فؤاد سالم .. يعود معافى الى بغداد ويحتفى به
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 19-12-2009
 
   
ايلاف - عبد الجبار العتابي
بغداد: ما ان حل المطرب العراقي الكبير فؤاد سالم ضيفا على اتحاد الادباء والكتاب في العراق ضمن منهاج (ملتقى الخميس الابداعي) حتى كانت اغنياته تتردد على افواه الحاضرين وبالاخص منها (يا طير الرايح لبلادي / اخذ عيوني تشوف بلادي / مشتاق لاهلي الطيبين / مشتاق لهم من سنين / يا عيني آآ .. يا بلادي) في اشارة الى الشوق الذي نفس فؤاد وقد عاد الى بغداد مجددا بعد ان مر بمرحلة عصيبة مع المرض خلال الاشهر الماضية وخضع للعلاج في مستشفيات سورية ، وظهرت اثار ذلك عليه بشكل واضح على جسده وتغيرت ملامحه كثيرا ، لكنه ابدى سعادته البالغة بالاحتفاء الجميل والحضور الكثيف الذي امتلأت به قاعة الجواهري وفاضت الى القاعة الامامية فضلا عن العدد الكبير الذي ظل واقفا على اطراف القاعة يستمع ويستمتع بحديث فؤاد سالم عن تجربته الفنية عبر أكثر من أربعة عقود، وسط حشد من المهتمين بشؤون الاغنية العراقية يتقدمهم الملحن الكبير محمد جواد اموري ، والذين حمدوا الله على سلامته مع تمنياتهم بالشفاء التام وتناوشته احضانهم بالعناق ، فأطربهم بأحاديثه وذكرياتهم التي كان يسردها بشكل عفوي ، ومع غياب العود ومطالبات البعض بالغناء اطلق صوته قليلا بمقاطع من بعض اغنياته (مشكورة .. تردين الصدق ما قصريتي) و( يا طير الرايح لبلادي) فكانت مسرته واضحة وامتزجت مع بهجة الحاضرين ، الذين اجمعوا في مداخلاتهم ان فؤاد سالم هو ابن العراق ولا يمكن ان يحسب لحزب معين او جهة ما لان جميع العراقيين احبوه ورددوا اغانيهم التي غناها حنينا الى وطنه دائما في ايام غربته الطويلة ويتواصل مع الناس ،وهو ما جعله ينال لقب (فنان الشعب) ، واشار اخرون الى ان وجود هذا الجمع الكبير من المعجبين دلالة على مدى التقدير العالي للمسيرة الفنية للفنان ، كما ان حضور ابنته الفنانة نغم ترك لحظات مؤثرة لدى الحضور حين صعدت اليه على المنصة وعانقته .
  قدم للاحتفائية الشاعر والاعلامي هادي الناصر الذي قال في كلمته : اليوم نستضيف فنانا مبدعا وشاعرا صارت اغنياته الهاما للعراقيين في صبرهم ومحاكاة معاناتهم ومأساتهم في تلك السنين العجاف وزرع حبه بين العراقيين ، كان الوطن ضميره اينما حل وارتحل في منافي الغربة ، كان صوته يأتينا مفعما بالامل وان مواسم الحب والخير مقبلة لهذا الوطن الجميل .
    واضاف : فؤاد سالم .. بقيت اغانيه في القلب وما زالت الذاكرة تحتفظ بها ، كانت تلك الاغاني تخترق الحدود رغم طوق العزلة الذي فرض عليها وستبقى تلك الاغاني راسخة في ضمائر من عانى من حيف وجور في تلك السنين ، رحبوا معي بشرف الاغنية العراقية كما وصفه المفكر الراحل هادي العلوي .
ثم فسح المجال لفؤاد سالم الذي تحدث عن تجربته الطويلة وذكرياته الفنية وغير الفنية من خلال ما كان يطرحه المقدم او تعليقات الحضور ، فأشار اولا الى ولده حيدر ، قائلا : انه الثاني بعد نجله الاكبر حسن ، وهو عازف ، وهو الان هو قدم طلبا لاتحاد الموسيقيين للانضمام اليه ، ثم اضاف بعد طلب منه المقدم ان يتحدث عن المعلومة التي لا يعرفها الكثيرون من انه يكتب الشعر فقال : هناك اغان كتبتها ولحنتها انا وبعضها نجح مثل اغنية (مشكورة) التي كتبتها قصيدة لكنها صارت اغنية فيما بعد ، لكن فؤاد اشار الى اغنيات وجدت صدى جيدا مثل (يا طير الرايح لبلادي) كلمات داود الغنام وألحاني ، وهي اغنية لم يرض عنها النظام السابق مثل اغنية (عمي يبو شاكوش) واعتبروها استفزازا للنظام ايضا ، غنيتها بالمباشر بعد ان انكشفت كل اوراقي ، وذات مرة غنيتها بالقول (عمي يبو منجل) فقال الرفاق (يقصد البعثيين) : ( نحن ما عندنا منجل) ، فقلت لهم (عندكم تراكتور) وسأغني (عمي يبو التراكتور) !!(قالها ساخرا وضاحكا) .
