شادية... قمر لا يغيب أول درس موسيقى... تقليد زقزقة العصافير
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 03-09-2010
 
   
صوت العراق
شادية التي أسعدت الملايين بفنّها، لم تعد سعيدة بحياة الفن، باتت نفسها تهفو إلى الراحة، فقد حقّقت المجد والشهرة والثراء، لكنها كانت تبحث عن راحة القلب، عن الطمأنينة، عن لحظات تخلد فيها إلى نفسها تحاسبها قبل أن تتجه إلى الله، كانت تهفو الى أن تسير في الشارع بحرية، أن تتصرف مثلما يتصرف الناس العاديون في حياتهم، أن تكون المواطنة البسيطة العادية مثل بقية البشر.

دفع هذا كلّه شادية الى اختزال حياتها الفنية بكاملها بجملة بسيطة، لكنها تحمل كل ما تريد قوله: 

• لم أجنِ طيلة حياتي سوى الشك والريبة... وآن الأوان لأن أبحث عن الحقيقة.

مجرّد دقائق كانت هي الفترة التي مرت بين طلبها لقاء الشيخ محمد متولي الشعراوي، وبين تلبيته، شعرت شادية بأن هذه الدقائق فاصلة في حياتها المقبلة، ماذا تحمل لها الأيام، ماذا يخبئ لها القدر، وكيف وصلت إلى هنا، إلى الشيخ الشعراوي.

رحلة طويلة بين البداية وصولاً إلى هذه المحطة... غير أن شادية أرادت، قبل أن تستقبل حياة جديدة كإنسانة وكفنانة، أن تستعرض أمام عينيها شريط الذكريات الطويل الذي مرّ بسرعة خاطفة، حتى وصل بها إلى هذا المكان الذي قد تحسم فيه شادية أموراً كثيرة في حياتها الجديدة...

طفولة كلاسيكية

كان اسم «فتوش» كنوع من التدليل الزائد لشادية، فهي كانت الطفلة الأخيرة بين خمسة أشقاء للمهندس الزراعي المصري أحمد كمال الدين شاكر، والسيدة خديجة ذي الأصول التركية، والتي تحمل بداخلها عادات وتقاليد شرقية مصرية مسلمة، في احترام الزوج وتربية الأولاد، ومعرفة العيب والحرام، وحب الخير وكراهية الشر، والحفاظ على الأصول والعادات والتقاليد.

وعلى بعد خطوات من قصر عابدين، شهد بيت «الحلمية الجديدة» مولد فاطمة أو «فتوش» التي بدأت في سنوات طفولتها الأولى تلفت إليها الأهل والأقارب، ببعض من ملكات خاصة تعبّر عن خفة الدم والمرح والشقاوة، وفوق ذلك كلّه ذهن حاضر ولباقة في الكلام لطفلة لم تتعدَّ الأربع سنوات من عمرها، ولأنها كانت «آخر العنقود»، فقد كانت محط اهتمام الصغير قبل الكبير، الأبوين، والخالات والعمات، بل وأخوتها، وتحديداً الأخ الأكبر طاهر الذي على رغم فارق السن الكبير بينهما، باعتباره هو الأكبر وهي الأصغر، إلا أنه كان الأقرب إليها، إذ كان يؤدي معها دور الأب الحنون والمتسامح والعطوف، ليس لأن الأب الأصلي لم يكن يتمتع بهذه الصفات، بل لأنه لا بد من أن يكون حازماً شديداً في تعامله، لضمان حسن التربية والانضباط والحفاظ على العادات والتقاليد.

نشأت «فتوش» في بيت يُطلق عليه «بيت العائلة»، إذ كان يلتقي فيه الكبير والصغير، القريب والبعيد، على رغم أنه كان كالعادة بيتاً مؤقتاً، كون الأسرة اعتادت على التنقّل مع الأب وفقاً للمكان الذي يباشر فيه عمله كمهندس زراعي في الخاصة الملكية. وكانت الأسرة تترقب اليوم الذي يخبرهم فيه رب الأسرة بالمكان الجديد الذي سينتقل إليه كل أفراد الأسرة، وهذا ما حدث في ذلك اليوم عندما عاد من عمله وعلى وجهه علامات الضيق، فهو لم يستمر طويلاً في الحلمية، كأن القدر كان قد اختار له محطة الحلمية لتكون مكان ميلاد «فتوش» فحسب. 

وفي الموعد المحدّد قبيل الغداء، وصل الأب وجلس لتناول الغداء وسط العائلة، وقبل أن يضع لقمة في فمه قال:

- بعد الأكل تجهزوا نفسكم...

• خير إن شاء الله... معزومين بره النهارده ولا إيه؟

- لا... هتجهزوا الشنط علشان هنسافر بكره الشرقية.

• ليه هو فيه إيه... إيه اللي حصل؟

- مفيش حاجة حصلت... بس اتنقلت أنشاص.

• نقل تاني؟

- خديجة!! أنت نسيتي طبيعة شغلي ولا إيه؟

• أيوه بس مش دايماً حضرتك بتروح الأول تهيأ لنا المكان اللي هنعيش فيه وبعدها تبعت تاخدنا؟

- هننزل في الاستراحة هناك... لحد ما يجهزوا البيت اللي هنسكن فيه.

• هو إحنا لحقنا نقعد في الحلمية... حتى لسه فيه جيران معرفوناش.

- المصلحة فوق كل اعتبار...

وهنا تجرأت الصغيرة فتوش وقالت:

• هو أنا ممكن آخد عروستي معايا؟

ثم تجرأت عفاف وتكلمت بعدها:

• إزاي بس يابابا... هناك مفيش مسارح ولا أي؟

فقاطعها الوالد بحزم:

• بنت!! مش عاوز كلام، كملوا أكلكم..، وكل واحد يجهز حاجاته.

كانت كلمات الوالد حاسمة بحيث أغلق الباب على الجميع ورفض أن يفتح باباً للحوار حول هذا الموضوع.

فتوش بنت الريف

على رغم معارضة الجميع الذهاب إلى أنشاص، حتى ولو بينهم وبين أنفسهم من دون الإفصاح عن ذلك، إلا أنهم سرعان ما اندمجوا في الأجواء الجديدة، خصوصاً أنها كانت تشجّع على ذلك: العيش بين خضرة الريف والأجواء الصحية، والهواء النظيف والأماكن المفتوحة المتسعة والمساحات الخضراء بعيداً عن زحام المدينة وضجيجها، ويبدو أن الصغيرة فتوش قد اعتادت المكان بسرعة كبيرة، وكان أكثر ما يسعدها أن تستيقظ مع بزوغ أول ضوء على صوت العصافير ومرحها وهي تتنقل من غصن إلى غصن، فكانت تجري خلفها من شجرة الى أخرى محاولة تقليدها. كذلك، هوت إجادة الإنصات إلى الأصوات التي كانت تنبعث من «الفونوغراف» الذي تلتف حوله الأسرة بعد المغرب وهم يتناولون الشاي، فتسمع من خلاله السيدة أم كلثوم، وصالح عبد الحي، وزكريا أحمد، ومحمد عبد الوهاب، والمطربة الصاعدة ليلى مراد، وغيرهم من مطربي تلك الأيام، غير أنها لم تكن تجرؤ على المجاهرة بذلك أمام الأسرة خوفاً من أن تواجه الموقف الذي واجهته، أختها الأكبر عفاف التي كانت تسعى الى الغناء والتمثيل، بعدما لاحظت الأسرة صوتها الجميل، غير أن الأب على رغم حبّه للطرب والموسيقى، لم يكن ليسمح لها بأن تحترف الغناء مقابل أجر.

في عام 1936 كانت فتوش قد بلغت السن الذي يخوّلها الالتحاق بالروضة، تمهيداً لالتحاقها لاحقاً بالمدرسة، إذ كان الوالد مؤمناً بأهمية تعليم الجميع، ولا يكن لديه فرق بين ولد أو بنت في هذا الموضوع تحديداً، لذا كان لا بد من تأهيل فاطمة لدخول المدرسة بتعلّم القراءة والكتابة وحفظ ما تيسّر من القرآن الكريم، خصوصاً في ظل حرص الوالدين على مداومة كل أفراد الأسرة على الصلاة، فألحق الوالد فاطمة فوراً بروضة الأطفال.

اعتادت فتوش الذهاب إلى الروضة، غير أنها في الوقت نفسه كانت تداوم على المطالعة وحفظ القرآن الكريم، بل وبدأت تعتاد عادات وتقاليد ذلك المكان الذي كانت تطلق عليه «الجنة» من خلال تلك المواصفات التي سمعتها عن جنة الله من الشيخ «منصور» الذي كان يحفّظها القرآن:

• يعني إيه جنة يا سيدنا؟

- الجنة... المكان اللي كل المؤمنين هيعيشوا فيه في الدار الآخرة.

• يعني بيت حلو هنعيش فيه

- بيت!! الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت... ولا يخطر على قلب بشر.

• يعني إيه ياسيدنا... فيها إيه وشكلها إيه؟

- إنت يابنت إنت غلاباوية ليه... أنا هريّحك... إنت عارفه الجناين والبساتين اللي قدامك دي... أهي الجنة هتكون زي كده... وكمان هيكون فيها بيت جميل نعيش فيه وأكل وشرب وكل حاجة حلوة.

• الله... نفسي أروح الجنة وأعيش فيها على طول.

ومثلما رسخ في عقل فاطمة شكل الجنة لما تراه أمامها، امتلأ قلبها بصفاء الطبيعة وحبها، واكتسب صوتها نعومة خاصة من محاولة تقليد زقزقة العصافير، بل اكتسبت منها شقاوتها في التنقل من شجرة الى أخرى، لدرجة أنها في تلك السن المبكرة، اعتادت أن تتسلق أشجار حدائق أنشاص، محاولة تقليد حرية العصافير في التنقل والطيران، ولولا تدخّل القدر لسقطت صريعة من فوق إحداها قبل أن تنقذها الأسرة. بعد هذه الحادثة، كانت الأوامر قد صدرت بأن يعود الأب إلى القاهرة ثانيةً، وذلك وفقاً لمتطلّبات عمله.

الشبراوية

عادت العائلة الأب إلى القاهرة، لكن ليس إلى بيت الحلمية نفسه، إذ عثر الوالد بسهولة على مسكن جديد يقع بين أشهر أحياء القاهرة وأعرقها، وهو «شارع طوسون» الكائن بين حي روض الفرج من الجنوب، وحي شبرا من الشمال، وبجوار قصر وأراضي «طوسون باشا»، أحد أمراء الأسرة الحاكمة.

باستقرار الأسرة في ذلك الشارع، كانت فاطمة قد وصلت إلى سن القبول في المدرسة، فألحقها الأب فوراً بأقرب مدرسة للمسكن الجديد، ووقع الاختيار على «مدرسة شبرا للبنات».

لم يمضِ وقت طويل حتى أضحت فاطمة أحمد شاكر إحدى التلميذات المميزات في المدرسة، وأصبح لها عدد كبير من الزميلات، كلّهن يتنافسن في حب وصداقة هذه الصغيرة التي تتحدث بسرعة وخفة ظل، وتطل من عينيها شقاوة غير معتادة.

كانت عفاف، شقيقة فتوش، تمارس هوايتها في الغناء بصوتها الجميل، ولم يكن الوالد يمانع في ذلك، طالما لم يتعدّ حدود الأخلاق والآداب، وبعيداً عن الاحتراف، غير أنها استطاعت إقناع أحد المقربين إلى قلب والدها بأن يجعله يوافق على مضض أن تحترف ابنته عفاف الغناء والتمثيل، ولكن بشرط أن يلازمها ويرافقها في أوقات العمل، وإن لم يكن الأب فالأخ الأكبر طاهر.

وبالفعل التحقت عفاف وهي لم تكمل عامها الخامس عشر بفرقة رمسيس للفنان يوسف وهبي، ولم يكن يمر يوم من دون أن يثير هذا الأمر خلافاً كبيراً مع كل من في البيت، غير أن أكثرهم سعادة بما تفعله عفاف كانت الصغيرة فتوش، من دون أن تدري لماذا، إذ كانت تّطرب كثيراً لصوت عفاف وتلتقط منها كل كلمة تقولها، وترددها خلفها، غير أن ذلك كان يتم في الغرفة المغلقة بعيداً عن أعين الأب والأم، فيكفي ما تسبّبه عفاف من مشاكل بسبب الغناء.

المطربة الصغيرة

سرعان ما لفتت فاطمة أنظار زميلاتها في المدرسة، إذ كانت تدندن بين الحين والآخر جزء من إحدى أغنيات المطربة ليلى مراد، التي كانت تسمع عفاف تغني لها أحياناً بين الأهل والأقارب، أو في غرفتها، ما جعلهن يتحينّ الفرصة، ويطلبن منها الغناء، فتقدّمت فاطمة لتقف مكان «أبلة ليلى» في مقدّمة الفصل وفي مواجهة التلميذات، وقد تقمصت شخصية المطربة، كما تراها في شقيقتها عفاف وهي تسأل الأهل والأقارب عندما يطالبونها بالغناء:

• طيب تحبوا تسمعوا إيه؟

- قولي أي حاجة يا فطوم.

• اسمي فاطمة... أو فتوش.

- غني للمغنية ليلى مراد يا فتوش.

غنّت فاطمة أغنية «بتبصلي كده ليه» لليلى مراد، وهي تقف ثابتة لا تتحرك ولا تتمايل، ترفع يديها فحسب وتحرّكهما كعادة المطربين والمطربات.

في تلك اللحظة حضرت المدرّسة ليلى، وقبل أن تدخل الفصل سمعت صوتاً يرتفع بالغناء، وجميع التلميذات يجلسن في هدوء تام ينصتن باهتمام غير عادي. ثم فُتح الباب فجأة فقفزت فاطمة واندست بين صفوف التلميذات:

• مين اللي كان بيغني... أنا سمعت صوتها.

هتفت التلميذات في صوت واحد بنوع من الفخر والتباهي:

• فتوش يا أبلة... فتوش اللي كانت بتغني.

• فتوش!! تلميذة جديدة دي.

• لا يا أبلة... فاطمة أحمد شاكر اسمها فتوش.

• تعالي يا فاطمة... اخرجي هنا...

خرجت فاطمة من بين التلميذات وهي تكاد لا تظهر على الأرض، كأن الخوف قد حوّلها إلى قزم صغير.

• تعالي... إنت اسم الدلع بتاعك فتوش؟

هزت فاطمة رأسها من دون أن تنطق بكلمة واحدة.

• طب تقدري تقوللي يعني إيه فتوش؟

• فتوش هو فاطمة بس بالتركي.

• أنت تركية يا فاطمة.

• لا مصرية.

• طب تعرفي تقولي اللي كنت بتقوليه قبل ما أدخل الفصل؟

هزت فاطمة رأسها بالإيجاب فتركتها المدرسة مكانها وذهبت لتجلس بين صفوف التلميذات لتكون إحدى المستمعات. راحت فاطمة تعيد «بتبص لي كده ليه»، وما إن انتهت حتى صفّقت المدرّسة وأمسكت بيد فاطمة، ونظرت الى تلميذاتها قائلة:

• محدّش يتحرك من مكانه... أنا رايحة مع فاطمة مكتب الست الناظرة.

وهنا أسقط في يد فاطمة، تمنّت لو أنها لم تأتِ ذلك اليوم الى المدرسة، بل ولم تدخلها من الأساس، فهي الآن في طريقها إلى غرفة الرعب والخوف، تلك الغرفة التي تساق إليها التلميذات وكأنهن يسقن إلى غرفة الإعدام، ففي هذه الغرفة «عصى الطبلة»، العقاب الوحيد الذي لا تتمنى الفتيات الوصول إليه. فمؤكد أنه العقاب الذي ينتظر فاطمة في حجرة «الست الناظرة»، ما جعل قدميها تتسمران أمام الباب، فيما تحاول «أبلة ليلى» أن تدفعها لتدخل:

• أدخلي يا فاطمة... أدخلي متخافيش.

• مالها البنت دي عملت إيه؟

• دي اسمها فاطمة أحمد كمال الدين شاكر... وكنت عاوزه حضرتك تسمعي صوتها.

• صوتها؟! مش فاهمة.

نظرت «أبلة ليلى» إلى فاطمة التي كانت ترتعد خوفاً من الموقف وقالت:

• غني يا فاطمة... قولي اللي كنت بتقوليه في الفصل.

نظرت فاطمة بخوف واستعطاف إلى «الست الناظرة» لعلها ترحمها أو تعفو عنها، فابتسمت الناظرة وأومأت لها برأسها:

• غني يا فاطمة... سمّعيني صوتك.

مرت لحظات ثقيلة على قلب فاطمة ونفسها... وعلى رغم الإذن لها بالغناء بما يعني أنها لم تأتِ للعقاب، إلا أنها تمنت لو لم تقف هذا الموقف، الذي شعرت بأنه نوع آخر من الاختبارات التي تخضع لها في الفصل الدراسي... تلعثمت وارتبكت بين الخوف والخجل، ثم شدّت وانطلق صوتها لتنسى الموقف والحساب والعقاب، ولم تفق إلا على صوت تصفيق «أبلة ليلى» و{الست الناظرة»:

• برافو يا فاطمة... برافو.

• هايلة يا فتوش... صوتك رائع.

• من اليوم وطالع إنت اللي هتغني في كل حفلات المدرسة... إنت يا بنتي هيبقالك مستقبل كبير. ربنا يحميك ويحافظ عليك.

• إنت اكتشاف حقيقي يا فتوش.

• بس لازم تحافظي على نفسك وتكوني بنت شاطرة في الدراسة كمان.

هزت فاطمة رأسها بالإيجاب وهي تبتسم، وبدلاً من الضرب انهالت القبلات عليها. فكان هذا الامتحان أول شهادة لها بأنها مطربة ذات صوت بديع ورائع.

لكن بقي الأهم وهو أن تقتنع الأسرة بأن الصغيرة فتوش مغنية قادرة على الطرب، وهذا ما لا تعرف فاطمة كيف ستقوم به. فهي بحاجة إلى من يقوم بالدور الذي قامت به «أبلة ليلى» ولكن مع الأسرة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced