الحكومة تنوي حل الأحزاب الدينية

أجمع سياسيون ومحللون مصريون على فشل جماعة الإخوان المسلمين في تنفيذ تهديداتها باقتحام ميداني رابعة العداوية والنهضة في ذكرى عزل  محمد مرسي، وأرجعوا ذلك لنجاح وزارة الداخلية المصرية في توجيه ضربات أمنية استباقية لما يسمى بـ"تحالف دعم الشرعية"، المناصر لجماعة الإخوان المسلمين، باعتقال خمسة قياديين  في التحالف، وأبرزهم مجدي قرقر، المتحدث باسم التحالف، ومجدي حسين، رئيس حزب الاستقلال، والمهندس علي أبو النصر، الأمين العام لحزب البناء والتنمية، والدكتور نصر عبد السلام، رئيس الحزب الإسلامي.    كما تمكنت الأجهزة الأمنية بقطاع مصلحة الأمن العام وقطاعي الأمن الوطني والأمن المركزي من ضبط 39 مطلوبًا منهم 17 بالقاهرة والبقية من محافظات مختلفة، ويرى المحللون أن القبض على قيادات "تحالف دعم الشرعية" بداية لتفكك وسقوط التحالف، مما سيترتب عليه تراجع كبير في حشد الإخوان بالشارع والخروج بمظاهرات تندد بعزل مرسي.   تأثير سلبي    في المقابل، أكد محمد عمر، الخبير الأمني، ل"إيلاف" أن القبض على بعض قيادات "تحالف دعم الإخوان" سوف يؤثر على نشاط التحالف ومظاهراته في المستقبل وسيضعفها، وهو ما وضّح بالفعل بفشل الجماعة في الحشد يوم ذكرى عزل مرسي، مشيراً إلى أن التحالف هو عبارة عن أشخاص أكثر مما هو تكتل.    وأضاف الخبير الأمني أن خطوة القبض على بعض قيادات التحالف تأخرت كثيراً رغم أنها كانت مطلبًا شعبيًا وسياسيًا منذ فترة ، معتبرًا أن القبض على تلك القيادات في الوقت الحالي سيدفع أحزاباً داخل التحالف إلى الانسحاب منه، لاسيما الجماعة الإسلامية بعد تعرض قياداتها للاعتقالات مؤخراً من قبل الأجهزة الأمنية.   وكشف الخبير الأمني عن قيام وزارة الداخلية خلال الفترة المقبلة بتوجيه الضربات الاستباقية لأنصار جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة "تحالف دعم الشرعية" وقيادات الأحزاب والقضاء نهائياً على مظاهراتهم في الشوارع، وخاصة يوم الجمعة من كل أسبوع، وهو الأمر الذي طلبه رئيس الجمهورية خلال اجتماعه بوزير الداخلية مؤخراً وتنفيذه بكل حزم قبل إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة.   في طريق التفكك   وفي سياق متصل، قال الدكتورصلاح حسب الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنها، ل"إيلاف": "إن جماعة الإخوان فشلت في تنفيذ تهديداتها التخريبية في الذكرى الأولى لعزل مرسي وثورة 30 يونيو، وما حدث من عنف محدود في بعض المناطق نجحت وزارة الداخلية في مواجهته"، معتبرًا انفجار بعض القنابل بدائية الصنع بعدد من المحافظات لم يسبب رعباً للمواطنين، بل تسبب في مواجهات بين الشعب وأنصار الإخوان.   وأكد على أنه لم يعد هناك أي تحالف لدعم الإخوان، وبدأ بالتفكك نظرًا لأن مطالبه لم تعد قابلة للتنفيذ من قبل أنصاره بالشارع لنجاح الأجهزة الأمنية في المواجهة، وتوجيه ضربات استباقية لهم.   وطالب الدكتور حسب الله الحكومة بتطبيق نصوص الدستور بوقف الأحزاب الداعمة لـ"تحالف دعم الشرعية" لارتكابها مخالفات من بينها إثارة العنف بالشارع وارتكاب جرائم قتل لرجال الشرطة والجيش، ودعوتها للفتنة الطائفية بجانب كونها قائمة على أساس ديني، كل هذا كفيل للحكومة برفع دعوى قضائية لوقف تلك الأحزاب عن ممارسة عملها، وبالتالي توجيه ضربة قوية في الداخل لجماعة الإخوان المسلمين .   "حلاوة روح"   كما أوضح الدكتور كمال الهلباوي، القيادي الإخواني المنشق، أن القبض على قيادات تحالف دعم الشرعية والجماعة الإسلامية يمثل ضربة قوية لنشاط الإخوان بالداخل والخارج خلال الفترة المقبلة ، وسيكون بذلك الورقة الأخيرة قبل إعلان سقوط الجماعة نهائيًا، وهو ما يُنتظر قبل الانتخابات البرلمانية القادمة .   وقال ل"إيلاف": "إن التنظيم الدولي للإخوان في حيرة من أمرهم خلال الفترة الحالية بعد غلق كل الطرق أمامهم بشأن التصعيد في مصر نتيجة لفقدان التحالف الأوروبي والأميركي له ، ونجاح الأجهزة الأمنية في مصر بتوجيه عدد من الضربات الاستباقية لهم ، مما أفقدهم التفكير وشل حركاتهم وما حدث من أعمال عنف وانفجارات في ذكرى عزل مرسي مجرد حلاوة روح فقط ".   هروب جماعي    من جانبه، كشف الدكتور أحمد عبد العزيز عضو حركة "تمرد" الإخوانية عن معلومات غاية في الأهمية ، حيث أكد لـ"إيلاف" أن عددًا من الأحزاب المكونة للتحالف بدأ في بحث مستقبله داخل التحالف، والتعامل مع الواقع الجديد لمصر بالاعتراف بثورة 30 يونيو ، وأفادت المصادر أن سبب التوجه الجديد لتلك الأحزاب بعدما نما إلى علمها قرب قيام الحكومة برفع دعوى قضائية بحل تلك الأحزاب لقيامها على أساس ديني وبذلك تكون مخالفة لنص الدستور الحالي ، وأفاد عبد العزيز أن عددًا من قيادات الصف الثاني بالتحالف يستعدون الآن للهروب خارج مصر خوفاً من إلقاء القبض عليهم من قبل أجهزة الأمن، بعد القبض على قيادات التحالف، ومن بينهم عدد كبير من الجماعات الإسلامية