المخدرات يتعاطاها رجال أمن وصحوات بديالى والمسلحون أبرز مروجيها
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 10-12-2009
 
   
السومرية نيوز/ ديالى
وسط زقاق ضيق في سوق بعقوبة القديم هرع العشرات من المتبضعين وأصحاب المحال لمنع رجل في أربعينيات عمره، كان يحمل عصا غليظة ويضرب بها وبقسوة شديدة صبيا في الخامسة عشرة من العمر، وهو يصيح"ماذا أفعل يا ناس؟ ولدي يضيع مني، رافق أصدقاء السوء، وجعلوه مدمنا على الحبوب المخدرة".
كان الدم يغطي وجه ورأس الصبي الممدد على الأرض، وسط صراخ وهياج الرجل الذي أمسك به عدد من الرجال لمنعه من مواصلة ضربه، فيما يقول الرجل بتشنج وتقطع "ولدي يصرف كل ما يحصل عليه من عمله كحمال في السوق لشراء الحبوب المخدرة".
وسرعان ما انتابت والد الصبي، ويدعى أبو محمود نوبة حادة من البكاء، وهو يلعن كل من يبيع هذه السموم للصبية والشباب. أما الصبي، ويدعى عبيدة، فقد كان ينطق بعبارات مبعثرة وغير مفهومة وغير مدرك لما يدور حوله ولا يستطيع السير بشكل طبيعي.
ويقول أحد أقرباء أبو محمود، ويدعى غانم عبد القادر ناجي، 40 سنة، وهو صاحب محل لبيع اللحوم في سوق بعقوبة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أبو محمود يعمل ليلا ونهارا في محل صغير لبيع الخضر، لتوفير قوت عائلته الفقيرة، وهو مصاب بعدة أمراض، وكان يأمل أن يساعده ابنه عبيده في توفير قوت العائلة".
ويضيف ناجي "لقد حذرنا عبيدة لأكثر من مرة من غير جدوى، ويوم أمس طرده والده من المنزل، ليجده صباح اليوم، نائما بجوار محل فارغ في السوق وهو في حالة يرثى لها، بعدما تناول عدة أقراص مخدرة أفقدته وعيه وتركيزه وجعلته غير مدرك لما يدور حوله"، ويستدرك "وهناك العديد من الصبية والشباب الذين أدمنوا تناول المواد المخدرة لإهمال ذويهم".

.. الظاهرة لا تقل خطورة عن الإرهاب
ويعرف رئيس جامعة ديالى محمود الجبوري الإدمان بأنه "تعوّد شخص ما على تناول مادة معنية باستمرار بحيث تصبح تلك المادة مسيطرة على جميع تصرفاته النفسية والعقلية"، ويشير إلى أن "ظاهرة الإدمان باتت تقلق الجميع بانتشارها السريع".
ويبين الجبوري في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "أهم أسباب إدمان بعض الشباب يعود إلى تفكك أسرهم، والعلاقات السيئة بين الوالدين، أو إدمان أحدهما على المسكرات، وتناوله للمواد المخدرة، حيث تنعكس تلك التصرفات على الأطفال والصبية".
ويطالب رئيس الجامعة الجهات المختصة بـ"الوقوف بكل جدية تجاه هذه الظاهرة، التي لا تقل خطورة عن الإرهاب"، بحسب قوله.
ومن جهته، يؤكد الناشط في منظمات المجتمع المدني عبد الواحد سعد ناصر، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "ظاهرة الإدمان على المخدرات في المحافظة ما تزال في نطاق ضيق، لكن هذا لا يعني أنها لا تتسع يوما بعد يوم"، ويلفت إلى "أهمية حماية الشباب والصبية من خطورتها، لأن هناك محاولات لترويجها وإيجاد أسواق وزبائن لها في بعقوبة وضواحيها".
ويضيف ناصر أن "اتساع البطالة بشكل كبير، والتأثيرات النفسية الأخرى توفر بيئة خصبة لإدمان الكثير من الشباب والصبية على المواد المخدرة، وهذا ما نخشاه"، بحسب تعبيره.

المخدرات وجدت طريقها لرجال الأمن والصحوات!
فيما يؤكد مستشار محافظ ديالى لشؤون العلاقات العامة دلسوز الجاف إن "بعض الحبوب المخدرة وجدت طريقها ليس صوب الشباب والصبية فحسب، بل أنها انتشرت بين أفراد القوى الأمنية، وهذا الأمر يمثل خطرا بالغا"، ويشير إلى أن "قوة أمنية اعتقلت قبل عدة أشهر شرطيا بحوزته العشرات من أقراص الحبوب المخدرة، في قضاء المقدادية".
ويضيف الجاف، في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "الإدارة المحلية تجد في انتشار تلك الحبوب خطرا لابد أن يقتلع من جذوره، ويجب العمل على إنهائه بأسرع وقت ممكن".
من جهته، يعترف القيادي في صحوة منطقة العثمانية قيس الدليمي بوجود "ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة في صفوف عناصر الصحوات"، إلا أنه يشدد على أنها "ظاهرة محدودة جدا، فضلا عن أن هناك رقابة على هذا الأمر".
ويلفت الدليمي إلى أن "الضغوط النفسية الشديدة التي مر بها أفراد الصحوات إبان المعارك الشرسة مع التنظيمات المسلحة كانت كبيرة جدا وهي وراء تعاطي بعضهم للمخدرات".

الإدمان مرض ولكن الذهاب للطبيب "عيب"
أما الناطق الإعلامي باسم قيادة شرطة محافظة ديالى الرائد غالب عطية فيرى أن "ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة من قبل عناصر الأجهزة الأمنية كانت موجودة إبان فترة التدهور الأمني خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب الضغط النفسي الهائل عليهم".
ويتابع عطية في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الأمر تغير مع استقرار الأوضاع الأمنية وبروز دور شعبة مكافحة المخدرات داخل قيادة الشرطة والتي بدأت بعقد دورات تثقيفية منتظمة مع إجراء مسح كامل لجميع افراد الشرطة بين فترة وأخرى بالتعاون مع الدوائر الصحية للتأكد من عدم تناولهم للحبوب المخدرة"، ويشدد أن "هناك إجراءات رادعة بحق اي عنصر يثبت تناوله المواد المخدرة"، على حد قوله.
ويحلل الأخصائي النفسي في بعقوبة سمير الشمري سبب تعاطي البعض للمخدرات بأن "أغلب الأسباب ترجع إلى وقوع بعض الأفراد تحت ضغط نفسي كبير"، ويرى أن "تعاطيها ما زال في مراحله الأولى وهي ليست بالظاهرة الكبيرة"، حسب قوله.
ويواصل الشمري في حديث لـ"السومرية نيوز"، بالقول إن "الضغوط النفسية على أي شخص تولد لديه ردود فعل معينة، من بينها قيامه بالتصرف بعنف مع الآخرين داخل الأسرة أو خارجها، وهي حالات قليلة نسبيا".
ويشير الأخصائي النفسي إلى أن "أغلب المرضى النفسيين لا يلجؤون إلى الأطباء المختصين، لاعتقادهم أن الأمر معيب من الناحية الاجتماعية، لذا لا توجد لدينا نسب محددة لعدد المرضى سواء داخل الأجهزة الأمنية أو بين أفراد الصحوات".
فيما يؤكد مصدر طبي في مدينة بعقوبة في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "العديد من حالات الإدمان بين الشباب على المواد المخدرة تم تسجيلها، وكانت أغلبها على الأقراص، والتي يمكن إيجادها داخل بعض الأسواق الخفية".
ويبين المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "اليأس والبطالة والمشاكل الاجتماعية ومحاولة الهروب من تأثيرها دفعت الكثير من الشباب إلى تناول المخدرات، وهذا الأمر له خطورته فيما لو ترك الأمر دون علاج".

المسلحون أبرز مروجي المخدرات
ويكشف مصدر أمني في محافظة ديالى في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "هناك محاولات لجعل محافظة ديالى معبرا لتجارة المخدرات من إيران باتجاه العراق وبقية الدول المحيطة به"، ويشير إلى "وجود محاولات أيضا لزراعة الخشخاش في أرض المحافظة، وقد جرى اكتشاف مزرعة صغيرة عام 2004 قرب إحدى القرى القريبة من ناحية قزانية شمال بعقوبة".
ويلفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى أن "التنظيمات المسلحة لها دور كبير في ترويج المواد المخدرة، وتوجد أدلة دامغة حول سعي تلك الجماعات إلى تبني تجارة المخدرات، لتصبح موردا ماليا لها، وقد عثر على كميات منها بحوزتهم، وأغلبهم من المدمنين عليها"، بحسب قوله.
ويضيف المصدر أن "القوات المعنية بمتابعة ملف المخدرات بجميع أنواعها حريصة على منع وجود أي عامل يساعد على نمو تجارتها، في أي منطقة من مناطق المحافظة، وهي تحقق إنجازات كبيرة في هذا المجال"، ويبين أن "تأثير المخدرات السلبية يعادل تأثيرات العنف؛ ويوازي ما تفعله الجماعات المسلحة من خراب ودمار حاليا"، حسب تعبيره.
وتشير قيادات محلية وأمنية في محافظة ديالى الى أن أغلب المواد المخدرة تأتي عن طريق عصابات تهريب متخصصة عن طريق الحدود الشرقية للمحافظة قادمة من إيران، وأن أبرز تلك المواد الحشيشة والترياق، بالإضافة إلى الأقراص المخدرة، حيث ضبط العديد من الإيرانيين وهم يحملون هذه المواد أثناء دخولهم الأراضي العراقية خلال الأشهر الماضية، وأن بعضهم ألقي القبض عليه وهو يحاول المتاجرة بها داخل بعض النواحي القريبة من خانقين شمال بعقوبة، بحسب تلك القيادات.
وكان وكيل وزارة الداخلية العراقية أيدن خالد قد كشف لـ"السومرية نيوز" في الثاني من شهر كانون الحالي عن تعاون تقوم به الجماعات "الإرهابية" مع عصابات الجريمة المنظمة والمخدرات من أجل الحصول على التمويل الذي تحتاجه لتغذية أعمال العنف، مؤكدا في الوقت نفسه أن العراق مازال نقطة عبور للمخدرات وليس مستهلكا لها.
يذكر أن الهيئة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات كشفت في حزيران الماضي عن تسجيل أكثر من 7000 حالة إدمان على المخدرات في العراق، فيما أشارت إلى أن هذا العدد لا يمثل سوى 10% من الواقع.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced