القادسية تستبدل الفن الراقي وتتحول إلى "مدينة أشباح جبسية"
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 23-12-2009
 
   
(آكانيوز)
تذمر أدباء وفنانو محافظة القادسية من انتشار ظاهرة تشويه ذاكرة مدينتهم الثقافية والفنية من خلال إزالة النصب والتماثيل ذات الدلالات والمعالم الفنية الراقية التي تحاكي ذاكرة المدينة وتراثها، "وحلت محلها أشباح جبسيه تضفي الفقر على مدينة تعد زاخرة بالتاريخ الفني" كما يصفها أستاذ الجماليات في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل كاظم نوير.
وقال نوير لوكالة كردستان للإنباء (آكانيوز) إن "كل الأعمال الفنية التي أنجزت خلال الأعوام التسعة الأخيرة (التماثيل) هي أعمال فاشلة من الجانب الفني والتقني ولم ينجزها فنانين محترفين أو يمتلكون أي موهبة بالنحت والقاسم الأساسي من وراء هذه النُصب هو النَصب والاحتيال وسرقة الأموال المخصصة لها".
وبين أن "في هذه الأعمال الجبسية لم يكلف فنانون محترفون فضلا عن عدم دراسة طبيعة الفضاء والمكان والموضوع والتقنية وديمومة العمل الفني وفكرته التي تبقى خالدة في مخيلة الأجيال بل كانت مادة جبسيه شوهت ذائقة المتلقي الديواني وأفسدتها".
وأيده في ذلك مسؤول وحدة الفنون في البيت الثقافي الفنان حسن الفؤادي قائلا إن "الديوانية مدينة عريقة ذات تاريخ، لابد أن توثق لها إشارات في مجال الفن النحتي والجداريات لأهم جوانبها التاريخية وتشير إلى مواقفها ورجالاتها، لكن الواقع الموضوعي لا يشير إلى ذلك ألبته فلو تجولت في ساحات وشوارع الديوانية (قضاء المركز) تعود بخفي حنين ولا تجد إلا (الكهرمانة) وهي تقليد ونسخ رمزي يشير إلى ثقافة ليس لها علاقة بتاريخ الديوانية".
ويضيف الشاعر والكاتب سعد ناجي علوان إلى تساؤل الفؤادي بان تصميم شوارع المدينة يفتقد أيضا إلى الحضور الجمالي، فالبنايات التي تشبه حلم مزعج رغم الأموال الطائلة التي صرفت عليها دون سبب ما بل إن بعضها سرعان ما أزيل بعد صدور أوامر من جهات تنفيذية أعقبت الجهات التي انتهت صلاحيتها الإدارية".
ويضيف "ما معنى هذا التشويه الفني والهندسي لشوارع المدينة المفتقرة أصلا للجمال فلا العمل اعتمد على رؤية فنية ما  ولا المكان مناسب في كل الشوارع ثم إن بعضها انتهت صلاحيته بعد فترة قليلة من الزمن".
وطالب مجلس المحافظة "بدراسة موضوع النصب والتماثيل بشكل أدق واصدق وأكثر فنية لإبراز الوجه الأجمل لمدينة لم تعد تحتمل الظلم المتواصل عليها فهل يعقل أن ينسب المسخ ألجبسي أمام مديرية التربية للشاعر كزار حنتوش".
أما الفنان المسرحي رحيم ماجد فقال إن "هذه التماثيل لا تمتلك روحا فنية أو أي حالة حضارية جمالية أو تحكي موضوع وطني أو تاريخي يتحدث عن تاريخ المدينة ويجسد أبطالها ربما هي أشكال وضعت كإسقاط فرض لإشغال فراغ مكاني ليس إلا".
ويضيف ماجد "فهل يعقل إزالة  تمثال الأم الفلاحة للفنان احمد طاهر الذي نفذ في ثمانينات القرن الماضي عن مكانه قبل أشهر وباجتهاد شخصي ولا نعرف الجهة التي قامت بهذا الفعل غير الحضاري واغلب فناني المحافظة أصيبوا بخيبة أمل لهذه الحادثة التي حدثت بين ليلة وضحاها بإزالة تمثال يجسد روح العمل والتضحية والأمومة العراقية للمرأة الديوانية".
ويشاطره الرأي الفنان والإعلامي علي الطرفي ويقول إن "هذا الفعل ليس الأول فقد سبقه إزالة تمثال المعلم رمز العلم والمعرفة وباجتهاد شخصي من قبل احد المقاولين أزيل عن مكانه بعدما أزال مقاول أخر تمثال الجندي المجهول للفنان مهدي صالح الذي نفذ في خمسينات القرن الماضي ولم تتخذ كل الحكومات السابقة المتعاقبة قرارا بإزالته حتى لم نتمكن من التقاط صور تذكارية معه".
فيما عبر رئيس اتحاد الأدباء في الديوانية الشاعر محمد الفرطوسي عن آلمه وحزنه العميق وهو يشاهد تشويه ذاكرة المدينة الفنية ورموزها الثقافية  بعد أن أسيء  للشاعر الديوانية الكبير كزار حنتوش الذي خرج من شرنقة المدينة إلى أفاق العالم بشعره  بتخليده بهذا النصب ألجبسي الهزيل".
ويقول بعد التغيير تراجعت النظرة للنصب والتماثيل الفنية من قبل المسؤولين في المحافظة حتى نجدها قد خرجت عن هامش تفكيرهم اليومي وهو شيء مؤسف جداً خاصة وان الفن رسالة حضارية تعكس مدى وعي الشعوب برموزها فمتى نؤطر حاضر مدينتنا بلمحة فنية نرتقي بها إلى مصاف الشعوب المتحضرة".
داعيا في الوقت ذاته "المعنيين بهذا الشأن من المسؤولين والفنانين أن تعاد هذه النصب إلى الساحات العامة وتقاطعات الطرق حتى نكون حضاريين أكثر ما نكون عشوائيين".
ويشاطره الرأي نقيب الفنانين في الديوانية حيدر عبد علي ويؤكد على إن "هذه ليست نصب أو تماثيل من وجهة نظر فنية بحتة رغم كثرتها لكنها قليلة المحتوى وهي عبارة عن صفقة تجارية قام بها احد الأشخاص في المدينة ضاربا نصائح الفنانين عرض الحائط  وكانت صفقة تجارية مع منظمة إنسانية".
ويضيف "لقد تم تقاسم المبلغ الضخم وكانت العملية إسقاط فرض حيث تم عملها بمادة الجبس الرديء وطليت باللون البرونزي لتصويرها للجهة المانحة وكأنها  تماثيل من البرونز حتى إنها أساءت للشاعر كزار حنتوش فهذا الشاعر الكبير لا يستحق أن يكرم بهذه الطريقة الهزيلة".
ويزيد استغراب الأوساط الثقافية والفنية استغراب محافظ القادسية "بان لا علم لديه بإزالة نصب الجندي المجهول والمعلم والفلاحة".
وقال (لاكانيوز) إن "هذا الفعل غير قانوني وهو بمثابة الكارثة وسوف نقوم بمسائلة الجهات التي قامت بإزالتها".
راميا الكرة في ملعب الفنانين بتأكيده على إن "إزالة النصب المشوهة لا يتم إلا من خلال مخاطبتنا من قبل الفنانين والمثقفين كونهم مختصون في هذا الشأن".
وتبقى تساؤلات الشارع الديواني هل تصبح مدينتهم مدينة أشباح جبسية أم تعود الفلاحة لاحتضانهم من جديدة في عائلتها الزراعية الصحراوية الجرداء

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced