لندن / معن كدوم
اقامت رابطة المرأة العراقية في بريطانيا جلسة حوارية يوم الثامن عشر من حزيران الحالي على قاعة كنيسة ريفركورت بغرب لندن.
بدأت الأخت شذى بيسراني سكرتيرة الرابطة الجلسة بكلمة ترحيب، أعقبتها الأخت فوزية العلوجي بمداخلة عرضت فيها انطباعاتها التي تشكلت من خلال زيارتها الأخيرة الى العراق. وأكدت على أن الهاجس الأمني هو الذي كان طاغياً على وجوه وأحاديث النسوة في العراق، سواء شهد ذلك اليوم اختراقاً أمنياً او هجوماً مسلحاً أو كان يوماً هادئاً وخالياً من مثل هذه الأعمال. وقالت العلوجي إنها استنتجت ذلك من خلال لقاءاتها مع النسوة والحديث المسموع في الشارع العراقي وكذلك من تعابير الوجوه والملبس الخاص بالنساء والذي يكون اللون الاسود هو الغالب فيه. وأكدت أن القلق والشعور بالمسؤلية في حماية العائلة تعتبرمن المهمات الرئيسية للمرأة، بينما تتمثل مهمة الرجل في توفير لقمة العيش، وهو المسؤول الأول عن ذلك رغم أن بعض النسوة يعملن في مجالات كثيرة.
وفي عرض انطباعاتها عن الزيارة الى بغداد أكدت الأخت شذى بيسراني على أنه رغم أهمية العامل الامني وتأثيره السلبي على عموم النساء، فان هناك هناك وجهاً آخر، يتمثل في وجود نخبة نسوية نشطة متحدية هذه الظروف الصعبة من خلال عملهن ومثابرتهن في التوعية والمساهمة مع المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى.
ونوهت بيسراني بالدور المشهود لربطة المرأة العراقية رغم الظروف الصعبة وذلك من خلال فتح الدورات التعليمية واقامة المكتبات الثقافية وخاصة مكتبة الطفل في الثورة التي تقدم لأطفال المدارس المتوافدين يومياً القصص والمعلومات على الرغم من قلة الكتب المتوفرة. وأشارت الى معمل الخياطة الذي افتتح حديثاً في مدينة الشعب ليساهم في حل بعض من مشاكل الأرامل في الصباح وفي محو الأمية عصراً. ومن جانب آخر تقوم الرابطة في الداخل بدور مميز في توعية النساء بحقوقهن المهدورة بسبب عدم تطبيق قانون الأحوال الشخصية من قبل الجهات المعنية.
وأكدت بيسراني على ضرورة توحيد كلمة المنظمات المجتمع المدني و خصوصاً النسائية، مركزة على الدور الهام الذي تلعبه المنظمات ذات التوجه الديمقراطي في توعية النساء في هذا الظرف الصعب لمواجهة القوى الظلامية التي تحاول بشتى الطرق منع تطور المرأة العراقية من خلال افراغ قانون الأحوال الشخصية من محتواه واصدار فتاوى تبيح انتهاك حقوق المرأة، مشيرة الى عدد من الأمثلة من واقع حياة المرأة العراقية وحرمانها من أبسط حقوقها الأساسية.
وتطرقت سكرتيرة الفرع الى وضع المرأة في اقليم كردستان، حيث تتمتع بظروف أفضل مما عليه الحال في مناطق العراق الأخرى وذلك لصدور بعض القوانين في الاقليم التي تساند المرأة. غير أنها مازالت تعاني من وطأة بعض العادات والتقاليد البالية مثل الختان والعنف المنزلي وغيرها من المشاكل، وطالبت حكومة الاقليم باتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية المرأة وتبني حقوقها وتعزيز مساهمتها في الحياة الاجتماعية والعمل القيادي في المؤسسات الحكومية.
هذا وقد ساهم الحضور بمداخلات متنوعة طالبت الحكومة باصدار التشريعات والقوانين تضمن الحقوق المشروعة للمرأة العراقية. وعبرت المداخلات عن الأمل بامكانيات وآفاق تحسن وضع المرأة، مشيدة بالدور المشهود الذي تمارسه النخبة النسائية المثقفة والناشطات في المجال النسوي، وخصوصاً دور رابطة المرأة العراقية.
مرات القراءة: 3210 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
في جلسة حوارية بلندن
