وعدد غير قليل من ابناء الاسرة الصحفية الذين قتلوا اغتيالا وتمت تصفيتهم ومنهم الزميل هادي المهدي الذي عثر على جثمانه في شقته، ومئات المغدورين الذين ينتمون لمختلف الطوائف ويعملون بشتى المؤسسات الاكاديمية والعلمية.

وتسائل الكاتب عن السبب الذي يقف خلف عدم ذكر القائد العام ان دماء جميع هؤلاء برقبته وان الدم بالدم، وتسائل ايضا عن مجزرة الحلة التي وقعت قبل اسبوع من حادثة الزميل الشمري وراح ضحيتها العشرات من الابرياء بينهم اثنان يعملان في قناة العراقية المملوكة للمال العام، لماذا لم يكن مبدأ الدم بالدم حاضرا للاقتصاص من الجناة؟ولماذا يم يزر دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وكالة مكان الحوادث الاخرى، وتسائل ايضا :"هل دم الشمري يختلف عن الاخرين ام ان قومية الجاني هي السبب؟".

واليكم ادناه نص مقالة الكاتب والصحفي العراقي ضياء الخليفة:

مقتل الشمري جريمة ولكن؟

في البدء لايسعنا الا ان نقدم التعازي لعائلة الفقيد الاستاذ الصحفي د.محمد الشمري الذي قتل على يد ضابط في الفوج الرئاسي يوم السبت الموافق 22/3/2014،بيد ان هذه الحادثة وتداعياتها نتج عنها الكثير من الاسئلة التي تبحث عن الاجوبة ،قد لايكون اهم تلك الاسئلة  ولكنه الاكثر الحاحا وهو لماذا تحاول بعض الجهات تحويل الحادثة الى صراع قومي بين العرب والكرد في بغداد العاصمة التي لم تشهد ولاتتوفر فيها معيطات مثل هكذا صراع؟.

كما اود الاشارة الى جملة اخطاء رافقت عملية التغطية الاعلامية الخاصة بحادثة مقتل الزميل الشمري وهو تحميل القومية الكردية مسؤولية الجريمة النكراء فبدلا من اللقاء اللوم على عدم انضباط بعض عناصر الاجهزة  الامنية وتجاوزاتهم المستمرة على الفرق الاعلامية والصحفيين ،وتحملها مسؤولية حفظ الامن وتقصير الجهات المسؤولة عنها في اهم ملف نتج بسببه تغيير النظام الدكتاتوري السابق وهو ملف حقوق الانسان، بدلا من كل ذلك وجهت الاتهامات وتعالت اصوات بعض المؤسسات الاعلامية بكيل الاتهامات الى الكرد وسعت لتحويل القضية الى صراع قومي اثني، الجميع في غنى عنه بل ويحاسب عليه الدستور والقانون العراقي بشدة.

وهنا لابد من الوقوف على احداث مشابهة حدثت في العراق الجديد وكيفية معالجتها وتبني وسائل الاعلام والجهات المسؤولة المواقف، ومنها حادثة مقتل مدرب الكرة العراقية محمد عباس الذي قتل على يد منتسبي قوات التدخل السريع (S.A.W.T)  العام الماضي والاسلوب الذي تعلمت معه الجهات الرسمية المحلية في كربلاء وبغداد،وعدد غير قليل من ابناء الاسرة الصحفية الذين قتلوا اغتيالا وتمت تصفيتهم واذكر منهم الزميل هادي المهدي الذي عثر على جثمانه في شقته،ومئات المغدورين الذين ينتمون لمختلف الطوائف ويعملون بشتى المؤسسات الاكاديمية والعلمية والادبية والاعلام وسائر المهن الاخرى..ماذا عنهم ؟وماذا عن قاتليهم ؟ ولماذا لم يذكر القائد العام ان دمائهم برقبته وان الدم بالدم.. ماذا عن مجزرة الحلة التي وقعت قبل اسبوع من حادثة الزميل الشمري وراح ضحيتها العشرات من الابرياء بينهم اثنان يعملان في قناة العراقية المملوكة للمال العام؟، لماذا لم يكن مبدأ الدم بالدم حاضرا للاقتصاص من الجناة؟ولماذا يم يزر دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وكالة مكان الحوادث الاخرى ؟هل دم الشمري يختلف عن الاخرين ام ان قومية الجاني هي السبب؟

وانا هنا لست في موضع الدفاع عن الكرد فهم اقدر واكثر كفاءة عن الدفاع عن قضيتهم ..ولكن لابد من ادراك قضية واحدة تهم جميع العراقيين بمختلف طوائفهم وقومياتهم ومذاهبهم وانتماءاتهم العقائدية والفكرية مفادها ان العقلية السوداء والبحث عن عدو واضح وموجود على الارض لالهاء المواطنين بتداعيات الصراع معه عن حقيقة ماوصل اليه الوضع العام في بلدنا العراق من مآسي لاتعد ولاتحصى، والسادية في ترسيخ مفهوم العنف والتعنيف التي تجلعنا اليوم نحول جميع القضايا والحوادث الى حالة من الصراع العرقي والقومي والعقائدي..بل تجعلنا اسرى بيد حفنة من المسؤولين يتلاعبون بنا كيفما يشاءون تحت مفردة المؤامرة وما ينطوي تحتها من مفردات تجاوزتها اغلب البلدان والشعوب التي تعيش في القرب الواحد والعشرين.

ان قضية مقتل د.محمد الشمري، تبقى جريمة يندب لها الجبين، قتله ضابط منتسب في الفوج الرئاسي في بغداد يجب ان يحاسب قانونيا، لكن يجب الابتعاد عن كل الجوانب الأخرى التي طرحت هنا وهناك الا في حال ثبتت التحقيقات ان للنعرات القومية والطائفية سببا في الحادثة، اذ ماهي اهمية ان يكون الضابط الذي قتل الزميل د.محمد الشمري كرديا او شيعيا او سنيا او حتى يهوديا مقابل انه ضابط يعمل في الفوج الرئاسي ..

والسؤال لاهل الاختصاص من القضاة والقانونيين ووسائل الاعلام ايضا وبقية المعنيين .. أيهم الاكثر  خطرا ،ان القاتل ضابط عسكري يعمل ضمن مؤسسة رسمية مهامها حماية الوطن والشعب ام انه من القومية الكردية؟، ايهم الاكثر خطرا ، انعدام الاهتمام بحقوق الإنسان الذي طالما ما اشارت اليه المؤسسات المحلية والاقليمية والدلية واحترام المواطن والتدريب على ضبط النفس والالتزام بالتعليمات ام قومية الجاني واصوله؟

وما يزيد الطين بله ويرفع العتب ايضا عن الكثير من عامة الناس الذين الصقوا التهمة بالكرد عامة ومحاولة بعض وسائل الاعلام تحويل الحادثة الى بداية صراع كردي عربي في العاصمة بغداد ،هو الاسلوب الذي تناوله رئيس الوزراء الاتحادي نوري المالكي الذي قال ومن خلال وسائل الاعلام خلال زيارته لمكان الحادثة " أن دم الشهيد محمد بديوي الشمري في عنقي"، مؤكدا  أن الرد سيكون من الحكومة على "كل قاتل هو الدم بالدم".

وأضاف "القانون يجب ان يطبق وهذا التصرف التعسفي غير مقبول نهائيا ونؤكد ان قاتل الشمري سيقتل وسنرد الدم بالدم لان هذا الامر غير جائز نهائيا وهو خرق لكل القوانين".

الغريب ان السيد المالكي تحدث عن هذه الحادثة لوحدها بهذه الطريقة التي تعيد الاذهان الى قرون ما قبل الاسلام عندما كان القصاص يؤخذ بالعصبية وتفقئ العيون مقابل العيون،فاذا كان حديث رجل الدولة بهذا المنطق فكيف بعامة الناس الذي شوهتهم الصراعات والمناكفات السياسية ومخلفات عقود من الدكتاتورية  وشيوع مبدأ الغاب وقوة السلاح والاستهانة بالدم العراقي وغلبة المزاجي والعصبية على الحق.

وختاما اقول رحم الله الشمري الذي حولت بعض الجهات جثمانه الطائر الى وسيلة دعائية لاغير.

ضياء الخليفة

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced