منذ أيام وحمم الحقد الإسرائيلي الأسود تنصب على أهلنا، أبناء الشعب الفلسطيني في غزة غارات جوية وقصفا بحريا وبريا أزهقت عشرات الأرواح وجرحت المئات ودمرت المؤسسات والبنية التحتية التي بالكاد أشادها أبناء الشعب الفلسطيني في ظل الحصار الإسرائيلي والعربي المضروب حولهم، وفي ظل غياب الملجأ والدواء والغذاء.
ويتم كل هذا في ظل عجز عالمنا العربي بما يسوده من فرقة واحتراب ديني وطائفي مذهبي وقومي ومناطقي، ومن تقسيم واقتسام لأراضي بلدانه وانهيار بعض دوله. فبعكس مجمل الحالة العربية المتردية قرر الشعب الفلسطيني إعادة لحمته الوطنية وتوحيد صفوفه وقياداته وسلطته الوطنية في مواجهة مخططات العدوان الإسرائيلية ومن أجل التمسك بأهدافه المشروعة في بناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والحيلولة دون ضياع حقوقه في ظل الضياع العربي المدمر، وبما يشكل ردا مشرفا على حالة الضياع هذه ووقفها.
وقد استثارت وحدة الشعب الفلسطيني كل حنق وغيض العدو الإسرائيلي فاستنفرت قوى اليمين المتطرف الحاكمة آلتها العسكرية المدعومة من قبل الإمبريالية الأميركية والعالمية. فالمطلوب الآن لدى هذه القوى ليس مصادرة حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته فقط، بل وهدم كيانات الدول العربية القائمة وضرب فكرة الدولة الوطنية في هذه المنطقة وإشادة دويلات تابعة ومجردة من مصالحها الوطنية.
لقد آن لجميع شعوب بلداننا العربية ونظمها أن تدرك بأن هذا العدوان الصهيوني الغاشم على غزة إنما يهدف إلى تحطيم إرادة جميع شعوب بلداننا العربية في بناء دولها واختيار طريق تطورها المستقل. وبات واجبا على كل القوى الشريفة في كل بلد أن تتداعى لإبداء أقوى أشكال التضامن الفعال مع الشعب الفلسطيني ودعم وحدته الوطنية.
ومن هذا المنطلق إذ ندعو كل القوى الوطنية في البحرين للتداعي لتدارس الوضع ولإبداء موقف وطني موحد في نصرة أهلنا في غزة وكل الشعب الفلسطيني الشقيق، فإننا ندعوها أيضا إلى اليقظة حيال ما يمكن أن يجره استمرار حالة التوتر والإنقسام من كوارث أصبحنا نرى نتائجها في عدد متزايد من بلداننا العربية.
فلنرد على العدوان وحالة التردي بتقديم كل الدعم للشعب الفلسطيني، وبتعزيز وحدتنا الوطنية – سلاح شعبنا الأمضى والأول.
المنبر الديمقراطي التقدمي – البحرين
11 يوليو 2014