شهر على سقوط الموصل: شحّ الغذاء يهدّد بمجاعة وداعش تنفذ مداهمات ليلية خشية وقوع "ثورة"
نشر بواسطة: mod1
الخميس 10-07-2014
 
   
بغداد/ وائل نعمة - المدى

تنعش الأوضاع الإنسانية السيئة في الموصل بعد شهر من سيطرة "داعش" على معظم بلداتها، ذاكرة السكان عن حصار "نادر شاه" قبل 300 سنة. ويخشى الموصليون ان يؤدي شحّ المواد الغذائية وارتفاع الأسعار الى العودة الى "أكل القطط" كما فعل أسلافهم في ذلك الحصار الذي دام 42 يوماً.

وفيما يتحدث مسؤولون محليون عن شن مسلحي داعش مداهمات ليلية على المنازل بهدف جمع الاسلحة، لخشيتها من حصول ثورة ضدها، يتدفق بعض الشباب الى التطوع في صفوف "داعش"، في وقت تغرق المدينة في ظلام دامس يستمر احيانا لـ35 ساعة متواصلة، مقابل ساعة واحدة تعمل خلالها محطات ضخ المياه لتعوض شح المياه الشديد.

ويقول خلف الحديدي، عضو مجلس المحافظة عن كتلة اثيل النجيفي، ان "الاوضاع الامنية في المدينة لم تتغير منذ سقوطها بيد المسلحين في 10 حزيران الماضي"، لكنه يشير الى "استمرار القصف العشوائي الذي عادة ما يصيب المدنيين ويسفر عن قتلى وجرحى".

ويضيف الحديدي لـ"المدى" ان "الحكومة المحلية في نينوى، التي تدير شؤون المحافظة من موقع بديل في بلدة تلكيف طالبت بغداد بإيجاد آلية اخرى للقصف تجنب اصابة المدنيين، وهدم الدور السكنية"، لكنه يؤكد ان "القصف لم يتوقف والمسلحون مازالوا يسيطرون على المدينة، ويجندون الشباب في صفوف داعش ويعتقلون ضباطا سابقين في الجيش، وتتعرض المنازل الى مداهمات ليلية لجمع السلاح خوفا من ردود فعل او ثورة ضدهم".

المسؤول المحلي يضيف ان "الموصليين مازالوا يتذكرون اثار حصار نادر شاه في القرن الثامن عشر، ويخشون من تكرار السيناريو عندما اضطر الأهالي لاكل القطط حينها"، لافتا الى ان "المواد الغذائية بدأت تختفي من الاسواق"، مشيرا الى ان "سعر كيلو اللحم بلغ 50 الف دينار وقنينة الغاز باتت تباع بـ 50 الف أيضاً".

ويقول "نخشى ان يرتفع صوت المعدة على صوت الضمير وان تتزايد عمليات السطو والسرقة، مع اشتداد الحصار، وقطع الرواتب في مدينة يسكنها قرابة المليوني نسمة"، لافتا الى ان "الكثير من المساعي التي بذلتها حكومة نينوى لدفع الامم المتحدة على اغاثة اهالي الموصل فشلت في احداث اي تغيير في الوضع الانساني".

وفيما نفى وجود مساع دولية او حكومية لاسعاف الاهالي، ابدى استغرابه من عدم تقديم يد العون لنحو 300 الف نازح دخلوا كردستان بالاضافة الى 150 الف اخرين مازالوا في سنجار يواجهون اوضاعا انسانية سيئة.

وكان عدد من سكان الموصل وتلعفر والقرى الشيعية والتركمانية في شمال المدنية، نزحوا بشكل تدريجي بعد سيطرة "داعش" على المدنية، الى اقليم كردستان، وقضاء سنجار المتاخم لقضاء تلعفر.

الى ذلك يقول عبدالرحمن الوكاع، رئيس لجنة الاعمار في مجلس محافظة نينوى، ان "المدينة دخلت في شلل تام بكل مفاصلها"، مؤكدا ان "الكهرباء عطلت مضخات المياه".

ويرى الوكاع، خلال تصريح ادلى به لـ"المدى" ان "قطع التيار الكهربائي كان بقرار سياسي من بغداد وبسبب العمليات العسكرية"، مؤكدا ان "مجلس المحافظة يحاول الان اصلاح الاوضاع بربط خط من اربيل لتجهيز المستشفيات ومشاريع الماء بالطاقة واعطاء الفائض الى الاحياء السكنية"، متوقعا ان " الخط سيمنح الموصل 40 ميغاواط".

ويتحدث المسؤول المحلي عن تأثيرات شحة الوقود لاسيما مادة الكاز والبانزين على عمل المولدات التي تعتمد عليها المستشفيات وبعض محطات ضخ المياه، مؤكدا توقف معظم سيارات الاسعاف.

ويرى الوكاع ان "الانهيار الذي حدث في الموصل كان عسكريا وليس اداريا"، موضحا ان "الحكومة المحلية مازالت على اتصال بمدراء الوحدات الادارية والدوائر الحكومية في المدينة، وهم يعملون لمدينتهم، ويأملون ان تجد الحكومة المركزية آلية لدفع رواتبهم التي قررت في 24 حزيران الماضي ايقاف صرفها اثر سيطرة داعش على بعض المناطق في المحافظات الغربية والشمالية".

وكان بشار الكيكي، رئيس مجلس محافظة نينوى، اكد نهاية حزيران الماضي، موافقة مجلس الوزراء على صرف رواتب الموظفين المستمرين بالعمل في المناطق الامنة خارج الموصل، منوها الى "فتح حساب مصرفي في تلكيف لتمشية الاعمال وفقا للميزانية التشغيلية للمحافظة في تلك المناطق".

وفي السياق ذاته، يقول داود الجندي، العضو الكردي في مجلس محافظة نينوى، ان "المناطق الواقعة في شمال الموصل، المعروفة بسهل نينوى، والمكونة من 17 وحدة ادارية، تقع تحت حماية قوات البيشمركة وتعيش حالة طبيعية والعمل فيها مستمر في كافة الدوائر الحكومية". لكن الجندي يعترف بان "القوات الامنية تفرض الانذار (ج) وتخشى حدوث اي هجوم من المسلحين على المنطقة التي يسكنها خليط من الشيعة والسنة والاكراد والمسيحيين والايزيديين".

ويضيف الجندي، في تصريح لـ"المدى"، ان "سهل نينوى ليس افضل حالا من بقية مناطق المحافظة فيما يخص تجهيز الطاقة الكهربائية"، مبيناً ان "المنطقة تحصل على ساعة ونصف الساعة من الكهرباء في اليوم الواحد". لافتا الى "وجود مشكلة في تشغيل محطات المياه، التي لاتعمل ايضا على المولدات بسبب شحة الوقود".

وقال ان "السكان غير مرتاحين ويعتقدون بان داعش يمكن ان تأتي في أي لحظة".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced