العراقيون مسرورون بعودة الزواج بين الطوائف المختلفة
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 08-09-2010
 
   
ديالى

خرج الشاب خالد مجبل من مبنى محكمة مدينة بعقوبة الأسبوع الماضي ممسكاً بيد زوجته زهراء وسط الزغاريد. لقد تزوج مجبل من زهراء تواً بعد عدة سنوات من الفراق.

وقال مجبل، "زهراء هي ابنة خالي وربطتني بها علاقة حب. واتفقنا على الزواج بعد التخرج من الجامعة. ولكن فترة العنف الطائفي التي لفت العراق قبل عدة سنوات فرّقت بيننا لأننا ننتمي لطائفتين مختلفتين".

وبقي الحبيبين يتصلان يبعضهما، رغم معارضة الأصدقاء والجيران لكلاهما.

وأوضح مجبل، "أغلب أصدقائي كانوا يقولون لي تزوج بغيرها فإن البلاد دخلت فتنة من الصعب أن تخرج منها".

وأضاف، "وما أن انزاحت غمة تلك المرحلة وعاد الوضع الأمني في المحافظة للاستقرار، ذهبت مع عائلتي وخطبت زهراء. وها نحن اليوم نعقد القران وكلنا أمل بأن نعيش حياة سعيدة لا نفترق بعدها".

أما زهراء فقالت "بالأمس القريب كنا أعداء والنار حامية بيننا. لكن الأمر تغير الآن وتبدل كل شيء وانتهت مرحلة الأحقاد والضغائن التي أفرزتها مرحلة العنف".

ولم يكن مجبل وزهراء الشابين الوحيدين الّذين فرقت بينهما موجة العنف الطائفي في العراق. فمنذ العام 2006، افترق العديد من المواطنين العراقيين الذين ربطت بينهم علاقات عائلية وصداقة وعلاقات حسن الجوار بسبب التفرقة الطائفية التي زرعتها الجماعات الإرهابية في المدن العراقية لعدة سنوات.

وقد تجنّب الكثير من العراقيين الزواج بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية، وهو أحد التقاليد العراقية المعروفة منذ سنواتٍ عديدة، خوفاً من أن يتم قتلهم واستهدافهم من قبل الجماعات المسلحة.

في هذا الإطار، قال الشيخ محمود العزي، وهو أحد وجهاء مدينة بعقوبة، "لا نعلم أي يد خفية التي أدخلت البلد في السنوات الماضية في هذه الفتنة التي وقعت بين الأهل والأقارب. ولكن بالتأكيد أتتنا من دول مجاورة لا تريد لنا الخير".

وأوضح العزي أنه عندما تقدم للزواج قبل سنوات، لم يكن يعرف الطائفة التي تنتمي إليها زوجته. وقال، "لم أسأل عن طائفتها".

وأضاف العزي "لم يكن يهمني. وعرفت أنها تنتمي إلى طائفة مختلفة بعد زواجنا، وحتى بعد ذلك لم يهمنا الأمر".

وقد سجلت محاكم محافظة ديالى تزايداً ملحوظاً في الزواج بين الطوائف المختلفة.

وقال أحمد العزاوي، وهو القاضي في محكمة بعقوبة، "سجلت المحكمة خلال الشهرين الأخيرين العديد من عقود القران بين السنة والشيعة، بعد أن كانت هذه الظاهرة قد اختفت لعدة سنين".

وأضاف العزاوي، "كانت محافظة ديالى من المحافظات التي فقد أهلها الأمل بأن يستقر وضعها وتعود المودة بين أبناء الطوائف المختلفة. وكانت مسألة الزواج بين السنة والشيعة من الأمور المستبعدة، لكن الحمدلله استطاع أهالي المحافظة أن يتجاوزوا تلك المرحلة، بعد أن وقفوا يداً بيد ضد الإرهاب والإرهابيين".

من جانبه، قال الشيخ عبد الفتاح العزي، وهو إمام وخطيب جامع الخير في مدينة بعقوبة، إن على المسلمين ألّا ينجرّوا وراء الفتن والطائفية.

فقد أوضح قائلاً، "علينا كمسلمين تابعين لنهج الرسول عليه الصلاة والسلام أن نصل كل من قطع صلتنا أو أجبرته الظروف على القطيعة".

وأضاف العزي "الزواج هو من أقوى علاقات التواصل الأسري. وعلينا أن ننبه ان الاسلام لم يحرم زواج المسلم حتى من الكتابية التي ليست على دين الإسلام. والعجب كل العجب من الذين فرقوا بين المسلم وزوجته المسلمة أو حالو دون الزواج بمجرد أن الشاب والشابة من طائفتين مختلفتين، فعليهم أن يخشوا الله".

وأكد الشيخ على ضرورة جمع شمل العراقيين.

وقال في هذا السياق، "وأنصح بالذات الزواج بين الطوائف المختلفة. فبه تستقر البلاد وبه نقضي على الفتن وبه نكون يدا واحدة بوجه كل من يريد لبلدنا السوء".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced