ايران تستعرض عضلاتها في نزاع حدودي مع العراق
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 22-12-2009
 
   
بغداد (رويترز)
استعرضت ايران عضلاتها باحتلال بئر متنازع عليها لا تعمل على حدودها مع العراق وهو مؤشر لبغداد لما يمكن أن تفعله طهران في حالة تهميشها وللغرب عما ربما يكون عليه رد الفعل الايراني في حالة فرض مزيد من العقوبات.
ويوم الجمعة الماضي رفع 11 جنديا ايرانيا علم بلادهم على بئر النفط الواقعة في منطقة حدودية محل نزاع بين ايران والعراق. وتراجع الجنود لمسافة متخلين عن السيطرة على البئر. وطالب العراق بانسحاب كامل.
وجاء التحرك فيما كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يستعد لزيارة مصر وعلاقاتها فاترة مع ايران ومع ابرام العراق صفقات مع شركات نفط غربية كبرى يمكن ان تجعل منه دولة منتجة من الفئة الاولى.
ورغم ان السيطرة على البئر كانت خطوة رمزية الى حد كبير فان ما اعتبره كثيرون رد فعل ضعيفا من المالكي قد يسبب له مشاكل في الانتخابات البرلمانية التي من المقرر ان تجري في السابع من مارس اذار. ويرتبط المالكي الشيعي بعلاقات تاريخية بايران ذات الاغلبية الشيعية.
وثمة تاريخ طويل من النزاعات الحدودية بين البلدين التي كانت جزءا من الاسباب التي قادت الى حرب مدمرة امتدت ثماني سنوات في الثمانينات من القرن الماضي.
والقى النزاع حول البئر بظلاله على الاسواق ودفع أسعار الخام للصعود وأبرز المخاطر المرتبطة بسلسلة من الصفقات النفطية التي ابرمها العراق مع شركات نفط كبرى هذا العام.
والصفقات التي ابرمت في العراق لاول مرة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 يمكن أن ترفع طاقة الانتاج لما يزيد عن أربعة امثال لينافس العراق السعودية أكبر منتج في العالم.
ويقول المحلل غسان العطية من المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية "انها رسالة واضحة لشركات النفط الاجنبية .. لا يمكنكم أن تأتوا وتستخرجوا النفط العراقي وفي نفس الوقت تضغط حكوماتكم علينا."
ويوم الثلاثاء الماضي اقر مجلس النواب الامريكي تشريعا يفرض عقوبات على الشركات الاجنبية التي تساعد في تزويد ايران بالوقود وهو اجراء يأمل مشرعون ان يردع ايران عن المضي قدما في برنامجها للطاقة النووية.
وفازت رويال داتش شل أكبر شركة نفط اوروبية وبتروناس الماليزية المملوكة للدولة وجازبروم الروسية وكوجاز الكورية و(تي.بي.او.ايه) التركية في الاونة الاخيرة بصفقات لتطوير حقول نفط عراقية قرب الحدود مع ايران.
وبالنسبة للدول المستهلكة للنفط فان مجرد ارتفاع مؤقت في أسعاره العالمية قد يسبب اوجاعا اقتصادية كبرى.
وقال جوان كول المؤلف والخبير في شؤون الشرق الاوسط على موقعه " ربما تكون (الخطوة) تذكرة لاسرائيل والولايات المتحدة والصين بامكانية اخراج تعافي الاقتصاد العالمي عن مساره ... يتوقف الانتعاش الاقتصادي العالمي على رضى الايرانيين."
ولم يلق الاحتلال الايراني للبئر التي تعتبرها العراق جزءا من حقل الفكة في محافظة ميسان مقاومة تذكر من القوات العراقية.
وقالت ايران ان قواتها تقدمت لتفكيك حاجز اقامته القوات العراقية في الاونة الاخيرة. وتعد البئر التي لا تعمل منذ عقود صغيرة بالمعايير المحلية. وربما كان التأثير الاكبر حدث في بغداد.
وسبق ان لجأ كثيرون من كبار الساسة العراقيين ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين الى ايران. وتحسنت علاقات طهران مع بغداد منذ الاطاحة بصدام الى الحد الذي يرى معه كثير من العراقيين أن النفوذ الايراني تنامى أكثر من اللازم.
ويشير كثير من العراقيين بامتعاض لتأخر رد فعل حكومة المالكي على الحادثة والى ان احتجاجها كان ضعيفا.
وعلى الجانب الاخر بدأ المالكي مستعدا لان ينأي بنفسه عن الساسة الذين يعتبرهم العراقيون مقربين من ايران. كما هاجم سوريا حليفة ايران واتهمها بايواء متشددين تحملهم بغداد مسؤولية تفجيرات ضخمة
وقال حازم النعيمي استاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية في بغداد "المالكي في الفترة الاخيرة حاول ان يتجاوز ايران ويتجاوز تأثيرها ومسألة الخلاف مع سوريا هو بالحقيقة رسالة الى ايران."
ومع تنامي رفض العراقيين للتدخل الخارجي ربما لا يحقق ساسة ينظر اليهم على انهم مقربون من ايران نتائج طيبة في انتخابات شهر مارس مما يقلل فرصة ايران في رسم الحدود حسب شروطها.
وقال محمود الجبوري المحلل النفطي العراقي "ايران تعلم جيدا ان لديها حلفاء عديدين في الحكومة الحالية لكن بالنسبة لهم ليس هناك ضمانات كافية بأن هؤلاء الحلفاء سيكون لهم نفس التأثير والنفوذ في الحكومة المقبلة."

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced