تعتقد المحللة السياسية الامريكية ترودي روبن، ان سياسة "الاحتواء" التي يمارسها الرئيس الامريكي باراك اوباما، ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" لن تكون "ناجعة" اذا لم يتم القيام بعمل عسكري على الارض لإنهاء هذا التنظيم.
وقالت روبن في تحليل تابعته المسلة " على صفحات "إم. سي. تي. إنترناشيونال" ان "استراتيجية الاحتواء جد سلبية في ايقاف تقدم (دولة جهادية) لديها مثل هذه الأهداف العدوانية. ولابد، بالتالي، من العمل على وقف مخططات زعمائها ومقاتليها بسرعة".
وتصف روبن "داعش" بانها تحولت الى "دولة" وليس "تنظيما" فحسب.
وقالت روبن ان "أوباما يراهن على أن العراقيين سيستطيعون احتواء (داعش) مع مرور الوقت، بمساعدة محدودة من الأميركيين. وهو الآن ينتظر تشكيل حكومة عراقية جديدة يُؤمل أن تكون مستوعِبة للسنة، حتى يقلص هؤلاء دعمهم لـ(داعش)، كما يراهن على إمكانية إعادة إحياء قوات الأمن العراقية".
وتتلخص سياسة الاحتواء في افضل حالاتها :هزيمة (داعش) على أيدي قوات عراقية أعيد تنظيمها، إلى جانب مقاتلي البشمركة والقبائل السنية التي تنقلب على (داعش)، وبمساعدة من الضربات الجوية الأميركية.
لكن روبن ترى ان "السياسات الأميركية لا يمكن بناؤها على الآمال والتمنيات، وأي استراتيجية لوقف (داعش) على المدى القريب يجب أن تركّز على كل من العراق وسوريا، ودول المنطقة".
لقد تحولت "داعش" من "مجموعة إرهابية مقيتة إلى دولة في الشرق الأوسط تمتلك أموالا وجيشاً"، بحسب روبن.
لكن أوباما مازال مقتنعاً بنجاعة استراتيجية الاحتواء حتى الآن.
وتنقل روبن عن السفير الأميركي السابق إلى العراق، ريان كروكر، قوله لها، بان "داعش هي عدونا الاستراتيجي، إنها بمثابة (قاعدة) تتناول المنشطات، وهي تطرح تهديداً حقيقياً بالنسبة لنا".
وتشير المعطيات السياسية والعسكرية الى ان "داعش" لن تتوقف عند العراق، فبعد أن سيطرت على ثلث سوريا وثلث العراق المجاور ومحت الحدود بين البلدين، ستحاول توسيع سيطرتها.
ويعتقد كروكر أن "هدفيها المقبلين سيكونان حليفي الولايات المتحدة: الأردن والسعودية".
الى ذلك فان روبن ترى ان على أوباما، التنسيق مع بلدان عربية أخرى تشعر بتهديد "داعش" مثل الدول الخليجية والأردن.
وتقول في هذا الصدد "لاشك أن إظهار الولايات المتحدة للشجاعة والتصميم سيساعد على دفع هذه البلدان إلى تقديم الأموال اللازمة لمساعدة اللاجئين العراقيين والسوريين ومنع سقوطهم فريسة عمليات التجنيد التي تقوم بها (داعش)".
وتزيد "إن مثل هذه الزعامة الأميركية قد تدفع إيران وروسيا إلى البحث عن بديل للأسد".