فريدة فهمي: اعتزلت الرقص وأنا في الذروة
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 09-08-2010
 
   
القاهرة - سعيد ياسين
كان الرقص هو الحلم الذي داعب فراشة فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية فريدة فهمي وهي في السابعة من عمرها، وساعدتها الظروف على تحقيق أمنيتها، حيث شجعها الأب المستنير المثقف وأستاذ الجامعة الذي شجعها بقوة، لدرجة أنه ترك فيلته لها ولباقي أعضاء الفرقة ليمارسوا هوايتهم، كما ساعدها المناخ العام في مصر في ذلك الوقت على النجاح والتألق.

وظلت النجمة الأولى لفرقة رضا طوال ربع قرن منذ تأسيس الفرقة عام 1952 وحتى قرارها بالانسحاب والابتعاد عام 1983 وهي في أوج شهرتها.

تتوقف فريدة في حديثها لـ «الحياة» عند طفولتها قائلة: «كانت طفولتي سعيدة جداً، لأن والدي كان أستاذاً في كلية الهندسة ومؤسس قسم الإنتاج فيها، وكان رجلاً منفتحاً وذكياً، وأذكر أنني زرت متاحف مصر كلها في طفولتي، وشجعني حين بدأت ميولي تتجه إلى الرقص في سن صغيرة».

وتضيف: «حين شرعنا في تأسيس فرقة رضا ترك لنا فيلتنا في ضاحية مصر الجديدة، وكنت ألجأ إليه أنا وزوجي الراحل الفنان علي رضا في كل شيء، وكان حريصاً على أن أكمل دراستي في قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب إلى جانب عملي في الفرقة، وعلى رغم أن والدتي كانت ربة منزل إلا أنها كان لها ضلع كبير في الفرقة، إذ كانت تباشر تصميم الملابس والتفاصيل النهائية تتركها لنا».

وعن سبب اعتزالها المفاجئ وهي في قمة عطائها الفني، تقول: «أعرف أنه يستحسن في مثل حالتي أن يقال «خسارة هي فين؟» أفضل من أن يقال لقد مللنا منها، والأمر كان يحتاج مني إلى شجاعة وقوة خصوصاً أنني كنت أمارس أمراً أحبه وكانت الفرقة كل حياتي، ولا أخفي أنني بعد اتخاذ القرار عانيت كثيراً وظلت لدي لمدة ستة أشهر احاسيس متضاربة بخصوص العودة إلى الرقص، وساعدتني الصدفة حيث كنت في اجازة إلى أميركا فدرست «اثنولوجيا الرقص» وبقيت هناك خمس سنوات حصلت خلالها على الماجستير».

تشير فريدة الى أن نوعية الرقص التي قدمتها مع الفرقة لم تكن موجودة من قبل، في حين توجد اليوم مدارس وجامعات تسير على نهجنا من دون ان يعرفوا مثلاً أن غالبية ما قدمته الفرقة هو من وجدان محمود رضا كرقصة «الفلاحين» و «بياع العرقسوس».

توضح فريدة أن الشهرة لم تكن هاجسها، بل كل ما يهمها كان الوقوف على خشبة المسرح وأن ترقص وترى السعادة على وجوه الجمهور. وكانت الفرقة تضم كثيرين من أصحاب المواهب الحقيقية ومنهم من سافر وافتتح مدارس في أوروبا، ومنهم من عمل في التلفزيون مثل حسن عفيفي، أو اتجه إلى التمثيل مثل هناء الشوربجي أو عمل بمؤهله الجامعي الذي حصل عليه كمهندس ومحاسب ومحامٍ، ونجح جميع أعضاء الفرقة لأنهم تعلموا إلى جانب الرقص الالتزام والدقة في كل شيء وهو ما ساعدهم لاحقاً في حياتهم الخاصة».

بيروقراطية

وترجع فريدة عدم تدريسها الرقص في مصر عقب حصولها على الماجستير إلى البيروقراطية، وتقول: «لم أفكر في التدريس، لا أريد الدخول في متاهة البيروقراطية والمكاتب والموظفين، لأن هذه كانت مأساتنا اذ خنقتنا البيروقراطية التي زادت يوماً بعد يوم، وأصعب شيء على الفنان أن يعامل كموظف يحال إلى المعاش في سن الستين، وكان لا بد من تقدير محمود رضا في شكل ما لأنه لا يقل بأي حال من الأحوال عن الروسي موسييف الذي قُدّر في شكل كبير على رغم تجاوزه 95 سنة».

وتضيف: «ثم لماذا نذهب بعيداً وعلي رضا قدم فيلمين هما «أجازة نص السنة» و «غرام في الكرنك» وقد شاركت في بطولتيهما ويعرضان سنوياً ويعدان حجر زاوية في تاريخ السينما الاستعراضية في مصر ولم يسأل فيه أحد ولم يتم تكريمه على رغم رحيله منذ أكثر من 15 سنة، والحمد لله أنه حصل على حقه من التقدير من الناس والصحافة، وأفلامه لا تزال تعرض في الخارج وتدرس في معاهد السينما».

ولم تخف أنه عرض عليها التمثيل في أفلام بعيداً من زوجها، الا أنها لم تتحمس كثيراً لهذه العروض.

وعن المقومات الواجب توفرها في الراقص الجيد، تجيب: «أولاً الموهبة ثم المثابرة والصبر والثقافة والقبول، وأن يكون لديه الحظ في أن يجد من يصقل موهبته ويوجهه إلى الصواب باستمرار وهذا الأمر لا بد من توافره في الراقص والموسيقي والممثل والمطرب والمخرج وكل من له علاقة بالفنون عموماً».

وتؤكد فريدة أن استعانة الفرق الحديثة بفتيات من دول غربية ظاهرة غير صحية «لأنه يسهل تفكيكهم للعمل في الفنادق، وعلينا أن ننتظر ثلاثة أو أربعة من أصحاب المواهب الحقيقية لديهم إصرار ويكافحون وتكون لديهم المادة ليحققوا نواة جيدة لفرقة طموحة».

ولا تتوقف كثيراً عند الألقاب التي أطلقت عليها: «ليست مهمة لأنها صناعة صحافة، ويكفيني أنني حصلت على الجائزة التقديرية من الرئيس جمال عبدالناصر ومن الملك حسين والرئيس الحبيب بورقيبة، وأشعر بالسعادة في عيون جمهوري إلى الآن حين يشاهدونني، وهذا لا يمنع أن الجوائز مهمة للفنان ولكن حيث تكثر من جهات كثيرة مجهولة تكون لا قيمة لها، لأن المهم من أين تأتي الجائزة؟» على حد قولها.

ولا تخفي فريدة شعورها بالوحدة خصوصاً أنها لم تنجب أطفالاً، ولكنها تعوض النقص العاطفي من اناس يحيطونها بمحبتهم واحترامهم وعاطفتهم

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced