المدى في سجن النساء ببغداد..خلف القضبان قصص مؤلمة أبطالها ظالمون ومظلومون!
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 22-08-2010
 
   
تحقيق وتصوير / إيناس طارق
وسط الجدران الكونكريتية التي تحيط سجن النساء وبين اروقة زنزاناته،كانت الطفلة نبأ تحبو نحو الباب الحديدي الموصد بقفل حديدي كبير،و بمجرد أن سمعت صوت مفتاح الباب  يدور في القفل، هرعت مسرعة لتستقبلنا بابتسامة  وبراءة الاطفال وهي ترتدي ثوبا



احمر مطرزابورود بيض، كانت نظراتها  تتركز باتجاة الباب وهي تهم  بالخروج،لكن الوقت لم يكن مناسبا، ففي هذه اللحظة حلّت  أستراحة السجينات. سحبتها والدتها من ذراعها وحملتها  على كتفها لتذرف الطفلة دموع الحزن على اكتاف والدتها التي كتب عليها ان تقضي 15 عاماً في السجن  بتهمة ممارسة البغاء!
عشرات القصص
في سجن النساء الواقع في منطقة  القناة  عشرات القصص،وخلف قضبان السجن  هناك قصص مؤلمة وغير مالوفة خلفت ابطالها ظالمون ومظلومون، وتبقى الحقيقة في بعض الأحيان ضائعة خلف القضبان أو في صناديق الأسرار، حتى يستيقظ ضمير فيكشف الحقيقة أو تلعب الصدفة دور العدالة!.
عشرات،لا بل مئات من النساء سجينات،البعض منهن في طور التوقيف والتحقيق،والبعض الاخر كن محكومات باحكام تجاوزت الـ 15 عاماً، وجوه النساء في السجن تختلف عن تلك التي تعيش خارجه، وجوه حزينة متعطشة  للحديث عن اسباب وجودهن،  منهن متورطات  في عالم الجريمة بمختلف مسمياتها والبعض الاخر منهن مظلومات جار الزمان عليهن وقسا.
قصة والدة نبأ لم تكن الوحيدة المثيرة للدهشة وطرح الأسئلة.تقول ام نبأ: كنت ضحية امرأة أغوتني بالمال ودفعتني لممارسة البغاء واستغلت حاجتي الى المال، كنت اذهب معها بصحبة نساء  اخريات، بعضهن  الآن  معي في السجن، حكم علينا بـ15 عاما حسب القانون العراقي السابق والمعمول به لحد هذا الوقت، فيما  حكم على قائدة المجموعة  بالبراءة ولا نعلم كيف حدث ذلك رغم اننا امام القانون بالتهمة نفسها! كانت تلك المرأة ثعباناً التف علينا وأستغل حاجتنا  الى المال، كانت تسافر الى احدى الدول المجاورة، وكنا نذهب بصحبتها ونمارس هناك البغاء والرقص في الملاهي،لكن فجاة القي القبض علينا بينما كنا في احد البيوت نمارس البغاء في منطقة السعدون،دخلت السجن وانا حامل بنبأ، مشيرة الى ابنتها التي كانت تلهو ببعض اللعب البسيطة، وتواصل أم نبأ:  انجبتها في السجن ايضاً وهي تبلغ الان من العمر عاماً ونصف العام، ونبأ ليست ابنتي الوحيدة انما هناك اربعة اطفال يسكنون  مع والدهم الذي كان يدفعني الى عمل الرذيلة  من اجل الحصول على المال! صمتت أم نبأ وقالت بحسرة: أود ان أسأل  لماذا يحكم علينا بـ15 عاما  بتهمة ممارسة البغاء ومن يقوم باعمال ارهابية لايحكم باكثر من عامين؟ ونحن بفعلتنا تلك لانضر شخصاً انما نضر انفسنا لكن من يفجر ويقتل يضر الناس جميعاً. وأضافت لاأريد هنا ان ابررالجرم الذي ارتكبناه.
بينما قصة (س)  التي زرعت ثلاث اطلاقات نارية في جسد زوجها قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة  الخائنة على حد وصفها. تقول "س"" التي رفضت ذكر اسمها دون ان تبرر لنا ذلك: حذرته اكثر من مرة  من ان لاياتي بعشيقته الى البيت، لكنه  كان يفعل العكس، ياتي بها الى بيتي وعلى فراشي يمارس  معها الفعل الجنسي،  فقدت عقلي وصوابي، ولم اتمالك فعلته المتكررة فانتقمت لكرامتي،و بينما كان يمارس الفعل الجنسي مع عشيقته ارديته قتيلاً في الحال بثلاث اطلاقات،ومع الاسف لم تنل عشيقته من غضبي شيئا وانا الآن نادمة على ذلك فقد كانت تستحق الموت أيضاً، وتستدرك (س)، لقد ذهبت الى مركز الشرطة وسلمت نفسي،وحكم عليّ  جراء فعلتي تلك بـ(10 سنوات سجن)، قضيت منها 3 سنوات لم ار اطفالي فيها فقد اخذهم أهل زوجي ومنعوني من رؤيتهم.

تحرق زوجها انتقاماً
وفي مكان غير بعيد عن (س) كانت (صابرين) مرتبكة  شاكية فهي لم تفعل شيئا يستحق السجن لأن ما قامت به كان دفاعا عن النفس ضد ذئب بشري كان ينوي نهش عرضها، وحسب ما تقول: أنها أطلقت 17 رصاصة مزقت جسد والدها الذي اعتدى على شقيقتها وأراد إن يعتدي عليها ايضاً فقد كان فاقد الوعي والصواب لتناوله الحبوب المخدرة، وهي ايضاً كانت غير سوية في تصرفاتها فقد كانت تدمن على الحبوب. وحقيقة عندما أرادت التكلم معنا كانت تصرفاتها تثير الشك والخوف من ان  تفتعل مشكلة أو حركة طائشة لانها قبل يوم واحد من لقائنا كانت قد ضربت كف يدها اليسرى بالة حديدية كانت كافية لغرزها بـ 16 غرزة،وفي اليوم ذاته كانت تحاول ان تجرح احدى السجينات بقطعة حديدية سرقتها من النفايات الخاصة بطبابة السجن.

مدير سجون بغداد
يقول ناظم المالكي مدير سجون بغداد: ان من هم المشاكل التي تواجه دائرة إصلاح السجون العراقية، عدم وجود بنايات كافية تحوي الإعداد الهائلة للموقوفين والمحكومين، فضلاً عن ان دائرة الإصلاح تفتقد بنايات المعامل والورش التي يمكن ان تؤهل وتعلم  السجين حتى يستطيع بعد خروجه مزاولة مهنة معينة تساعده على الكسب الحلال وتبعده عن عالم الجريمة والأنحراف.، إضافة الى افتقار دائرة الإصلاح الى القاعات الرياضية المفتوحة والمغلقة،وبالرغم من كل ذلك  وزارة العدل تحاول  ان تقدم كل ما تستطيع من خدمات أفضل إلى الموقوفين والمحكومين على حد سواء.

قضايا الموقوفين
واسترسل المالكي في حديثه قائلا: ان واجب دائرة اصلاح السجون هو متابعة ملفات الموقوفين مع جهتي الاحالة وهما وزارتا الداخلية والدفاع، ومن ثم رفع بيانات الى مجلس القضاء العراقي. وحقيقة الموقوفين ان بعضهم تجاوز حسم قضاياهم أكثر من 6 اشهر بعد عرض قضاياهم على القضاء، وهناك بعض الموقوفين  تجاوزت مدة موقوفيتهم  السقف الزمني،وهذا يعزى الى الاعداد الهائلة من القضايا  وقلة المحاكم حيث يوجد في بغداد 3 محاكم فقط لحسم مثل هذه القضايا.

قضايا المحكومين
إما فيما يخص قضايا المحكومين فقد أشار مدير السجون الى: إن الكثير من القضايا  تتاخر المصادقة عليها بسبب الإفراج الشرطي، فغالباً ما ياتي المحكوم وتنتهي فترة حكمه والافراج الشرطي لم يصادق عليه من المحكمة،وهنا ياتي دور دائرة الاصلاح وبايعاز من وزير العدل والمدير العام،بضرورة متابعة قضايا الافراج الشرطي لاغلب الموقوفين الذين تم توقيفهم  بفعل مذكرات اعتقال من القوات المتعددة الجنسية، من اجل جردها وعرضها على لجنة شؤون الموقوفين التي تشكلت بامر رئيس الوزراء وقسمت هذه اللجنة الى فرعين (الكرخ.الرصافة)، هذه اللجان تنظر بمذكرات جميع الموقوفين (الدعاوى) ان كانت صادرة من القوات المتعددة الجنسيات او الجانب العراقي، واذا تبين عدم وجود شهود او ادلة او مشتك بحق الموقوف يتم الافراج عنه فضلاعن عدم وجود شكاوى ضده في التسجيل الجنائي او مراكز الشرطة العراقية، وقد تم الافراج قبل فترة ليست بقصيرة عن 56 موقوفاً،وجميعهم كانوا موقوفين في معسكر كروبر (الكرخ).

لجان حقوق الانسان
واكد المالكي في حديثه قائلاً: هناك تدخل من قبل  لجان حقوق الانسان في الوقت الحاضر بشكل يتضارب مع عمل دائرة الاصلاح،لان جميع الموقوفين مع الاسف لايفهمون ماهي المبادئ والصيغ لحقوق الانسان، ويعتقدون ان للموقوف حقاً في كل شيء يطلبه ولا يجب حرمانه من اي شيء، وهذا مخالف لقوانين الاصلاح،لان قوانين حقوق الانسان ليست جديده ببنودها عن العراقيين وهم متميزون بحفظ المبادئ وكيفية التعامل والحفاظ عليها، فقد تم ادخال عدد من كوادر الدائرة في دورات تطويرية لغرض فهم وتثقيف الموقوفين حول طبيعة مبادئ حقوق الانسان.

عزل الموقوفين والمحكومين
وأضاف المالكي قائلا: كما ذكرت سابقاً ان دائرة الاصلاح تفتقر الى البنى التحتية الكبيرة،لكن في الوقت نفسه تقوم بتمييز وعزل الموقوفين الخطرين وفق المادة (4/ارهاب) البعض منهم يحتاج الى حبسه في اقسام محصنة،لإغراض أمنية وللحفاظ عليهم في الوقت ذاته، واسترسل ناظم في حديثه قائلاً: هناك فواصل (قواطع) بين الاقسام مثل قاطع خاص للمرضى يقع قرب المستشفى،وقاطع اخر خاص لاستقبال الموقوفين مهما كانت قضاياهم، فضلاًعن قاطع اخر للموقوفين الجاهزين لاطلاق سراحهم مهما كانت قضاياهم والمدة ان كانت اسبوعاً او اسبوعين فهم  ينتظرون في هذا القاطع لحين اطلاق سراحهم.

موقف النساء 
اما فيما يخص سجن النساء والمشاكل التي يمكن ان تواجه دائرة الاصلاح،علق المالكي قائلاً: ان التعامل مع النساء وحسب رأيي الشخصي صعب، فكيف اذا كن في (السجن) فهن لا يتحملن السجن، وخصوصاً مشكلة اعداد الطعام، حيث يرغبن بطهي الطعام بأيديهن وهذا ما لانسمح به في الايام العادية انما، فقط يسمح بذلك في شهر رمضان، حيث يسمح للسجينات بطهي بعض الاطعمة او اعادة تسخين الشاي في وقت السحور بوضعه على هيتر كهربائي صغير، والطعام يقدم بثلاث وجبات من  دون استثناء، ان كن صائمات أم لا فيمكهن ان يحتفظن بوجبة غذائهن لما بعد الافطار.

اربعة قواطع لموقف النساء
وأضاف ناظم:جميع الموقوفات في السجن يعاملن معاملة واحدة وبدون اي تمييز، بين موقوفة واخرى،والكل في القانون سواسية،ودائرة الاصلاح مسؤولة عن توفير الامان والحفاظ على السجينات،وتقديم الخدمات، لهذا قسم سجن النساء الى أربعة قواطع، القاطع الاول خاص بالسجينات المحكومات والموقوفات على ارتكاب جريمة البغاء،والقاطع الثاني خاص بجرائم الجنايات،والثالث للمحكومات والموقوفات ايضاً على المادة القانونية 4 ارهاب،وقاطع  للمفرج عنهن.

مشاكل السجينات
واستدرك المالكي في حديثه قائلاً: قبل فترة معينة لاتتجاوز عدة اشهر قامت بعض النسوة في السجن (قاطع 4/ارهاب) يبلغ  عددهن 15 سجينة  بالتهجم والشتم على مديرة القسم وعلى جميع الموظفات، وعملن على خلق فوضى والعبث بالكهرباء،فضلاً عن حرقهن الافرشة الخاصه بالقسم،الامر الذي تطلب التدخل المباشر من قبل الدائرة للوقوف على اسباب حدوث ذلك، تبين من خلال التحقيق، انهن متمردات ولا يرغبن بالبقاء داخل السجن،ولكونهن نساء تم أعطاؤهن فرصة ثانية بناء على توجيهات وزير العدل والمدير العام للدائرة،وتم اخذ تعهد بعدم تكرار الحالة،لكن بعد مرور نصف ساعة فقط، عدن الى التهجم والشتم على الموظفات في القسم الأمر الذي تطلب نقلهن إلى سجون المحافظات،مثل سجن محافظة الناصرية والعمارة، وقبل فترة تمت إعادة خمس منهن إلى سجن بغداد بعد ان رفعن طلب الندم وبتأييد من مدير سجن محافظة  العمارة  الذي رفع تقريراً يثبت التزامهن بالضوابط وعدم إثارتهن المشاكل.
بعد إكمال الحديث مع مدير سجون بغداد انتقلنا الى قواطع أخرى من السجن،قبل لقاء مديرة السجن، لسماع قصص السجينات التي لا تشبه القصة، بمعنى ان  كل واحدة منهن لها حكاية وحكاية البعض منها تجعلك تجهش ويتحشرج صوتك ولا تستطيع إن تعلق بكلمة واحدة،والبعض الآخر من الحكايات تجعلك تحبس غضبك وتقبض كفيك بقوة حتى لا تصفعهن جراء أفعالهن الوحشية.

ماكنة خياطة
كانت تجلس خلف ماكنة الخياطة في قسم التشغيل الخاص بسجن النساء، وتسحب بالكاد قطعة القماش الزرقاء اللون لتشكلها الى ثوب (زي السجن)،يدها ترتعش عندما تطبق القطعة، فهي امرأة تجاوزت العقد الخامس من عمرها.
سألتها ماتهمتها فاجابت (ام....) والمحكومة وفق المادة 4 ارهاب، متلعثمة قليلا: لقد اتهمت بالتستر على احد ابنائي الذي قام بخطف شخص وحكم القاضي بحبسي سنة  سجن،لكني لم افعل شيئاً من هذا القبيل! وبالجانب الاخر القريب منها،همست فتاة برغبتها في الحديث معنا،كانت  ذات  بشرة بيضاء ناصعة،جميلة جدا، تمتاز برشاقة جسم وطول يجعلها مؤهلة لان تكون عارضة ازياء بدلاً من  ان تكون سجينة في هذا المكان، لكنها أجهشت في البكاء قبل ان تنطق حرفا واحدا، صمتت بعد ان جففت دموع عينيها بكفيها وقالت: انا لم افعل شيئا غير الزواج من رجل اكبر مني سناً ولم يكن ذنبي ذلك انما رغبة عائلتي التي أجبرتني على الزواج من رجل كبير ومتزوج ولديه اطفال،وفي احدالايام تعرضت  ابنة زوجي الى وعكة صحية مفاجئة،توفيت بسببها،فما كان من عائلة زوجي الا توجيه الاتهام لي  وسلموني الى الشرطة بتهمة انني السبب في موتها،والان انا اقبع في السجن مدة 10 سنوات،ولدي طفل احتفظ به والده الذي لم يسأل عني وتركني اواجه مصيرا لااعرف بدايته ولا نهايته، ولم يكلف نفسه تكليف محام للدفاع عني انما اشترك مع عائلته باتهامي بالباطل.
بعد ذلك خرجنا من قسم التشغيل ودخلنا احدى الزنزانات في قاطع الجنايات (قتل) استقبلنا طفلان صغيران بابتسامة اشعلت النيران في صدورنا وجعلتنا نصدم لما نسمع ونراه في هذا السجن من قصص ومشاهد كنا نشاهدها فقط في بعض الافلام العربية والهندية!! الطفل الاول يدعى محمد وهو ابن احدى السجينات المتهمات بجريمة قتل زوجها واحتفظت بالطفل معها بالسجن لانها والدته، الطفل كان يمسك بكيس (جبس ونستلة) رماه بسرعة وبدأ يصفق بكفيه الصغيرتين عندما فتح باب الزنزانة وبدأ يترنح بجسده يمينا ويساراً لعل حركاته تشفع له بالخروج، من هذه الزنزانة،التي تضم في أروقتها عددا من الأسرة ذات الطابقين وما لا يقل عن 10 سجينات،وطفل اخر بالكاد بدأ يخطو خطواته الأولى في تعلم المشي.

زنزانه خمسة نجوم
وفي الوقت ذاته تعجبت لما شاهدته فالزنزانة مجهزة بجهاز تلفاز نوع بلازما،فضلاًعن جهاز تبريد (سبلت) زنة 2 طن  وثلاجة ومجمدة تحتويان على  ما لذ وطاب من أطعمة وماء معقم،وفي نهاية رواق الزنزانة قطعة قماش كبيرة ربطت بجدران  الزنزانة  من الجهة اليمنى واليسرى لتشكل سياجاً قماشياً للحمام.
والدة الطفل محمد كانت لا تحمله بين ذراعيها،إنما كان في كنف  سجينة أخرى فهو يعتبر الطفل المدلل لأنه أجمل من (احمد) وهذا حسب تعليق السجينات،ورغم ملامح الهدوء التي ترتسم على وجه والدته المدعوة (ز) التي قامت بقتل زوجها بطريقة حيث استغلت دخول زوجها الى الحمام للاستحمام،فقامت بسحب سلاحه الشخصي وتصويبه الى صدر زوجها عن طريق فتحة مرشحة الهواء لتطلق عياراً نارياً واحداً ليصيبه  مباشرة في منطقة الصدر (القلب) لترديه قتيلاً في الحال!تقول (ز) لا اعلم كيف تجرأت وفعلت ذلك بالرغم من ترتيب تفاصيل الجريمة بشكل لا يكتشف وجميع تلك التفاصيل اتفقت عليها مع عشيقي الذي وعدني بالزواج بعد الخلاص من زوجي الذي رفض ان يطلقني، وتستدرك (ز) في حديثها قائلة:لقد ندمت على فعلتي وأتمنى ان أرى أولادي الثلاثة الذين يعيشون في بيت جدهم،مع العلم ان احد أولادي البالغ من العمر8 سنوات  هو من فضح امري اذ اخبر رجال الأمن بانه شاهدني وانا احمل السلاح عندما خرجت الى الحديقة.

مديرة السجن
مديرة سجن النساء ميسون تحدثت لـ(المدى) قائلة:يبلغ العدد الكلي للسجينات  287 يشمل ((المحكومات والموقوفات)) والسجن  مكون من قسمين قاطع محكومات، وقاطع موقوفات الذي  يتكون من قاطعين، اما بالنسبة الى قاطع  المحكومات  فيتكون من 6 قاعات مقسمة((بغاء، قتل،مختلفة)) وهذا التقسيم كان نظراً لضيق المكان ولو كان اكثر سعة لاختلف التقسيم. واضافت ميسون في حديثها قائلة:السجن السابق الواقع في منطقة الكاظمية كان اوسع لكن لظروف امنية معينة تم نقله الى منطقة الطوق الامني.

تجارة المخدرات
اما فيما يخص الحالات التي يستقبلها السجن والتي تحول اوراقها من قبل وزارة الداخلية،خصوصا ما يخص حالات ممارسة البغاء علقت ميسون قائلة: حقيقة تكثر مثل هذه الحالات في مناطق متفرقة ولكن الاكثر منها تحال من مركز شرطة السعدون،ولم يتوقف الامر الى هذا الحد بل تطور الى  التجارة بالحبوب المخدرة وقد تم القاء القبض على بعض النسوة وهن متلبسات بالجرم، واستدركت ميسون في حديثها: هناك بعض السجينات يقمن بخلط الحبوب ومن ثم حميها على (نار)  قداحة صغيرة، لكن الان هذه الممارسات انتهت داخل السجن وقضي عليها بعد ان تم تفتيش جميع السجينات إضافة الى مراقبة جميع ما ينقل لهن من عوائلهن اثناء المواجهة.

المراقب العام
اما فيما يخص وجود نزيلات متسلطات في السجن اكدت ميسون في حديثها قائلة: مصطلح النزيل العام يطلق لمن له نفوذ عام اي الذي يقدم له الولاء والطاعة وهو بالمقابل يقدم لهم الحماية مستغلاً علاقته بالادارة.الان هذا الشيء انتهى والجميع سواسية في الحقوق والواجبات ومن تحاول ان تثير الشغب تعاقب بالحبس الانفرادي 

مركز تأهيل 
وتواصل ميسون قائلة: ان سجن السجن يضم مركز تاهيل، مشغل (خياطة) يضم 24 ماكنة  خياطة، قسم منها عاطل عن العمل والقسم الاخر تم نقله الى سجن البلديات ومع الاسف المشغل بحاجة الى ما كنات خرازة،لان السجينات لايستطعن تعلم فن الخياطة بصورة كاملة.

الطبابة
وأضافت: ان سجن النساء يضم قسماً للطبابة الصحية (مفرزة طبية وليس مركزاً طبياً) والمفرزة تضم عدداً من الاخصائيات متمثلة ب(النسائية،الباطنية، جلدية) والادوية العامة متوفرة،لكن البعض من  الادوية النسائية غير متوفرة  فيتم جلبها على عاتق الادارة او من عوائل النزيلات اثناء الزيارات وهذه الادوية منعت في الفترة الاخيرة،الامر الذي تطلب رفع مطالعة الى الادارة العامة لشراء الادوية عن طريق لجنة المشتريات التابعة لدائرة اصلاح السجون.

حالات ولادات طارئة
وتسترسل ميسون في حديثها قائلة: هناك بعض الموقوفات يدخلن الى السجن وهن حوامل ونظراً لتاخر حسم الدعاوى الخاصة بهن يكملن اشهر الحمل داخل الموقف، فيتم نقلهن الى اقرب مستشفى بصحبة رقيبة وحارس،فاذا كان الطفل شرعياً يخبر والده ويسجل باسم اما اذا لم يكن كذلك فيترك الامر حتى يتم حسم موقف والدته وعلى العموم هو يسجل باسمه الرجل الذي تقترحه السجينة لكن بدون وجود اوراق تثبت صحة الزواج، الطفل يعتبر غير شرعي حتى لو سجل باسم ذلك الرجل،وما تقدمه ادارة السجن للطفل هو تقديم سرير صغير وحفاظات اطفال وحليب وماء معقم وبعض الملابس.وفي حالة تعرض طفل لحالة مرضية طارئة تحتاج الى نقله الى اقرب مركز صحي يتم الاتصال وارسال  نداء للادارة العامة،من اجل الحصول على موافقات لنقله باسرع وقت ممكن واذا تعذر يتم الاتصال بضابط الخفر ونقله مباشرة.

32 طفلاً
وتضيف ميسون قائلة: هناك 32 طفلا تبدأ اعمارهم من يوم حتى 9 سنوات و12 طفلا هم من ابناء ابو ايوب المصري وابو عمر البغدادي،ويبلغ عمر ابن ابو عمر البغدادي 9 سنوات وهذا غير مسموح به في القانون، لان الطفل يفصل عن والدته  في السجن بمجرد بلوغه الثلاث سنوات، وحاليا قدمت عدة كتب لترحيلهم الى سجن الاحداث.وعلى العموم هناك اطفال يسلمون الى عوائل السجينات والبعض الاخرمنهن  لايملكن عائلة تحتفظ بالاطفال وهذه مشكلة ايضاً لان الطفل بحاجة الى الحرية  وليس السجن  داخل جدران كونكريتية وينتظر فترة الاستراحة.

العاب الأطفال و حقوق الانسان
اما فيما يخص وضع الاطفال داخل السجن فقد  اكدت ميسون: ان لجنة حقوق الانسان قدمت مجموعة من العاب الاطفال البلاستيكية تعرضت جميعها الى الكسر والان الاطفال بحاجة الى وسائل ترفيهية فمن البديهي ان يتعرض الطفل الى الاصابة بحالة نفسية نتيجة ذلك.

محو الامية
وفيما يخص تعليم السجينات قالت ميسون:ان اقامة دورات محو الامية غيرموجودة نظراً لضيق المكان،لكن السجينات يعلمن بعضهن البعض القراءة والكتابة.وحاليا تم توزيع اكثر من 50 مصحفا بناء على طلب السجينات لقراءته في شهر رمضان المبارك.

قبل المغادرة 
قبل مغادرة السجن شاءت الصدفة ان نلتقي بالمحامية ولاء التي اتهمت بقتل والدتها وشقيقاتها،قبل عدة اشهر فكان الوقت مناسباً للحديث معها لكنها كانت حزينة ومصممة على نيلها البراءة مدعية ان كل التهم التي وجهت اليها غير صحيحة.
ودعنا سجن النساء على امل العودة اليه في وقت لاحق لا كسجناء انما كاعلام لينقل الصورة على حقيقتها وبعيدأ عن المغالاة في نقل الحقائق ان كانت سلبية أم ايجابية.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced