لوس انجلوس تايمز: الكُرد الذين يسكنون كركوك اليوم ليسوا من مَواليدها
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 09-12-2009
 
   
كركوك/ واشنطن/ اور نيوز
يقول سكان كركوك إنهم بعيشون في حالة انسجام، لكن بعض العرب والتركمان لا يخفون قلقَهم، إزاء تدفّق الكرد إلى المدينة من خارجها. وعلى امتداد الرقعة الصحراوية القاحلة التي تنتشر فيها بُقع نفطية مُشتعلة، تحيط بهذه المدينة القديمة، تقوم فوق الرمال آلافٌ من المنازل الجديدة في صفوف مُنتظمة لم ينتهِ العمل فيها، كما تدلّ عليه جدرانها غير المَكسوّة.
تقول الصحفية الاميركية ليز سلاي في لوس أنجليس تايمز " يمثل هذا المنظر مشهداً من بلد يترقب المباشرة بإعادة البناء، على مساحة تحوي دلائلَ نزاع هو الأكبر من نوعه في العراق، ومن المرجّح أن يُغرقَ البلاد في حالة من الفوضى، في حال انسحاب القوات الأميركية منه".
وتضيف سلاي "تلك المنازل بناها الكرد الذين تدفقوا على محافظة كركوك، لتأكيد مطالبتهم بالأرض التي يقولون إن صدام حسين طردهم منها، في محاولة لتشكيل أغلبية عربية فيها".
وتوضّح البقع النفطية المشتعلة السببَ الذي من أجله يجري التطاحُن على هذه الأرض، التي تقوم فوق مخزون نفطي يُقدّر بـ10 مليارات برميل، وتنتج ربعَ ما يستخرجه العراق في الوقت الحاضر، وهو ما يكفي لدعم دولة مستقلة، إذا ما قُدّرَ للكرد أن يضمّوها إلى منطقة كردستان ذات الحكم الذاتي في الشمال، وإفلاس دولة العراق إذا هي خَسِرت العوائدَ منها.
وترى سلاي ان العرب والتركمان الذين يقطنون هذه المحافظة، ويريدون أن تبقى تحت السيادة العراقية، يشعرون بقلق متزايد، جرّاء تقاطُر الكرد إليها بأرقام تتجاوز بكثير ما طردَه صدّام حسين منها، ويشتبهون في أن الغاية من وراء ذلك هي التأثير على نتيجة الاستفتاء حول ضمّ كركوك إلى كردستان.
وقد أسفرت الخلافات حول ذلك عن تأخير الانتخابات الوطنية المُقرّرة في كانون الثاني المقبل، نتيجة احتدام الجدل بين أعضاء البرلمان، حول ما إذا كان ينبغي السماح لجميع الذين يعيشون في كركوك بالمشاركة في الانتخابات.
ليس هذا فحسب، بل إن الأمر يصل إلى وجود العراق وهويته، أي ما إذا كان ينبغي أن يكون بلداً تحكمه حكومة مركزية قوية، تتعايش فيه كافة الطوائف والأديان، أم اتحاداً فيدرالياً هزيلاً مثل منطقة كردستان، يحقّ للجاليات المختلفة فيه أن تختار الطريقة التي تُحكَم بها.
يقول جوست هيلترمان، من "المجموعة الدولية للأزمات" أن المشكلة تتجاوز الانتخابات المقبلة، إلى احتمال الزجّ بالعراق في نزاع جديد بين العرب والكُرد، وربما بين العراق وجيرانه، ما لم يتمّ حلّها بطريقة سلمية قبل انسحاب القوات الأميركية.
وتراقب كل من تركيا وسورية وإيران تطورات الوضع عن كثب، خشية أن تعمدَ أقلياتها الكردية، إلى المطالبة بالاستقلال إذا جرى ضمّ كركوك إلى كردستان.

القلب الذي يَصهر
يعجّ وسط كركوك بالدلائل على تاريخ المدينة الطويل، كبوتقة تنصهر فيها الطوائف والأعراق التي تقطنها. ففي (البازار) الواقع عند قاعدة القلعة التي تطلّ على ناطحة سحاب، ينادي الباعة على بضائعهم باللغات الكردية والتركمانية والعربية. وعلى شرفة حجرية مجاورة، يعمل خياطون كُرد وتركمان جنباً إلى جنب، على ماكينات من ماركة واحدة.
يقول عبّاس كمال (29 عاما) وهو تركماني، إن المشاكل تنشأ بين الأحزاب السياسية فقط، وإنه يريد أن تبقى كركوك تحت الحكم العراقي، لكنه لن يعترض إذا أصبحت جزءاً من كردستان. ويشير زميله عوض سعيد (37 عاما) وهو كردي، إلى أنه لم يسبق أن نشأت مشاكل ولا خلافات سياسية أبداً بينهما.
ثمة علامات محدودة في قلب المدينة، على التوتر الذي استثار المشاعر في البرلمان العراقي، كما خرجَت كركوك سالمة نسبياً من العنف الطائفي الذي عَصَفَ بباقي أنحاء العراق قبل بضعة أعوام. لكن بعض سكان المدينة يقولون إن الانشقاقات السياسية بدأت تتسرَب إلى الشارع المحليّ، فقد حدث مؤخراً أن أطلقَ تركماني النار على كردي فصرعه عند طرف البازار. ونسبت الشرطةُ تلك الواقعةَ إلى خلاف شخصيّ، لكنها عثرت في منزل القاتل على صورة لصدّام حسين، كُتبت عليها عبارة "لا قيمةَ للحياة من دونك".
وعندما ألقت السلطات القبض مؤخراً على كرديَين، كانا يحاولان الحصول على فدية مقابل طفلين تركمانيّين مخطوفَين، شَهِدَ التوتر العرقي في المدينة تصعيداً لا مَفرّ منه.
وتذهب ليلى أليف (56 عاما) وهي تركمانية تدير متجراً لبيع الأحذية بالجملة ولها شريك كرديّ، إلى أن الكُردَ الأصليين في كركوك مُسالمون، وأن بإمكان الجميع أن يتعايشوا بسلام، إلا أن المشاكل ناجمة عن الأجانب والقادمين الجُدُد، الذين "يستعمرون" المدينة وسكانها.

موجتان من السكان
يرى الكُرد القاطنون في أطراف المدينة، أن المشكلة أكثر تعقيداً من مجرّد "أجانب" وسكان تقليديين. ويرى كثير من هؤلاء أن عائلاتهم أخرِجَت من بيوتها عام 1963، أثناء موجة أولى من مطاردة العرب للكُرد، سَبَقَت عهدَ صدّام حسين وطواها النسيان. وعليه، فإن هؤلاء الكرد لا يستحقون التعويضات التي تصرفها الحكومة للكرد العائدين، إثر طرد النظام السابق لهم. ومن المحتمل أن وجودَهم اليوم يفسّر اللغز الديموغرافي الكامن وراء النزاع.
وتوضح السجلات أن 92 ألف أسرة كردية عائدة تقدمت بطلبات تعويض، وأن 28 ألف أسرة عربية جاء بها نظام صدام، تطالب بتعويضات من أجل المغادرة. وعلى هذا الأساس يتساءل العرب والتركمان، كيف قَفَزَ عدد سكان المحافظة من نحو 800 ألف عام 2003، إلى مليون و300 ألف اليوم.
وتقول سلاي ان هناك تفسيرٌ مُحتمَل خلاصته أن كل أسرة تنتقل من كردستان للبناء في المنطقة، تتسلم نحو 6 آلاف دولار من "الاتحاد الوطني الكردستاني"، ويمنحها المجلس البلدي الذي يسيطر عليه الكُرد قسائمَ من الأرض، من باب توفير التكاليف عليها.
وهناك نقطة يتفق حولها الجميع، وتتلخص في أن إحصاء 1957، الذي لم يوُصَم بالتطهير العرقي، ينبغي أن يُعتمَدَ كأساس لتحديد مَن الذي يجب أن يُسمحَ له بالتصويت في الاستفتاء. وقد ظهرت المدينة يومها على أن الأغلبية فيها من التركمان، بينما الأكثرية الساحقة على مستوى المحافظة من الكُرد. وتبقى حقيقة أن الكثيرين من الكُرد الذين يسكنون في كركوك اليوم، ليسوا من مَواليدها.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced