أقامت الجمعية العراقية لدعم الثقافة، السبت، وعلى قاعة فندق السدير ببغداد، ندوة حوارية حاضر فيها الكاتب رضا الظاهر عن (الجندر والمعيار الأدبي والبطرياركية) تطرق فيها الى معاناة المرأة وبعض المفاهيم السياسية والثقافية والقيم السائدة.
وذكرت الدكتورة نهلة النداوي، التي ادارت الندوة، ان “المحاضر ركز في مشروعه النقدي على العناية بالمرأة في مجال الرواية غالبا بوصفها كيانا وذاتا مبدعة مرة، وموضوعا وشخصية متناولة مرة ثانية، كما سعى لدراسة النقد النسوي وادواته التحليلية بتوسع، والاسباب وراء اتجاهها الى الرواية اكثر من غيرها من فنون الأدب، وكشف جوانب من وضع المرأة في الثقافة البطرياركية، فضلا عن تتبعه لتصوير بعض الروائيين الكبار لشخصية المرأة في اعمالهم”.
المحاضر في الندوة، رضا الظاهر، حاول تفسير الآصرة التي تربط المفاهيم الثلاثة “الجندر والمعيار الأدبي والبطرياركية” باعتبارها آصرة ادبية، وشرح كيفية تجسدها في الواقع .
وتطرق المحاضر الى “الفرق بين الجنس البشري الذي يتميز بحد ادنى من العوامل البايلوجية، والجندر الذي هو قصة الجسد الاجتماعية او السايكولوجية أو الثقافية بمعنى النظرة السايكولوجية للإختلاف الجنسي”.
وأشار الى ان “الصيغة الذكورية لاتتعرض الى الشبهات على عكس الانثوية، فعندما نقول (كاتب) عن انثى لابد ان نضيف التاء الى توصيفها”، كما اوضح نظرته الى الأدب باعتباره “مؤسسة تتصدى للتربية والنشر ولاتقتصر على الابداع والنتاج الادبي”.
وبين الكاتب رضا الظاهر في محاضرته ان “البطرياركية تتجلى من خلال بنى السلطة التي تخضع فيها مصالح النساء لمصالح الرجال، وهو ينطبق على العديد من المجتمعات، فالرجال لايحتكرون السلطة فقط وانما يمارسون ذلك كحق طبيعي ازاء عجز النساء”.
جرى بعدها الاستماع لعدد من المداخلات، شارك فيها الناشط هادي الباقر، والناشطة النسوية هناء أدور، والكاتب عبدالمنعم الأعسم، والكاتب عبدالعزيز لازم، والتي أشاروا فيها الى ان “الجندر مفهوم تنموي والى ان هناك حملة ممنهجة طالت قرارات الامم المتحدة بما يخص حقوق المرأة”.
الكاتب رضا الظاهر، وفي ختام محاضرته، عبر لوكالة (أصوات العراق) عن سعادته بـ”الحضور الكبير”، وقال “اليوم فاجأني الحضور الواسع والجو الحميمي الذي أعتبره دليلا على اهتمام الناس بالثقافة من ناحية الدور الذي يمكن ان تنهض به على صعيد الوعي والحوار الفكري، لذا حاولت اضاءة المفاهيم التي تحيط بها التباسات عدة اعتبرها انعكاسا لإلتباسات الواقع العراقي وتعقد أزمته الثقافية، وقد قدمت لذلك بالحديث عن معاناة المراة العراقية على مختلف الصعد”.
وأضاف الظاهر “ركزت في بحثي على مفهوم وعواقب الثقافة السائدة وشددت على ان الصراع الذي يدور في مجتمعنا هو في الجوهر صراع اجتماعي على الإمتيازات ومن بين اهم وأخطر عناصره هو سعي الثقافة السائدة وممثليها الى اسكات أصوات النساء اللواتي يشكلن نصف المجتمع لما يمثلنه من خطر عليهم”.
وأوضح “سعيت في البحث الى الحديث عن النسوية كمفهوم سياسي والنقد الادبي النسوي واعتبرته مدخلا لموضوع الجندر كمفهوم اجتماعي ثقافي، وحاولت التطرق الى الالتباسات والتشويهات التي تعرض ويتعرض اليها هذا المفهوم، ثم تناولت المفهومين الآخرين، مفهوم المعيار الادبي لأنتقل الى البطرياركية”.
ورضا الظاهر، كاتب وباحث ومترجم، مواليد كربلاء 1946، حاصل على بكالوريوس من كلية الاداب – جامعة بغداد، مارس التدريس قبل ان ينتقل الى الصحافة ليعمل سكرتيرا لتحرير جريدة طريق الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي خلال سبعينات القرن الماضي، غادر العراق لأسباب سياسية 1979، حتى استقر في لندن منذ عام 1993، صدر له: (موضوعات نقدية في الماركسية والثقافة) ،(غرفة فرجينيا وولف – دراسة في كتابة النساء)، (الامير المطرود – شخصية المرأة في روايات أميركية )، (أمير آخر مطرود –شخصية المرأة في روايات بريطانية)، (النسر المحلق – تأملات في مثال روزا لوكسمبورغ)، وصدر له من الكتب في باب الترجمات :(الدون الهادىء ليس هادئا)، (جماليات الصورة الفنية)، (الوعي والابداع –دراسات جمالية ماركسية)، (الثقافة الروحية والتفكير الجديد).
مرات القراءة: 3657 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
رضا الظاهر يتحدث عن 
