(الحبانيّة) من ملاذ سياحي الى ملجأ لـ2500 عائلة نازحة تستخدم مياهها الملوثة
نشر بواسطة: iwladmins
الإثنين 05-01-2015
 
   
وكالات

لم تعد مدينة الحبّانية السياحية، التي تأسست عام 1979، مكاناً ترفيهياً كما كانت عليه في السابق.

البحيرة التي تقع في مدينة كانت خليطا من السنّة والشيعة والمسيحيين صارت أثراً بعد عين، فالتنوّع لم يعد مجدياً بعد أن شهدت حروباً متتالية، خاصّة في عامي 2005 و2006 أثناء سيطرة تنظيم "القاعدة" على مفاصل الأنبار، بالإضافة إلى الحرب التي خاضتها القوّات الأميركية في الأعوام التي تلت ذلك.

وفي العام الأخير، تحوّلت مدينة الحبانية السياحية من مكان ترفيهي إلى ملجأ للهاربين من بطش تنظيم ما يسمّى بـ"الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، والقصف والعمليات العسكرية التي مضى عام على اندلاعها.

فرّ إلى المدينة السياحية حوالي 2500 عائلة نازحة من مختلف مناطق الأنبار.

وتقع المدينة على مقربة 20 كلم من أكثر المدن سخونة في الأنبار، والتي ظلّت عصيّة على قوّات الجيش والشرطة رغم مرور سنة على الوعود باختراقها والسيطرة عليها، إنها الفلوجة، التي أصبحت حصناً للمسلحين، وحيث يقبع نحو 20 ألف مدني داخلها يعانون حصاراً مزودجاً من قبل تنظيم "داعش" والحكومة العراقيّة.

لم يصل النازحون في الحبانية منذ أشهر أيّة مواد غذائية. يعاني الناس هنا من البرد الشديد بعد أن اشتد الشتاء، الكهرباء تعطّلت، ووصول المساعدات من خلال المنظمات الإنسانية بات أمراً غاية في الصعوبة.

يقول خالد الزوبعي، عضو منظمة الإغاثة الإنسانية في الأنبار، أن "هناك مشكلة كبيرة جداً للعوائل النازحة في المدينة السياحية في الحبانية فهم منذ أشهر لم تصلهم مواد غذائية أو إنسانية بسبب عدم تفقدهم من قبل المسؤولين أو الجهات المعنية".

ويضيف في حديث لـ"العالم الجديد"، أن "هناك أكثر من 2500 عائلة نازحة في المدينة تعاني من نقص كبير في المواد الغذائية والطبية وانقطاع تام للتيار الكهربائي وماء الشرب، ما اضطر تلك العوائل لاستخدام ماء البحيرة غير الصالح للشرب أو للاستخدام البشري بشكل عام نتيجة تلوثه".

ويوضح الزوبعي "المنظمات الإنسانية غير الحكومية لا تمتلك القدرة على تغطية احتياجات هؤلاء النازحين، فضلاً عن الموقع البعيد نسبياً في منطقة صحراوية جنوب غرب عامرية الفلوجة ما يجعل الذهاب إلى تلك المنطقة فيه مخاطرة كبيرة نتيجة سيطرة قوات الجيش على تلك الطرق والتي تمنع وصول سيارات الحمل الخاصة بالمواد الغذائية إلى تلك المنطقة، ما يتطلب تدخل عاجل من الحكومتين المحلية والمركزية لإغاثة النازحين هناك".

لكن ليس النازحون وحدهم في الحبانية من يعانون من هذه الشحّة، الحرب تعمّ جميع المدنيّين، ولا بد أن تشمل نازحين آخرين في أماكن أخرى.

في المنطقة الغربية من الأنبار، تعاني عنة وراوة والقائم من انقطاع التيار الكهربائي منذ شهرين بسبب انقطاعها من مصدر التغذية الرئيسية في قضاء حديثة.

يزيد هذا الأمر صعوبة المعيشة، خاصة وان المنطقة الغربية من المناطق الباردة جداً في فصل الشتاء، وانقطاع الكهرباء وشحة وقود التدفئة تزيد الأزمة تعقيداً.

يقول الشيخ عدنان الراوي، أحد شيوخ عشائر المنطقة الغربية، "كنا قد ناشدنا الجهات المعنية كافة بضرورة التدخل لإعادة التيار الكهربائي إلى مناطقنا ولكن دون جدوى".

ويشير الراوي في حديث لـ"العالم الجديد"، إلى أن "الناس تعاني من البرد الشديد بسبب شحة وقود التدفئة وانقطاع التيار الكهربائي ما يجعل الحياء صعبة وقاسية للغاية، ولذلك على الجهات الحكومية المحلية أن توجه أوامر إلى المسؤولين في محطات التوليد في حديثة بإعادة التيار الكهربائي إلى مناطقنا".

في الفلوجة يبدو الحال أكثر مأساوية، يعاني الأهالي انقطاعا تاما للتيار الكهربائي منذ أكثر من ستة أشهر، ولم يتوقف الوجهاء والشيوخ عن مناشدة الجهات الحكومية بضرورة التدخل لإعادته وفتح الطرق أمام حركة المواطنين.

يقول مثنى العاني، عضو المجلس المحلي المؤقت لمدينة الفلوجة، إن "الفلوجة تعاني من حصار اقتصادي خانق تفرضه القوات الحكومية المسيطرة على الطرق الخارجية والتي تمنع وصول أي مواد غذائية أو إنسانية أو وقود إلى المدينة، يضاف إلى هذا الحصار المستمر انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة منذ أكثر من ستة أشهر، إضافةً إلى القصف العشوائي على المدينة وسط صمت مسؤولي المحافظة رغم مناشداتنا المستمرة".

ونتيجة لهذه الأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءاً ارتفع سعر قنينة الغاز إلى نحو 100 ألف دينار في المناطق المحاصرة التي لا تصلها مساعدات، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأخرى.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced