عندما تنتصر النساء
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 21-12-2009
 
   
الصباح
بين الإحباط والأمل والمثابرة للعيش بكرامة دون الحاجة لمد أيديهن لأحد ،وبين قسوة الظروف وصعوبة المعاناة،  صراع مرير خاضته نساء عراقيات بينهن مطلقات وأرامل فقدن ازواجهن في الحروب والتفجيرات الارهابية فصغن منه حكايات لنساء انتصرن بارادتهن على صعوبات الحياة وراء كل منهن قصة تروى.
ما ان تدخل ايا من اسواق بغداد الشعبية حتى تستقبلك وجوه كثيرة لنساء مؤمنات بأن الحياة يجب ان تستمر بالعمل والتضحية ، نساء مكافحات من مختلف الأعمار غالبا ما يفترشن الأرض ببضاعتهن من الخضر أو الألبان وسلع ومستلزمات حياتية أخرى حاملات على أكتافهن الهموم أو المسؤولية العائلية، عاليات شامخات برغم تهميشهن وتجاهلهن من قبل مؤسسات الرعاية الاجتماعية بعد ان فقدن الزوج او المعيل.

عرق الجبين
في سوق باب المعظم تستمع الى حكايات عن بائعة الخضار ام حميد وبائعة السمك ام سعدون واخريات غيرهما، إنهن نساء استطعن اعالة أطفالهن من عرق جبينهن حتى أصبحوا رجالا ونساء تملأ ثغورهم الابتسامة والفخر بوالدتهم المثابرة.
وهذه السيدة ام طالب تقول انها وجدت نفسها بعد وفاة زوجها مسؤولة عن تربية ثلاثة أبناء، وان زوجها كان موظفا بسيطا لم يترك لها سوى راتب تقاعدي لايسمن ولا يغني من جوع، وانها بعد وفاته أصبحت ملزمة بتوفير لقمة العيش لأولادها الثلاثة وتوفير ثمن ايجار لبيت قديم ضيق المساحة بحي شعبي.، وأضافت ام طالب: إن مصاريف الأولاد من مأكل وملبس ودراسة لا ترحم، "زوجي رحمه الله رغم انه كان موظفا بسيطا لم يتركني يوما من الأيام أفكر في مصاريف البيت، غير أن موته كان صدمة كبيرة لي ووجدت نفسي بعدها أمام قساوة الظروف، خرجت رغما عني للعمل في السوق لأوفر لأولادي لقمة العيش وبالليل أراقب مشوارهم الدراسي وسلوكهم لأنني أسهر على تعليمهم و تربيتهم تربية حسنة، ولا أخفي سرا أني كثيرا ما أويت الى فراشي جائعة بعد أن انتهي من إطعام أولادي.

أحمد الله تعالى
وللسيدة فليحة جاسب التي اعتادت أن تبتاع سلعا مختلفة في منطقتها إلى زبائنها الموظفين و داخل أسوار المدارس للمعلمات ولربات البيوت في منازلهن قصة كفاح بعد ان فقد زوجها القدرة على العمل  ، السيدة فليحة  قالت إن مدخولها من عملها كبائعة متنقلة بين زبائنها ومعارفها لايسد كل حاجات أسرتها وفي بعض الأيام لا تجد مشتريا واحدا ومع ذلك فهي تحمد الله تعالى على كل حال.

ثمن الايجار
أما السيدة خديجة جاسب فلديها خمسة أطفال صغار وتتقاضى راتبا تقاعديا عن زوجها المتوفى مقداره 200 الف دينار شهريا  وتسكن في بيت مؤجر اشتكت من ارتفاع الأسعار الذي شمل كل شيء حيث إن أطفالها ومنزلها بحاجة إلى مصروفات ومستلزمات لم تقدر على توفيرها في أغلب الأيام إضافة إلى وجودها خارج منزلها ابتداء من فترة الظهيرة وحتى المساء، واشتكت سيدة أخرى في عقدها الرابع من العمر من سوء وضعها المادي الذي تعاني منه، بعد أن تخلى زوجها عنها واضطرت لأن تبيع الأكلات الشعبية متجشمة عناء التنقل من سوق لآخر، محاولة جمع ثمن الإيجار، وتضيف قائلة: رغم أن التنقل من سوق لآخر يؤذيني إلا أنني أجد نفسي مجبرة على ذلك فانا لا أتقن عملا آخر غير هذا.

حكاية كفاح حقيقية
أما حكاية السيدة كريمة حنون فهي إحدى حكايات الكفاح الحقيقية تقول: توفي زوجي منذ 23 عاما، و كان موظفا متوسطا عند وفاته، ولم يترك لنا أي شيء سوى راتب تقاعدي لا يكفيني وأولادي الثلاثة، وإيجار شهري لغرفتين صغيرتين اتجهت لتعلم الخياطة وبفضل الله ساعدت أبنائي، فبنتي الكبرى ستتخرج هذه السنة من كلية الهندسة بالجامعة المستنصرية وابني الأوسط محامي متدرب أما الأصغر فما زال في الإعدادية، وبابتسامة تضيف: أفتخر اليوم بقصة كفاحي هذه، ولاشك أن أحفادي وأولادي سيفتخرون بي وهذا ما يجعلني أشعر بسعادة لاتضاهيها سعادة.

السماء لا تمطر ذهبا
أما السيدة زينب خضير فتحكي لنا عن مأساتها فتقول: عمري 44 عاما، توفي زوجي منذ 16سنة، لم يترك لي ولأولادي الخمسة أي شيء نواجه به الحياة، لم أجلس في منزلي في انتظار أن تمطر السماء ذهبا، كما رفضت الزواج مرة أخرى لأن كل همي كان منصبا على تنشئة أولادي وتربيتهم، عملت خادمة في البيوت إلى جانب المتاجرة في بعض السلع وأصررت على تحمل مشاق الحياة وصعابها دون كلل أو ملل و تضيف: لقد ربيت أبنائي على الأخلاق وعلى العفاف والكفاف والغنى عن الناس، لذا أنصح كل من تعاني من مثل ظروفي عدم انتظار المساعدة والعون من الآخرين، وأن يكون هدفها تربية أبنائها تربية حسنة لأنها سوف تجني ثمار ذلك لاحقا.

تخفي آلامها خلف ابتسامة
السيدة خديجة تعيل أسرتها من بسطية صغيرة، وتكابد الأمرين في التوفيق بين واجبها كربة منزل وبين واجبها كامرأة كادحة تقتات من عرق جبينها خاصة وانها تقع على مسؤوليتها تربية أطفال صغار لاتستطيع أن تطيل غيابها عنهم، فقد كانت تخفي آلامها خلف ابتسامة وتكبت فقرها بعفاف، وتحت مظلة صغيرة بالقرب منها تصارع السيدة زهرة 49 عاما قساوة الحياة من اجل أن تعيش بكرامة، فمنذ أن مرض زوجها وأصبح طريح الفراش، وأسرتها تعيش في فقر مدقع، ومعاناتها تزداد يوما بعد يوم، خاصة كلما كبر أبناؤها وكثرت نفقاتهم، تقول زهرة لا تقتصر على لقمة العيش وحدها وإنما تشمل أيضا بيتها الذي لا يصلح للسكن مطلقا فالمياه تتسرب إليه في الشتاء وتفيض عبر مجاري المياه الآسنة، أما الرطوبة فتطال جدرانه طول السنة، وبحسرة الكلمات التي ترتجف على شفتيها تقول زهرة: عندي أربع بنات، وتتابع: "بصراحة أحاول أن أزوج بناتي في سن مبكرة لأني لا أقدر على الإنفاق عليهن، ولا أريد أن أطلب الإحسان من أحد، فانا اطلب العون والستر من الله وحده عز وجل"، وهكذا تعيش السيدة زهرة بإباء وكرامة، وان كانت ظروف معيشتها لا ترحم، تصارع من أجل بقائها وأسرتها على حياة كريمة.

مليون أرملة
تقول "هناء ادور" رئيسة منظمة امل العراقية: ان منظمتها والعديد من المنظمات الاخرى قمن بتدريب وتأهيل الارامل من خلال زجهن بدورات تدريبية لتعليمهن مهن التمريض والعمل على الحاسوب حيث اتاحت لهن هذه الدورات تطوير قدراتهن ووفرت لهن فرص عمل، كما شملن بالمساعدات الخيرية التي تقدمها المنظمات. واشارت ادور الى ان منظمة الامل قامت بفتح مشاريع صغيرة للنساء الارامل في محافظة النجف الاشرف ومن تلك المشاريع "مشروع لتربية الابقار" كما تبنت المنظمة تسويق منتجات الاسر المنتجة.
واكدت ان حل مشاكل المرأة والارتقاء بمستواها المعيشي يتطلب سياسة معتمدة من قبل الدولة لاسيما ان هناك اكثر من مليون ارملة هن من المحتاجات للعيش بكرامة، مبينةً ان عددا من المنظمات تعمل على الضغط لاصدار قانون الضمان الاجتماعي، وحثت ادور وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على تطوير ميزانية رعاية الارامل وفتح الابواب امامهن للانخراط بدورات التعليم التي تنظمها الوزارة.

عنوان الكرامة
كم هي رائعة العراقية التي تسعى بعض فضائيات الاعلام المغرض للنيل من سمعتها وكرامتها عندما تكون عفيفة وعندما تكون أبية وفية لأسرتها، وعندما تكون واثقة من نفسها ومخلصة لأولادها ولمجتمعها وعندما تعمل بجهد وإخلاص من أجل حياة حرة كريمة. والاجتهاد للتغلب على الصعاب من خلال العمل في كل شيء وفي أي شيء يدر عليهن مدخولا حلالا.أمثلة النساء المكافحات اللائي دخلن معترك الحياة الصعب لا تعد ولا تحصى نشاهدهن في كل مكان يتجسدن في أكثر من صورة وحالة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced