انفجار مدرسة الإباء في مدينة الصدر... من يكشف الحقيقة و يعاقب القتلة؟!
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 19-12-2009
 
   
تحقيق وتصوير/وائل نعمة
الوقت: الساعة الواحدة وخمس دقائق بعد الظهر.
المكان: احد ازقة مدينة الصدر الضيقة.
هناك حيث تتأرجح البيوت ويميل الواحد على الآخر طالبة من جاراتها ان تستند إليها، وحيث الاطفال تضيق بهم فأنتشروا بشكل عشوائي امام المنازل وفي ارجاء الازقة.
الحادث: صوت مدو عصف بالجميع واسقط الجدران وهدم بيوتا وقلع عمود الكهرباء من مكانه واحدث حفرة عميقة في الارض.
الضحية: في الثالثة عشرة من عمرها كانت ترتدي صدرية المدرسة الزرقاء والقميص الابيض حاملة حقيبتها على ظهرها ومعها مجموعة من الطلاب والاطفال والاهالي.

الجريمة
في يوم الاثنين 7/ 12/2009 حدث انفجار قوي هز قطاع 14 بمدينة الصدر في وقت خروج ودخول الطلاب حيث تقاطع اربع مدارس كان ضحيته مجموعة من الضحايا والجرحى من الطلاب والأطفال والاهالي المتواجدين قرب مكان الانفجار. الانفجار حدث قرب (سياج) ابتدائية الاباء للبنات المدمجة مع ابتدائية ابو حذيفة للبنين وكان في وقت بداية دوام ابو حذيفة وخروج طلاب الآباء، وخروج ودخول طلاب مدرسة الخورنق ومدرسة الشيخ علي حسن الساعدي، مما ادى الى ازدياد اعداد الشهداء والجرحى. وقد تضاربت الانباء حول الاعداد الحقيقية للضحايا، فيما يقول الاهالي بأن الشهداء عددهم 6 والجرحى 41 ا، هناك من يقول 7 قتلى واخر يقول 11 شهيدا، بينما اوضحت قيادة عمليات بغداد في وقت سابق استشهاد 7 وجرح 41 جميعهم من الطلاب. ومهما تضاربت الحصيلة الا ان الامر واحد!
كما ان سبب الانفجار بدا مجهولا ايضا وأختلفت التفسيرات حول سبب الانفجار فالبعض يعتقد بأنه صاروخ والاخر يقول عبوة والاخر يقول تفجير انتحاري. بينما اشارت تقارير قيادة عمليات بغداد الى ان سبب الانفجار كان وجود كدس من الاعتدة في داخل المدرسة تفجر جراء حرق نفايات بالقرب منه.

شواهد الحطام
بين الازقة المتزاحمة وجدنا طريقنا الى مدرسة الاباء والتي وقع فيها الحادث، فلا حاجة لمرشد لكي يرشدك الى الطريق فالامر كان واضحا، فالمنطقة تغرق بالمياة بعد ان ضرب الانفجار احد انابيب المياه، وعمود كهرباء يبلغ طوله اكثر من 4 امتار قد اقتلع من جذره وقذف لمسافة 3 امتار حيث ماتزال الركيزة الكونكريتيه معلقة بأسفله،وحفرة عميقة قد ملأتها المياه حدثت جراء الانفجار فضلا عن آثار حطام البيوت القريبة جدا من المدرسة التي كانت متناثرة قريبا منها.
وحسب قول مدير مدرسة الاباء التي اسعد الحظ طلابها بأنهم كانوا قد خرجوا قبل دقائق من حدوث الانفجار فأن الانفجاركان بسبب مواد شديدة الانفجار مدفونة تحت الارض او ربما صاروخ وقع على المدرسة ولااحد يعلم السبب، لكنه قد احدث اضرارا كبيرة بالمدرسة وجرح 60 من الطلاب والاهالي، فيما توزع 36 طالبا في مستشفى الشهيد الصدر و5 اخرون في مستشفى الامام علي.

كانت هنا مدرسة
لم يكن من السهولة الدخول الى اروقة المدرسة فالمياه والطين والطابوق والركام في كل مكان، بالاضافة الى استغلال الاهالي لمكان فارغ حيث جعلوا ساحة المدرسة مكبا للنفايات، فكان الدخول يحتاج الى عصا (الزانة) لتخطي كل هذه العوائق. وعند مدخل المدرسة كانت زوجة الحارس قد اغلقت كل المنافذ وجمعت اطفالها تحت عباءتها ورفضت ان تفتح الباب لاي شخص يروم دخول المدرسة، لان زوجها الحارس رهن الاحتجاز عند الشرطة للتحقيق معه بالحادث، والهلع والخوف مازال يعتريها من جراء الانفجار. وبعد ان ابدينا لها حسن نيتنا وابرزنا لها أوراقنا الرسمية وبرفقتنا احد المعلمين من المدرسة سمحت لنا بالدخول الى ممرات المدرسة الحزينة التي خيم عليها السكون، هشيم الزجاج تناثر في ارجائها وماتزال تسمع قهقهات الاطفال واصوات الطلاب حين يقرأون النشيد ويضربون بالطبشور على السبورة، لكن الايادي الآثمة استكبرت ان تجعلهم متمتعين بأبسط حقوقهم وفضلت ان تحولهم الى قتلى وجرحى وتحول الضحكات الى بكاء ودموع، وحولت الصفوف من قاعات للدراسة الى قبور مهدمة وجدران متشققة.

وقائع ومشكلات
كان من الطبيعي ان ينقل التلاميذ الصغار المذعورون الى مدرسة اخرى بعد ان اصبحت المدرسة مزدحمة بذكريات مؤلمة وصور اشلاء، فقد انتقل طلاب ابو حذيفة الى مدرسة الشيخ الساعدي، وطالبات الاباء نقلن الى مدرسة الخورنق. وفي داخل مدرسة الشيخ الساعدي التقينا معاون مدير مدرسة ابو حذيفة (جاسم محمد)، بعد ان تعذرعلينا لقاء المدير لانه مصاب ويرقد في البيت لتلقي العلاج. الاستاذ جاسم يجزم بأن الانفجار كان سببه صاروخا سقط قرب جدار المدرسة الخارجي، واحدث الانفجار فوضى عارمة وارباكا بين الطلاب ودخول الاهالي الى المدرسة وخروج الطلاب وهم مرعوبون، لكن ماجعل الاصابات اقل هو وجود معظم الطلاب في صفوفهم (على حد تعبير المعاون)، رافضا بالوقت نفسه فكرة ان يكون الانفجار حصل نتيجة قيام المدير بجمع النفايات وحرقها مما اشعل فتيل مواد شديدة الانفجار كانت مدفونة تحت الارض.
حالة من الاستنفار حدثت اثناء الانفجار فشباب المنطقة ساعدوا في حمل الجرحى والمعلمين والمعلمات وكل الاهالي شاركوا في اسعاف المصابين بالاضافة الى القوات الامنية، الاصابات حسب قول معاون المدرسة وصلت الى 60 جريحا ولا قتلى من داخل المدرسة، وجرح 3 معلمات، وحدوث حالة اسقاط جنين لاحدى المعلمات بالاضافة الى اصابة المدير بالحادث. ويضيف الاستاذ جاسم: أن كل الكادر في المدرسة لم يغادرها بعد الانفجار بل بقى الجميع لجرد الجرحى وجرد الكتب والوثائق الضائعة وجمع مايمكن جمعه لانه ضاع بين الماء والطين الذي غمر المدرسة بعد حدوث الانفجار.
ويشكو المعلمون في المدرسة من حالة الذعر التي ماتزال مسيطرة على نفسية الطلاب من جراء الحادث، كما انهم لايريدون الانتظام بالدوام لانهم مايزالون خائفين وغير معتادين على المدرسة الجديدة، كما ان البعض منهم مايزال يعاني من آلام بسبب اصابته بالانفجار ولا يستطيعون ان يتحملوا الدوام من الساعة الواحد بعد الظهر الى الخامسة عصرا،كما ان المدرسة ضيفة على مدرسة اخرى والامتحانات النصف سنوية اصبحت قريبة ولايعرفون كيف سينظمون امور الامتحانات!

الرفض والحقيقة
حاولنا التحدث مع الطلاب في المدرسة الا ان المعاون رفض ان نتحدث معهم بشكل مطلق، ورفضه بصورة غريبة بعث الشك في قلوبنا، متذرعا بأنهم خائفون ولايريدون التحدث بهذا الموضوع. مما دعانا الى ان ننتظر خروج البعض منهم والتكلم معهم، وخيرا فعلنا لان شكنا كان في محله، لان الطلاب لم يخفونا سرا فالجميع قد أكد بأن الانفجار قد حدث حينما أمر مدير مدرسة ابو حذيفة بعض الطلاب بجمع النفايات وحرقها قرب جدار المدرسة الخارجي. يقول الطالب (محمد) في الصف الرابع الابتدائي،أن المدير طلب منه وبعض من زملائه جمع نفايات المدرسة (وهذه مخالفة لاوامر التربية) وحرقها قرب سياج المدرسة، ويضيف (محمد) عند ذهابنا لجلب الوجبة الثانية من النفايات سمعنا صوت انفجار كبير هز المدرسة وكسر الزجاج واسقط جدار المدرسة.

ساعة حدوث الانفجار
فيما تحدث لنا الاهالي عن ساعة حدوث الانفجار حيث قال ابو سلام بائع (الفلافل) الذي يقف امام المدرسة، بأنه كان بعيدا بعض الشيء عن (عربته) التي يعمل عليها حين حدث الانفجار، ان سبب الانفجار نشوب حريق كبير وصل الى ارتفاع 3 امتار قرب سياج المدرسة، اشعله المدير مع التلاميذ الصغار وبعدها حدث الانفجار.
فيما كانت ام سعد قد استشاطت غضبا حين حدث الانفجار لانها حذرت المدير قبل دقائق من حدوث الانفجار بأطفاء النار لانها بدأت تحرق اسلاك (المولدة) لكنه لم يسمع كلام احد وحدث ماحدث.
فيما كان ابو رضا صاحب احد البيوت المهدمة التي اخذت نصيبها من الانفجار ينقل بعض الاغراض من البيت لانه نقل عائلته الى مكان اخر لاستحالة العيش بالبيت بعد ان سقط جداره واحدى غرفه، حيث قال: هجم الاهالي على مدير المدرسة بعد حدوث الانفجار وارادوا ان يقتلوه لانه كان المتسبب في الانفجار لانه اشعل الحريق مما ادى الى تفجير العبوات التي كانت مدفونة داخل المدرسة والتي تعود الى الجماعات المسلحة التي كانت تسيطر على المنطقة قبل اكثر من سنة.
بينما حمل كاظم احد اصحاب محال التصوير في المنطقة اعضاء المليشيات التي كانت تدفن هذه المواد المتفجرة داخل المدرسة المسؤولية وهذا معروف للقاصي والداني، وقد قام الجيش العراقي في اثناء تطبيق خطة فرض القانون بأخراج العديد من الاعتدة والعبوات الناسفة التي كانت مخبأة داخل المدارس.

تربية الرصافة الثالثة
فيما ذكر مدير تربية الرصافة الثالثة الاستاذ حسين العبودي بأن الانفجار هو بسبب سقوط صاروخ قد احدث حفرة بقطر 6 امتار (حسب التقدير الشخصي للمدير). واوضح بأن هناك لجنة شكلت من خلال وزارة الداخلية وتربية الرصافة الثالثة , وان التحقيق مازال جاريا ولم تعرف الاسباب الحقيقية بعد والتحقيق لم ينته.
ويذكر مدير التربية بأن المدرسة تحوي 650 طالبا وطالبة، وكانت الاصابات قد وصلت الى 40 جريحا، ومعظمهم اصاباتهم طفيفة، بأستثناء 3 حالات بالجملة العصبية ولكنها الان في وضع مستقر، وهناك شهيد واحد وهي الطالبة (دعاء).

براءة طفلة
دعاء التي بدأنا قصتنا بها كانت من سكنة قطاع 15بمدينة الصدر، الذي يبعد مسافة عن المدرسة التي وقع فيها الانفجار، كما انها ليست من طالبات مدرسة الاباء او ابو حذيفة، لكنها في مدرسة الخورنق القريبة من مكان الانفجار وصادف موعد خروجها من المدرسة مع حدوث الانفجار الذي اخذ براءتها وجعلها من ضحايا القتلة الذين لم يتورعوا حتى في قتل الاطفال الصغار.

وزارة التربية
فيما قال مدير اعلام وزارة التربية بأن الانفجار كان بسبب جمع مدير المدرسة النفايات عند احدى زوايا المدرسة واشعالها،مما ادى الى انفجار بعض الاسلحة او الاعتدة التي كانت مدفونة تحت الارض، والتي كما يعتقد الاستاذ وليد حسين بأنها تعود الى زمن النظام السابق الذي استغل المدارس لتكون ساحات قتال وتجمعات للجيش اثناء الحرب الاخيرة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced