كارثة صحية مرتقبة بسبب الوضع البيئي السيئ في كبرى مدن الجنوب-الأخبار

كارثة صحية مرتقبة بسبب الوضع البيئي السيئ في كبرى مدن الجنوب

	نشر بواسطة: Adminstrator
	السبت 19-12-2009

البصرة/ اور نيوز
أرصفة شوارع حي الجزائر وعدن والطويسة يزينها الطابوق المقرنص أما الجزرات الوسطية لطريق البصرة - صفوان والبصرة- زبير فتزينها أشجار النخيل وأغصان الورود الملونة ،جمالية المنظر توحي للزائر القادم من خارج المدينة وكأن البصرة هي أجمل مدن الدنيا في حين إن الواقع عكس ذلك تماماً فهي تتجه (أي المدينة) إلى كارثة صحية حقيقية بسبب وضعها البيئي الذي يزداد سوءاً يوماً بعد آخر.
ورغم النداءت والمناشدات المتكررة من قبل المواطنين الا ان الحلول تبدو غائبة وليس هناك امل في ان يعالج الوضع البيئي والصحي الذي يهدد ارواح أكثر من مليوني شخص ممن يقطنون في هذه المدينة التي تعد الأسوأ بيئيا قياساً بمدن المنطقة المجاورة.
ويقول مراقبون ان ثمة حقائق كثيرة تثير الخوف لدى سكان البصرة الذين عدوا مدينتهم من المدن المنكوبة، فجميع الدلائل تشير إلى انتشار الأمراض السرطانية انتشار النار في الهشيم، والزحام الشديد الذي تشهده العيادات الخاصة دليل تفاقم السرطان في مدينة تعد أهم واكبر مدن الجنوب العراقي. وعلى الرغم من التعتيم الواضح الذي تبديه دائرة صحة المدينة بشأن ارقام الإصابات بالامراض السرطانية الا ان الشعور السائد بين عامة الناس هو ان السرطان سوف يطال جميع سكانها بسبب كتل السكراب الموجود حالياً في مركز المدينة وتحديداً في مناطق بريهه والحيانية والأصمعي والأصدقاء والموفقية.
ولم تتحرك الحكومات المحلية السابقة خلال تسلمها مهام عملها وان عملت الحكومة المحلية الحالية ولو بعد حين على رفع كتل السكراب من داخل الاحياء السكنية الا ان آثار الاشعاع تبقى فاعلة ومؤثرة ولعشرات السنين بحسب وجهة نظر المعنيين،هذه المشكلة ترافقها مشاكل بيئية أخرى تتعلق بتلوث المناطق الزراعية كما هو الحال في صفوان وام قصر والزبير وباقي المناطق الزراعية والتي لاتخلو من الاشعاع، وهو ما يعرض غذاء المواطن للخطر أيضاً!. وتقول مصادر طبية ان الاجهزة الطبية المتخصصة بكشف وعلاج هذه الامراض عاطلة ومهملة منذ 2003 والى الان وهو ما لايمكن المواطنين من الاستفاده منها خاصة ذوي الدخل المحدود، الأمر الذي اجبر مئات المصابين بالامراض السرطانية وذويهم إلى مراجعة العيادات الخاصة رغم الفقر والعوز الذي يعانون منه وهو ما أنعش المختبرات وعيادات الأشعة والسونار الاهلية كذلك المستشفيات الخاصة بسبب زيادة اعداد المرضى.
وبالاضافة الى التلوث الاشعاعي تعاني البصرة من تلوث غذائي رهيب دفع كلية الزراعة بجامعة البصرة الى التحذير منه . وقال عميد كلية الزراعة في جامعة البصرة الدكتور شاكر عداي في حديث مع مراسل "راديو سوا" إن أسواق البصرة تم إغراقها بكم هائل من المواد المستوردة ومن مختلف المناشيء منها معلبات فاسدة تظهر نتيجتها بمراجعة حالات كثيرة من المصابين بالتسمم الغذائي.
وعن الخضر والفواكه المستوردة قال عداي إن الخضار المستوردة تغلف الكثير منها بمواد جيدة في السطح ولكن في الداخل تكون تالفة ومحصودة منذ زمن طويل، و"لا بد من فرض رقابة مشددة على المنافذ الحدودية لحماية المستهلك".
من جانبه أكد رئيس فرع الأدوية والعلوم المختبرية في كلية الصيدلة حسين كاطع أن الجهود التي بذلتها الجامعة في هذا المجال كشفت تلوث بعض مفردات الحصة التموينية وأضاف في كلمة له خلال الندوة.
وتابع قائلا "درسنا سمية أنواع من معاجين الأسنان وتبين أن بعضها ذات سمية عالية وفحصت مفردات الحصة التموينية ووجدنا تلوثا مايكروبيا واسعا في بعضها وفحصت أيضا نماذج من العصائر المباعة في الأسواق وتبين إحتواؤها على مواد خطرة وعندما تم فحص المياه المعبأة بالقناني تبين عدم صلاحية الكثير منها للاستهلاك".
المواطن يرى ان الجهات الحكومية ذات العلاقة مقصرة في اداء واجباتها بدءاً من دائر صحة البصرة وصولاً إلى وزارة البيئة بل لايعتبرون وزارة البيئة مقصرة فحسب بل مهملة في أداء واجبها وان مسالة التخصيصات المالية التي تتذرع بها وزارة البيئة إنما هي شماعة للتبرير بحسب وجهة نظر المواطنين الذين يطالبون بوضع حد لمعاناتهم. مدير إعلام البيئة أكد وجود أطنان من حديد (السكراب) في المناطق السكنية وانه قد جرت كشوفات موقعية على جميع قطع السكراب داخل وخارج المدينة وقياس الخلفية الإشعاعية لها وأكد إن هذه النتائج تم عرضها على مجلس المحافظة في دورتيه السابقة والحالية، وأشار إلى قيام الجهات المعنية بتوجيه من محافظ البصرة برفع أطنان من حديد السكراب من منطقتي حي الحسين والعباس منذ نحو ثلاثة أشهر إلا أن العمل توقف بسبب عدم وجود تخصيصات مالية !،مسؤول البيئة أكد وجود أطنان من الحديد الملوث الذي يتطلب نقله وطمره في مقبرة الدبابات.!