    ومع مداخلة مقدم الاحتفائية عن كلمة (رفيق) ، قال فؤاد : في الخليج يقولون (رفيجي) وهي لا تخيف ويعتبرونها كلمة عادية ، ولكن عندنا هذه الكلمة مخيفة ، وانا اخاف اذكرها ، ، ثم ذكر فؤاد : ايام الاغتراب رفدني الكثير من الشعراء بكلماتهم ، وكانت تصلني منهم الى الكويت ، وذات مرة في لقاء في اذاعة الكويت ذكرت اسم الشاعر داود الغنام بشكل عفوي ، واذا بالنظام السابق يعتقله ويشبعه ضربا وتعذيبا ، وعلق فؤاد : هذه كانت مشكلة العراقيين ، كنا بنظر النظام السابق مجرمين ، تصور انت في نهاية القرن العشرين يقود الوطن ناس من هذا النوع ، في العالم يهتمون بالمبدع والمثقف وفي العراق (يقصبون) المبدع والمثقف .
    وقال فؤاد ايضا : انا من عائلة ارستقراطية ولكن ليست برجوازية ، وبيت (بريج) معروفون في البصرة ، وكانوا يرون في تحولي الى الغناء شيئا غريبا ، فأنا حالة شاذة بالنسبة للعائلة ، ذات مرة كنت مع مطرب لا اريد ان اذكر اسمه احتراما له ، قلت له انا يشرفني ان اتحدث عن طبقتي وانت تنسلخ عن طبقتك ، انت تخاف ان تقول انك كنت تحمل طابوقا وهذا انا يزيدني شرفا وهو عمل شريف ، ومن العيب ان (يستنكف) احد  من طبقته .
واستذكر فؤاد ايام الاعدامات التي طالت العديد من الوطنيين بحجة انتمائهم للحزب الشيوعي والمطاردات له والتي دعته الى مغادرة العراق ، وتهجد صوته وهو يتحدث عن تلك الذكريات ، كما اشار الى احزانه يوم شاهد الشاعر بدر شاكر السياب وهو على فراش المرض في الكويت وكيف بكى على حاله وحال الادباء العراقيين الذين لفتهم الغربة ، قال : (لما شفت السياب في هذه الحالة .. مريضا ، وكنت أقرأ له في المناهج الدراسية ، ورجله ضعيفة جدا ، بكيت ، قلت هكذا العظيم يصل به المرض الى هذه الحالة ، هذا السياب يأكل عظمه وعضلته المرض) ، واضاف : انا انتمي الى هذه العائلة المبدعة ، هؤلاء هم الناس الكبار الذين تربوا على الابداع وربونا واعطونا الكثير ونحن لم نعط شيئا ، ومنن المؤسف ان تموت الفنانة زينب في الغربة وكذلك الجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين ، نحن نطالب بحقوق المثقفين والمبدعين الذين ماتوا ، ولا بد ان نجد انسانا يقيمهم ، لان التاريخ سوف يتذكره .
    كانت هناك مداخلات عديدة للشاعر ناظم السماوي والملحن جمال عبد العزيز والمذيع طارق حرب والشاعر كاظم غيلان والمحامي طارق حرب والمطرب جواد محسن والصحفية آمنة عبد العزيز والنائب في البرلمان العراقي مفيد الجزائري ، كلها تحدثت عن الاغاني الجميلة للمطرب فؤاد سالم وعن قيمته الفنية والانسانية وتواضعه ، وأشادوا بعطائهم وبعودته الى بغداد ، وقدمت في النهاية له باقة ورد من اتحاد الادباء قدمها رئيسه فاضل ثامر بالاضافة الى درع الجواهري الذي قدمه الامين العام الفريد سمعان ، ولم تنته الاحتفائية بل استمرت اكثر من ساعة بعد النهاية حيث عاد الحاضرون ليحتفوا على طريقتهم الخاصة .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced