الجفاف يحرم النجف زراعة الرز
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 10-12-2009
 
   
السباعيات  - أ ف ب
يحدق عيد الشامخي بأسى إلى أرضه التي تتكاثر فيها الأعشاب الضارة قائلاً بأسى إن «الجفاف في كل مكان. لم أزرع الرز هذا العام، إنها كارثة». ويجتاح الجفاف منطقة السباعيات قرب مدينة النجف لأن النهر الذي يغذي الحقول المحيطة بها تحول إلى مجرى ضيق موحل يمكنه ري ربع الأراضي الصالحة للزراعة فقط.
وتعد منطقة النجف صومعة الرز في العراق، إلا أن الإنتاج انخفض تمشياً مع انخفاض تدفق نهر الفرات أوائل تسعينات القرن الماضي. يذكر أن العراق، وهو بلاد ما بين النهرين التي صُورت في العصور القديمة كبساتين وافرة واعتبرها الكتاب المقدس جنة عدن، يستورد 90 في المئة من الرز الغذاء الأساسي الذي كان يصدره قبل نصف قرن.
ويملك الشامخي 125 هكتاراً، وهي مساحة واسعة توفر له دخلاً كافياً عندما يبيع انتاجه للتعاونية بسعر مدعوم من الدولة. لكنه لم يزرع العام الحالي الرز أو القمح. ويقول المزارع صاحب الوجه الداكن المتناقض مع ثوبه الأبيض الناصع إن «عام 2009 كان رهيباً، لم تكن هناك أمطار والتدفق منخفض جداً، حتى الطيور المهاجرة لم تتوقف هنا». ويضيف: «نحن مزارعون، لسنا في حاجة إلى النفط لأنه غير مفيد لنا، نريد الماء».
من جهته، يقول عباس حمادي الطاعن في السن إن «هذا العام هو الأسوأ. فأولادنا مجبرون على العمل في المدينة كمياومين».
ومنذ حوالى 15 عاماً، يعاني العراق حيث ثلث السكان يعيش من الزراعة، من نقص في المياه. فهو يواجه ارتفاع حرارة الأرض وشبكة من السدود تبنيها تركيا كجزء من مشروع ضخم لتنمية جنوب شرقي الأناضول. أما جارته الشرقية ايران، فحولت مجرى روافد تغذي نهر دجلة إلى أراضيها.
يضاف الى ذلك ملوحة التربة الناجمة عن أساليب الري القديمة التي تعتمد اغراق الأراضي، كما عندما يفيض الفرات فيخرج منه الطمي. وكانت النتيجة انحسار رقعة الأراضي المزروعة في شكل شديد.
ويورد أحدث تقرير لوكالة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أنه «فيما كانت الزراعة تمثل ثاني أكبر حصة من الناتج المحلي الإجمالي، انخفضت هذه الحصة تدريجاً من تسعة في المئة عام 2002 الى أربعة في المئة عام 2008».
بدوره، يقول مدير الزراعة في النجف زهير علي عبد الرزاق إن «الرز يشكل زراعة استراتيجية بالنسبة إلى محافظة النجف. كانت مساحة الأراضي المزروعة 50 ألف هكتار، لكن في السنوات الأخيرة تراجعت الى حوالى 17 ألف هكتار، في حين ارتفعت واردات الرز والحبوب الأخرى». ووفقاً لوزارة الزراعة، أنتج العراق عام 2008 حوالى 120 ألف طن واستورد عشرة أضعاف بما قيمته 600 مليون دولار، ما يضعف موازنة الدولة.
من جهته، يقول وكيل وزارة الزراعة صبحي منصور الجميلي إن «الإنتاج الزراعي لا يمثل سوى 30 في المئة فقط من الحاجات». كما استورد العراق 3.5 مليون طن من القمح، أي ثلاثة أرباع ما يحتاج اليه.
وفي محاولة لزيادة الإنتاج، بدأت الوزارة برنامجاً مكثفاً لتحديث وسائل الري. ويضيف الجميلي أن «لدينا مشروعاً لري 750 ألف هكتار بواسطة الرذاذ الأوتوماتيكي الذي يقلص الى النصف استخدام المياه وملوحة التربة».
كما يعمل باحثون في الوزارة على تطوير أصناف الحبوب المقاومة للملوحة المرتفعة، والعمل على زيادة انتاجية التربة. لكن الشامخي يؤكد أن هناك حلاً وحيداً لإنهاء الأزمة الزراعية: «نريد أن تعطينا تركيا وسورية وإيران كميات المياه التي لنا حق فيها».

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced