أعلنت كاتدرائية كركوك، اليوم الثلاثاء، عن وصول وجبة جديدة تضم 14 من المسيحيين الكلدان الساكنين في مناطق يسيطر عليها (داعش) بمحافظة نينوى، إلى المدينة،(250 كم شمال العاصمة بغداد)، مبينة أنها رحلتهم إلى ذويهم في أربيل، في حين أكد نازحون أن التنظيم كان قد احتجزهم وأحالهم بعدها لمحاكمه "الشرعية" التي قررت إبعادهم خارج ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" لرفضهم تغيير دينهم.
وقال مصدر في كنيسة مريم العذراء في كركوك، في حديث إلى (المدى برس)، إن "راعي الكنيسة، الأب عزيز صليوا رسام، تسلم اليوم، 14 مسيحياً كلدانياً كانوا محتجزين لمدة 36 يوماً في بغديدا، من قبل مسلحي ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)"، مشيراً إلى أن ذلك "تم عند سيطرة كركوك، بعد استحصال الموافقات الرسمية من قبل قيادة قوات البيشمركة، وقام بجلبهم إلى دار المطرانية في كركوك قبل أن يرسلوا إلى أهاليهم وأقاربهم في مدينة أربيل".
يذكر أن بغديدا مدينة مسيحية سريانية كبيرة، تشكل جزءاً من مركز قضاء الحمدانية، (40 كم شرق الموصل).
إلى ذلك قالت انيسة ايليا شمعون،(أربعينية)، في حديث إلى (المدى برس)، بعد وصولها للكنيسة، إنها "هاجرت من بغداد قبل مدة إلى بغديدا، بعد استشهاد أفراد عائلتي كلهم بتفجير في منطقة بغداد الجديدة، للاستقرار مع شقيقي المعاق هناك، حيث بقيت في المنزل بعد احتلال عناصر داعش للمنطقة"، مبينة أن "داعش لم يتركننا وشأننا وكانوا يلاحقوننا حيث جاءوا إلى بيتنا عدة مرات وهددوني بقطع رأسي إن لم أغير ديني، إلا أنني رفضت فحكموا علي بمغادرة المنطقة".
من جانبه قال نور صباح سليمان،(24 سنة)، الذي كان يعمل حارساً في مقبرة قرة قوش،(25 كم شرق الموصل)، في حديث إلى (المدى برس)، إن "داعش احتجازنا داخل مقراته لمدة 12 يوماً، ثم أفرج عنا"، مستدركاً "لكنه عاد بعد يومين فقط لاحتجازنا مجدداً حيث تم اقتيادنا إلى المحاكم الشرعية التي حكمت علينا بمغادرة حدود ما يعرف بالدولة الإسلامية لرفضنا اعتناق الإسلام".
وحصلت (المدى برس) على قائمة بأسماء النازحين المسيحيين الـ14 الجدد من الموصل، وهم كلاً من، سافيو ضياء سالم وهاني مارزينا بولص ونور صباح ليمان وجميلة ابلحد بولص وعصام يلدة بني وناجي هدو جبو وانيسة ايليا شمعون وجوني ايليا شمعون ولمى اسعد جميل و هبة اسعد جميل ومريم يسي اسطو وحياة يسي اسطو وزريفة ابلحد حنا ويوسف نوح ششا.
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، وقام بارتكاب "فضائع" ضد أهلها لاسيما من الأقليات كالمسيحيين والشبك وغيرهم، وتدمير الكثير من المواقع الدينية والحضارية الإسلامية والمسيحية، مما ولد موجة استاء وإدانة محلية وعالمية له واتهامه بارتكاب "جريمة إبادة جماعية".