شلالات الديوانية بين سحر الطبيعة وإهمال الإنسان
نشر بواسطة: iwladmins
السبت 24-01-2015
 
   
الصباح

أن تخبر احدا ما , انك شاهدت بأم عينيك شلالات في الديوانية , فان الامر يشبه ان يخبرك احد ما , انه شاهد الاهوار فوق سلسلة جبال حصاروست , لذا لم اصدق بداية الامر ما اخبرني به احد صيادي السمك عن وجود شلالات جارفة تنتهي ببحيرة واسعة في تخوم الحدود الادارية بين محافظتي الديوانية - واسط ولكن اصرار الرجل ذكرني بما تناهى الى مسامعي قبل الان من صيادين تحدثوا عن روعة المكان الذي قضوا فيه ثلاثة ايام بلياليهن المقمرة على مقربة من الشلالات وهم يصطادون السمك والطيور المهاجرة، الامر الذي جعلني اشد الرحال قاصدا ذلك المكان على الرغم من خطورة الطريق ووعورته.

الطريق إلى الشلالات

تقع منطقة الشلالات في الحد الفاصل بين محافظتي الديوانية – واسط على بعد 75 كم جنوب مركز محافظة الديوانية في صحراء معشبة محاذية لناحية البدير بالقرب من تخوم هور الدلمج في منطقة خالية من البشر يخيم عليها الصمت تكثر في سمائها الطيور المهاجرة، ذات طرق برية وعرة تحيط بها التلال والاشجار مما جعلني اتوقف بسيارتي كلما قطعت شوطا وارتقي مكانا مرتفعا يمكنني من التعرف على وجهتي الصحيحة.

فالتيه في ذلك المكان المنفصل عن العالم تقريبا يعني ان تكون طعما لذئب او طريدة لقاطع طريق وما هي الا عدة خفقات من القلب الشغوف بالوصول الى هدفه حتى لاحت لي تلك الشجرة المعمرة التي مع اطلالتها حلت تباشير الظفر بالوصول لتبدأ الارض بالاخضرار شيئا فشيئا لتجد نفسك امام دوحات صغيرة متباعدة من النخيل او حقول من الحنطة والشعير نثرها احدهم وتركها تحت رحمة السماء لتصل بك الى بحيرة زرقاء تجبرك على السفر بالذاكرة الى وقفات الصبا والعشق المذبوح والوقوف

على اطلال مازالت تحتفظ برائحة الحبيب فتغرق العيون الغائرة بالدمع النقي .

المعالم الطبيعية للمكان

اطلق المترددون على المنطقة التي تقع فيها الشلالات من صيادي الطيور المهاجرة والسمك والباحثين عن اعواد القوق والمزارعين رغم قلتهم تسمية ( الهويس ) وهو الاسم الذي حمله الشلال الاول، فيما سمي الشلال الثاني بـ ( شلال الهور )، اذ يقول الصياد نجم عبد الله اثناء تواجده مع صاحبه مصادفة في تلك المنطقة : ان المنطقة المترامية الاطراف حملت اسم (شلال الهويس ) وهي ارض تصلح لزراعة جميع المحاصيل الزراعية تقريبا الا ان احدا لم يستثمرها باستثناء بقع صغيرة يقوم البعض بنثر بذور الحنطة والشعير والذهاب عنها لحين موعد الحصاد خشية من الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والخنازير مضيقا : ان خصوبة الارض جعلت العديد من الشجيرات تنمو بشكل طبيعي مكونة دوحات متباعدة تسحر الناظر اليها من بعيد فيما يشكل انسياب الماء المنحدر بقوة من الشلال بحيرة شبه دائرية اصبح جرفها مرتعا للحيوانات البرية والطيور المهاجرة على انواعها لتجد نفسك امام ما يشبه محمية طبيعية لم يعبث بها الانسان الا

قليلا .

اما الصياد كريم آل فرحان الجابري فيقول : كثيرا ما سألت نفسي عن السبب الذي يجعل هذا المكان غائبا عن انظار الجهات المعنية طيلة هذه السنوات خصوصا ان وجود شلالات في محافظات الوسط والجنوب حالة غير موجودة وكان بالامكان تحويل هذا المكان الذي يتمتع بمناظر طبيعية خلابة الى مركز سياحي تتوافد عليه الاسر من مختلف المحافظات المجاورة حيث تجد هنا كل مقومات الجمال لافتا الى ان العديد من هواة صيد الاسماك والطيور يترددون على هذا المكان لممارسة هوايتهم حيث كثرة طيور البط البري والحنجل والدراج والصقور وغيرها من طيور نادرة فيما تحتوي البحيرة والاهوار القريبة منها على جميع انواع السمك .

ثروة اقتصادية وسياحية

وعن الاهمية الاقتصادية لمنطقة (الهويس ) يقول الباحث غالب ابراهيم: ان الاهتمام بمنطقة الهويس ضرورة قصوى كونها ارضاً ذات طبيعة خلابة وخصوبة عالية ومساحات شاسعة يمكن ان تنفذ فيها العشرات من المشاريع الاستثمارية مضيفا، ان المنطقة التي يشطرها النهر الثالث الى نصفين تنتهي حدودها الشرقية بمشارف هور الدلمج وحدودها الغربية بصحراء شاسعة ما يجعلها تتمتع بجمال الهور والصحراء في آن واحد، لذا من السهل ان تتحول الى منطقة سياحية من خلال الاستعانة بشركات الاستثمار العالمية، حيث جمال الشلالين والبحيرة والاشجار المحيطة بالمكان والتلال المتناثرة والسماء الزرقاء التي تغطيها اسراب الطيور المهاجرة وعيون الماء المتباعدة ودوحات النخيل والارض المعشبة بالنباتات والازهار البرية وغيرها من مقومات الجمال الطبيعي التي لفت هذا المكان الغارق بالصمت، مشيرا الى ان العديد من المناطق السياحية التي يسافر اليها العراقيون خارج البلاد اقل جمالا من (الهويس ) الا ان الاهتمام بها جعلها مركزا سياحيا يتوافد اليه السياح

الاجانب .

ويضيف قائلا : ان وجود الاهوار بالقرب من المكان يسهل انشاء عدد كبير من المشاريع الاقتصادية التي تدر بالربح الوفير مثل انشاء بحيرات اصطناعية لتربية الاسماك بشكل نموذجي وانشاء مزارع كبيرة لتربية الحيوانات مثل الجاموس والابقار وكذلك حقول زراعية تشمل زراعة الحنطة والشعير والبطاطا والطماطم والبصل وانشاء مزارع للاشجار المثمرة مثل الرمان والتين والزيتون والعنب وغيرها من مشاريع تشغل الالاف من الطبقة العاملة وترفد اقتصاد البلد وتحول المكان المهجور الى منطقة زراعية وسياحية يشار لها

بالبنان .

محمية طبيعية

ان حيويــة المـــكان ومساحته الشاسعة وبعده عن المدن وكثرة الحيوانات والطيور والنباتات وتوفر المعالم الطبيعية تتيح له ان يكون محمية طبيعية تساعد على تحسين البيئة وتحافظ على نوعية الحيوانات المائية والبرية والنباتات الغريبة الموجودة فيه وعن هذا يقول مدير دائرة البيئة في محافظة الديوانية حيدر عناج :

ان جهودا بذلت ومازالت تبذل لتحويل منطقة هور الدلمج ومحيطها الى محمية طبيعية كبيرة لاحتوائها على المؤهلات الكافية، مضيفا ان المنطقة وبالاضافة الى جمالها الطبيعي وامتلاكها ثروة حيوانية ونباتية كبيرة فانها تحتوي ايضا على مواقع اثرية مندرسة تعود الى حقب زمنية متباعدة البعض منها مازالت تغطيه المياه العميقة.

مضيفــــــا، ان الاعــتناء بهذه المنطقة ضرورة بيئية لما لذلك من انعكاس ايجابي على المناخ البيئي الذي يحتاج الى العديد من المشاريع المماثلة لافتا الى ان الخروقات التي تتعرض لها منطقة الهور والشلالات مثل الصيد الجائر للثروة السمكية والبيئية باستخدام السموم المتنوعة مازالت تسجل حضورها الكبير ما يعرض معالم المنطقة الى

الانقراض .

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced