يقول الكاتب الشهير ( حنا بطاطو ) ان العراقيين كانوا دائما ثائرين على حكامهم واتسمت حياتهم بالعنف والقسوة والموت وعدم الاستقرار مما انعكست على نفسياتهم واصبحت مليئة بالاحباط والحزن الدائم .
فالاغنية هي قيمة جمالية ترويحية تهدف الى اشاعة اجواء الصفاء والبهجة والتامل واثارة الذكريات لمخاطبة وجدانية متماوجة وبصياغة حسية مسبوكة من ناحية الشعر واللحن والصوت المنبثق عن موضوع انساني وحتى الاغاني الحزينة هي منافذ الهروب من الكبت والضجر والسأم من النفوس التي اتعبها الهم وتعودت على الوجع فالاغاني الحزينة بمعنى اخر ممازجة واقعية ابداعية لتنشيف الالم النفسي بمناديل الحب المبثوث من الخطاب الغنائي .
لكن الذي يدقق في مفردات الاغنية العراقية يفجع بالعدد الهائل المتكرر لمفردات ( الموت ) التي لاينفك مطربونا من ترديدها كانها ترنيمة اشترك في انشادها كورال المطربين العراقيين ... ظاهرة الموت في الاغنية العراقية لايكاد نص غنائي يخلو منها اذ اتسعت دائرتها في اصوات المطربين الشباب لتتحول اذاننا الى مقبرة تتشح بالحداد بنفسية منكسرة وحزينة ومن النماذج الغنائية التي تملا اسماعنا :- (على شانة اموت انة) للمطرب حاتم العراقي واغنية (لو ميت ولا داري حبيبي انه يحب ثاني) على البير واغنية (الشوك ذابحني ذبح اذاني) للمطربة دالي واغنية (انا اموت عليك) للمطرب محمود انور واغنية (تريد اتموت اموت وياك) للمطرب حسين البصري واغنية (اموت على العراقية والبحرانية) للمطرب محمد عبد الجبار الذي يكرر الموت مع كل امراة عربية والقائمة تطول لاغنيات الموت التي تبثها الاغاني العراقية من الصباح الى اخر الليل كانها دعوة تحريضية للموت من اجل الحبيب متوافقة مع الدعوات لاسترخاص الانسان وتحويله الى مشاريع استشهاد من اجل زعيم الامة ومن اجل حفظ حمامة السلام او الحزب او الطائفة او القومية .
هذا التكرار لمفردات الموت في الاغاني من المطربين الشباب خاصة وحتى دون اتفاق يكشف المستور عن نفسية متكدرة وثقافة سطحية تتفاعل مع اليوم والدارج ولا ترتفع عن لغة الموت من التفاعل والخطاب الجمالي الذي ينشر الحياة والامل والسلام . واذا يبرر البعض من الفنانين الشعراء هذه الشراهة للموت بانها مجرد مبالغة بالوصف والشعر يقر بهذه المبالغات . . . اقول لماذا لا نبالغ في حب الحياة والدعوة من اجل عيش بسعادة وامان ونجعل كلمات اغانينا تتسم بالتفائل والفرح والابتهاج والدعوى الى العمل والمحبة والسلام وتحرير اغانينا من اجواء الحزن والوجع والموت.
مرات القراءة: 2677 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
لنحرر اغانينا من اجواء الحزن
