الشرطة النسائية تجاهد لتغيير المفاهيم بالعراق
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 06-04-2009
 
   
بغداد (رويترز)
تقدم الشرطية بشرى كاظم طعام الافطار لأطفالها في منزلها في بغداد وتكمل كوب الشاي وتستعد ليوم عمل في نقطة تفتيش في واحدة من أخطر المدن في العالم.
وأصبحت بشرى (43 عاما) واحدة من أوائل الشرطيات العراقيات في عام 2005 وانضمت للشرطة عندما احتدمت أعمال العنف وكان المتشددون يستهدفون المجندين في قوات الامن الوليدة. ووجودها عند نقطة التفتيش الخطأ في الوقت الخطأ كان يعني موتا محققا.
والان تتراجع أعمال العنف في العراق وتقول بشرى انها تواجه تحديا أكثر الحاحا وهو إقناع زوجها المحافظ والمجتمع عموما بقبول اختيارها لعملها هذا.
وقالت "في البداية كانت ظاهرة غريبة ولكن البلد يجب ان يكون في تطور مُستمر ونغير فكرة كون مكان المرأة في البيت أو في أعمال محددة."
وحتى أثناء حكم حزب البعث بقيادة الرئيس السابق  صدام حسين الذي كان ينظر اليه في أوائل عهده باعتباره حكما تقدميا نسبيا لم تكن النساء تعملن في مجال الشرطة باستثناء شرطة المرور.
وفي وقت لاحق بعد أن شلت الحروب والعقوبات البلاد تقلصت الاختيارات المطروحة أمام المرأة. فالرجال الذين ازدادوا فقرا عادوا للتمسك بالقيم القديمة المتأصلة في التقاليد العشائرية التي تعتبر مكان المرأة الطبيعي هو البيت.
ومنذ أن أسقط الغزو الذي قادته الولايات المتحدة حكم صدام في التسعينات من القرن الماضي هيمنت الاحزاب الشيعية على البلاد وهي أحزاب غير متعاطفة مع فكرة المساواة بين الجنسين.
والان في الوقت الذي تسلم فيه القوات الامريكية مسؤولية الامن لقوات الامن والشرطة المحلية استعدادا للانسحاب الكامل بحلول عام 2011 ستقوم الضابطات بدور حيوي في قوات الامن العراقية.
وأيا كانت شكاوى أزواجهن أو زملائهن من الرجال تشير شرطية مثل بشرى كاظم الى ان أحد أعداء البلاد وهو تنظيم القاعدة ليس ضد تجنيد النساء.
وفي العام الماضي شنت نحو 24 امرأة هجمات انتحارية باسم تنظيم القاعدة.
وقال المقدم محمد ابراهيم انه ثبت نجاح هذه السياسة لان النساء أقل عرضة للتفتيش من جانب رجال الشرطة.
وارتفع العدد المحدود من النساء اللائي التحقن بقوات الامن بعد الغزو الى نحو 3100 من بين 480 الفا. وفي الشرطة الوطنية هناك 120 شرطية فقط من بين 45 الف شرطي.
لكن الاوضاع تتغير. فقبل شهرين تخرجت 490 شرطية من أكاديمية الشرطة وهو أكبر عدد خريجات حتى الآن.
وقالت سميرة الموسوي رئيسة لجنة المرأة والاسرة والطفل في مجلس النواب العراقي  لرويترز "هذه الخطوة تخطوها وزارة الداخلية بالاتجاه الصحيح نحو بناء حضارة جديدة."
وأضافت "لقد بدأنا بثقة وايمان ببناء تركيبة اجتماعية صحيحة نحاول بها تنقية مجتمعنا من المفاهيم القاهرة في نظرتها الى المرأة."
ولدى بشرى كاظم دوافع شخصية قوية للالتزام بعملها في قوات الامن فقد اختطف ابنها وكان شرطيا أيضا وقتل في هجوم طائفي وقت ذروة أعمال العنف في عام 2006.
وقالت وهي تجفف دموعها بمنديل "بالعكس (مقتل ابني) أعطاني الدافع بان استمر في مهنتي."
وعادة ما تقتصر مهام الشرطيات على الاعمال الادارية أو نقاط التفتيش. أما مداهمة المنازل للبحث عن متشددين فتظل مهمة الرجال وحدهم.
وقال حيدر عبد الامير وهو ضابط بالشرطة برتبة ملازم "المرأة تستطيع القيام بكثير من الاعمال لكن ليس الاشياء التي تتطلب قوة ومقدرة بدنية."
وأضاف "النساء عاطفيات جدا وقد يتأثرن بسهولة بالاحداث."
لكن كميت عبد الله تقول ان مثل هذه الصور الذهنية التقليدية عن المرأة هي المشكلة وذكرت كيف كان زملاؤها من الرجال يلتقطون صورا لها بكاميرات هواتفهم المحمولة أثناء تناولها طعام الغداء معهم في مطعم الجنود.
قالت "في المجتمع العراقي هناك اناس يتفهمون وجودنا في الشارع لخدمتهم ولكن هناك اناسا متعصبون دينيا." وأضافت "اتمنى من كل انسان عندما يرى امراة تعمل سواء بوظيفة مدنية او في الشرطة الوطنية اتمنى ان ينظر اليها بنظرة حسنة وليس نظرة سيئة".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced