لايختلف أثنان على أن شارع أبي نؤاس هو نبض بغداد الحبيبة لما يمثله من ارث حضاري كبير، اضافة لما له من تأثير في نفوس العراقيين عموماً والمواطن

البغدادي على وجه الخصوص فهو المتنفس الذي يستنشق من خلاله الفرد عطر دجلة الخير ، الا ان بعض المظاهر السلبية التي وجدت فيه في الاونة الاخيرة اعطت انطباعاً غير حضاري عن الشارع نفسه ما نتج عنه عزوف العوائل البغدادية عن التجوال فيه ( بغداد الاخبارية ) وللوقوف على مايدور في هذا الشارع اعدت هذا التحقيق .

المتنفس الوحيد

المواطن سامر عبد القادر تسعة وعشرون عاما هو أحد رواد شارع أبي نؤاس يقول : منذ فترة طويلة وبعد الأحداث الأخيرة التي سادت البلاد ونتيجة الظرف ألامني المتدهور خلال تلك الفترة والمتمثل بالعنف ، حرم المواطن البغدادي من التجوال والذهاب الى الأماكن التي كانت المتنفس الوحيد لأغلب سكان العاصمة وأهمها شارع أبي نؤاس الذي يعد المتنفس المهم للعوائل البغدادية لما يضمه من تاريخ كبير وارث حضاري مهم ،حيث عملت الأوضاع السائدة آنذاك على حرمان الفرد من التجوال ، أما اليوم وبفضل الباري عز وجل أتجول مع الاصدقاء في شارع أبي نؤاس من الساعة التاسعة مساءً دون خوف يذكر وهذا بطبيعة الحال جاء بفضل التحسن الملحوظ في الوضع الأمني وجهود امانة بغداد من خلال الاعتناء الكبير بالمتنزهات كونه لم يأت من فراغ بل جاء من خلال العمل المستمر وتظافر الجهود لتقديم ماهو الافضل للفرد العراقي .

النوادي الليلية

رشا محمد البياتي ثلاثون عاما تحدثت لنا حول هذا الموضوع قائلة : بالتأكيد ان الأسباب الرئيسة التي تقف وراء أعادة الحركة لشارع أبي نؤاس خلال هذه الفترة تعود إلى الاستقرار العام في بغداد اضافة الى ان المواطن البغدادي احس بملل الروتين المحيط به فخير وسيلة للترفيه هو هذا الشارع ، الا ان بعض التصرفات السلبية لدى اغلب الشباب عملت على عزوفنا عن القدوم الى هذا المكان واغلب الاماكن العامة خاصة وان الشارع اليوم يحتوي على عدد كبير من النوادي الليلية والتي تجد عشرات السيارات واقفة على الطريق بسببها ما تسبب بازدحامات اضافة الى سماع الكلام الرتيب من البعض وعليه وكي لاتذهب اعمال امانة بغداد والاجهزة الامنية سدى يجب وضع حلول لمثل هذه الظاهرة كي يشعر المواطن بقيمة هذا الشارع الحقيقية فهو ليس للرقص ولالشرب الخمر بل هو متنفس حقيقي للذائقة العراقية .

تاريخ عريق

ستار عبد الأمير يقول : كلنا نتذكر أيام زمان وكيف كان هذا الشارع ولكي تحدث مقارنة من شانها ان تحرك الأيدي والسواعد كي تقدم شيئا لهذا الشارع الكبير في حجمه وتاريخه العريق والذي يعد احد واهم متنفسات بغداد والذي لم يكن القدوم له لغرض التسلية فحسب بل كنا نأتي لغرض الدراسة والقراءة والمناقشات والإعمال وغيرها من أمور عديدة ، حيث كنا سابقاً نأتي إلى هذا الشارع يومياً بشكل دوري دون ملل ، ألا أن الظروف التي مر بها العراق والعراقيون حالت دون التردد على الشارع بسبب التخوف من الأعمال الإرهابية التي تطال الشارع ولكن الأجهزة الأمنية التي تجدها بكل شوارع بغداد أعطت الحافز وكسرت العامل النفسي لدى العراقيين تجاه هذا الموضوع وبالتالي كان للفرد العراقي دور ايضاً من خلال تواجده في هذا الشارع الذي شجع العوائل والافراد على ارتيادهم له بصورة كبيرة جداً.

بسمة الفرد وفرحته

اما المواطن أحمد مايح اربعون عاما أحد رواد الشارع منذ الصغر والذي انقطع عنه لفترة بسب الأوضاع غير الجديدة سابقاً وحول الموضوع تحدث لنا قائلاً : عندما عدنا الى التجوال والجلوس في شارع أبي نؤاس شعرنا بالأمان المتواجد هناك إضافة الى جمال الطبيعة الذي يسود الشارع والمتمثل بالطبيعة الخلابة والمتنزهات الجميلة التي من شانها أن تروق للفرد والعوائل البغدادية للجوء أليها من حيث التمتع بها، وأضاف أحمد ان شارع أبي نؤاس يمثل التاريخ العريق للعراق وبغداد تحديداً وبالتالي يبقى هذا الشارع هو بسمة الفرد وفرحته التي غابت عن ملامحه لفترة، خاصة عندما تشاهد المقاهي ومطاعم الأسماك وتستنشق هواء دجلة العطر فكيف لنا أن نعبر عن ارتياحنا لعودة الحياة الى شارع أبي نؤاس لكن وجود المتطفلين في هذا الشارع هو بمثابة النقمة عليه ،ويؤكد احمد على ضرورة متابعة هؤلاء من قبل الاجهزة الامنية ومحاسبتهم كي تكون للشارع الروح الحقيقية بعيداً عن المشاكل التي تحدث بين الحين والاخر بسب المخمورين هناك .

مطالبة باعادة المسارح

كيف لي أن اعبر عما في داخلي تجاه أعادة الحياة الى شارع أبي نؤاس فهو الأمل والحياة والتاريخ هذا ماوجده ابو احمد واضاف : لاتوصف الفرحة التي تغمرني وإنا أجد نفسي وسط هذا الشارع بين احضان دجلة الخير وعطره النقي وسط مشاركة الأصدقاء والعوائل العراقية التي تتواجد معي في شارع آبي نؤاس لكن ما اريد أن أقوله وباختصار هو لولا العناية الكبيرة من كوادر امانه بغداد لما عادت الحياة ، مع هذا هناك مطالب باعادة افتتاح المسارح في هذا الشارع لكي يضف شيئا على جمالية الشارع وختاماً أقول علنا ان نكرم أنفسنا قبل كل شي بإعادة الحياة لهذا الشارع وشكرنا وتقديرنا الى كل من ساهم في أعادة الحياة الى شارع أبي نؤاس .

حسام كاظم خمسة وثلاثون عاما قال: ان عملية أعادة الحياة الى شارع آبي نؤاس كان لها الدور الكبير في أعادة الروح للفرد البغدادي فعند قدومك الى الشارع تجد الراحة النفسية هي سمة التواصل بين العوائل والشباب البغدادي ، واكد قوله:ً ان من ابرز الامور التي تغيرت في هذا الشارع هو قرار مجلس المحافظة بعدم السماح بتناول المشروبات الكحولية في المتنزهات ، أما اليوم وأنت تتجول في الشارع ستشاهد أللافتات التي كتب عليها عدم السماح بتناول المشروبات الكحولية في الشارع وهذه نقطة مهمة جداً في تشجيع العوائل العراقية ان تأتي الى الشارع وهي تجد الاحترام والهدوء وغيرها من أمور حرم منها الفرد العراقي طيلة تلك الفترة المظلمة.