خيون دواي الفهد : الشاعر والقديس
نشر بواسطة: iwladmins
الأربعاء 07-05-2014
 
   
سعدي عباس العبد

غادر خيون محمولا على كتف الريح ........ غادر دون انّ يلقي نظرة على : الحياة التي ليست هنا

ركض كأي مرعوب من الحياة التي تغيرت .. ركض واقفا .. الموتى همّ من يركضون وقوفا

او انبطاحا .. الحياة في سائر الامكنة .. حتى تلك الحياة التي لم تُخلق بعد

او التي ليست هنا .. كلّها تؤدي إلى الضجر ثم السخط والصراخ والسأم والحروب .. ثم الموت غرقا في

فيضّانات من العوز والاضطهاد .. ركض خيون حافيا .. ركض نائما ..شعره الطويل كانت مسدولا

على اكتاف التابوت وقصائده المسرفة في مناصرة الشعوب ..__ شدة ورد ..__ كانت الوردة الاوّلى

عمانؤيل ..والوردة الثانية جنوبية الهوى والهوية ..والوردة الاخرى تضوع عطرا في فضاءات قارات الكون

الورود احالها الجنرالات إلى غابة من الجماجم .............

في احد معسكرات بنجوين .. كاد الطفل الشاعر يقضي رميا بالشظايا ..كان جنديا احتياطا ..

معنى ذلك كان روحا فائضة .. الارواح الفائضة تعقد هدنة غير معلنة مع مصائرها... كان خيون لا يحسن

التعاطي مع الاسلحة والجنود والبقاء طويلا في المعسكرات والبراري والمرتفعات

لذلك اثر المكوث في بطن الحوت .. او بار القندية .. حانة القندية تشبة إلى حد ما حوت يونس النبي

حسب المرويات الكهنوتية ..فضاءات الحيتان حانات بحرية يرتادها القديسون والانبياء

هل كان خياديف وهذا هو اسم القديس خيون , كما ورد في سفر التكوين في طبعته الشعبية

الصادرة عن دار الحروب .. يتحدر من اصول او سلالة سومرية ..كان يشكك في مرويات

التاريخ ..يقول : انا لاانتسب الا لسرجون الاكدي ..يقصد حانة سرجون ...

الحانات حاضنات تاريخية .. بلقيس الحانة .. كانت ملكة قبل انّ انقلاب التاريخ

في تحولاته الاخيرة .. من منهما اكثر لمعانا واشراقا وحضورا في الذاكرة

ذاكرة القديس خيون او خياديف ...بلقيس الحانة ام الملكة .. خيون لا يعوّل على

مرويات التاريخ , وملوكه واباطرته وامراءه وقادته ورسله وانبياءه ...................

التاريخ لا احد صنعه ولن يصنعه احد .. من الهولاء المار ذكرهم في اكاذيب التاريخ

.. التاريخ في طبعته المزيفه .. انا من صنع ويصنع التاريخ هكذا كان يطلق صرخته الشهيرة

في فضاء الحانة .. حانة بلقيس .. وقبل ان يحتشد الندل على مقربة من مائدة خيون

يطلق ضحكته الساخر بوجه كبير الندل وهويردّد ثملا : اشبيك جورج كنت امزح .. لا تحسبني سكرانا

... انا المحيط اشرب كلّ زجاجات الحانة ولا اسكر .. يضحك النادل عن اسنان بيض .. ضحكه عريضة

تكاد تغطي وجهه برمته ..يطلب منه خيون ماعون مازة : تبولة .. تبولة .. الا توجد لديك تبولة

النادل يتدفق بالضحك ويزداد مرحا وانشرحا وهو ينصت لخيون القديس الرائي : كنت قبل

الآن بقرون عديدة خلت احد السحرة الذين أمنوا برب موسى .. ويضيف : لست اقصد

موسى , هذا المتداول تاريخيا او في مرويات البشر الشفاهية .. اقصد موسى الاحمر .. موسى

العامل والفلاح .. موسى صديقي لم تكن بحوزته عصا لم يكن طويلا

بيد انه كان على مقربة منه في الحلُم . يقصد شبيه موسى في الوجه الاكثر اشراقا وتماس بالفقراء كان كلا

الموسوين منحدرين من السلالة اليهودية

او الديانة اليهودية

.. لم يفقه النادل شيئا مما يقول خياديف القديس

فسرعان ماغادر المائدة على اثر مناداة ندّت عن صاحب الحانة الذي كان قد رفع صوت

المذياع : فتدفقت البيانات العسكرية متعاقبة المستهلّة كلّها ب : وردنا مايلي وفي التو

.......................... كبدنا العدو المجوسي في قاطع عمليات ديزفول عددا من القتلى

وعطب وحرق عشرات الدبابات .. قامت قواتنا الباسلة بشن هجوما مضادا اخترق تحصينات

العدو في مهران .. قاطع عمليات الوسط ........... قصفت طائراتنا مصفى نفط جزيرة خرج

............. ................ ثم تصاعد في فضاء الحانة : ياكاع ترابج كافوري .. ع الساتر

هلهل شاجوري ..او شيء قريب في المعنى لتلك الانشودة ..لاتسعفني الذاكرة بحضور الانشودة

ولكنها كانت تسعفني تماما بما كان يقول القديس خياديف انذاك ..كان موسى النبي قد ترك عصاه

التاريخيه على المائدة .. يهش بها ارباع العرق ..هذا ماشاهده الرائي خياديف في ذلك

النهار البعيد من 1983 .. كنا مانزال في بطن الحوت .. او فضاء الحانة .. كان يونس

النبي قد ترك الحوت ملكية مشاعة للذين سوف يلوذون بالمطاردة والعذاب والفرار

من المحمرة التي باتت بيد العدو ومن القاطع الجنوبي وسائر قواطع الجبهة .. من هناك ابتدأ تاريخ

المهمّشين المتسكعين على سفوح جغرافية الحرب .. جغرافيا الطبقات في تضاريسها المحمولة

على مساحة مهوّلة من النزاعات الكهنوتية ..من هناك شرع تاريخ المنسين ..اولئك الذين

قضوا غرقا في نهر الكارون ورميا بالقذائف .. ومن تلك النقط الجبهوية البعيدة ألآن ..راح

تاريخ الامّهات يسجل حضورا ساطعا يلمع في ذاكرة المقابر ..الموت حزنا على الاولاد

والاحفاد ...بلاد الرافين .. بلاد مقابر .. العراق مقبرة قاحلة ... بلاد السواد ..حقا بلاد السواد

ليس السواد الذي تقصه او ترويه او تفسره مرويات التاريخ .. السواد الناتج عن تراكم الخير

الوفير . الخير النقمة الذي كان عامل جذب مذهل للغزاة على مرّ تاريخ العراق

خرجنا من بلقيس الحانة .. تشيعنا نظرات بلقيس الملكة .. كان سليمان الميتم ب بلقيس

سد مارب ... يمرحى مع الطير .. مستغرق في اختيار اي العقوبات الساخطة

تناسب عقوق الهدهد .. فيما كانت بلقيس حاضنة خياديف ..خياديف المعاصر لسائر

اكاذيب التاريخ..

خروج خيون من بطن الحوت في ذلك النهار البعيد .. او فضاء الحانة .. سيقذفه دلك لاحقا

وبعد سنوات طوال في حفرة جلجامش .. الحفرة السفلى التي وارت وطمرت انكيدو

كلكامش نتاج رواة .. قصاصين مهرة .. هم اوّل من اسس للغرائبية السحرية

غادرنا حانة بلقيس ..فيما بقيت الانشودة تتصاعد في فضاء الحانة : ياكاع ترابج ..

ستغدو الحانة والانشودة وخياديف جزء حميم من تاريخ شخصي .. ومن تاريخ عام

يحفر في منجم النسيان .....................................................................

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced