الانسحاب من العراق و"الفجر الجديد"
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 14-09-2010
 
   
الخليج الاماراتية
السياسات الأمريكية في العراق من ناحية الجوهر أي من ناحية أهداف السيطرة والهيمنة، ولكن الجديد هو إعادة تفعيل القديم، أي تفعيل فكرة الحروب الداخلية العرقية والدينية والطائفية، أي بين المكونات الاجتماعية للدولة العراقية، واستخدام وسائل جديدة للسيطرة بدلاً من القوات النظامية الأمريكية، أي أن ما يحدث هو عمليتان في آن واحد: الأولى هي إعادة تفعيل السياسات الجديدة من منطلق أن الحروب بين الدول قد تراجعت لمصلحة ما سوف يتفجر من حروب داخل الدول، وأن إدارة هذه الحروب الداخلية يجب أن تكون هي جوهر السياسة الأمريكية الجديدة، أما العملية الثانية فهي تغيير الأدوات والوسائل بالتخلي عن وحدات الجيش النظامي باهظة التكاليف المالية والسياسية وتغييرها بأدوات سيطرة أفضل هي القواعد العسكرية داخل العراق التي سيبقى فيها 50 ألف جندي تساندهم القواعد العسكرية الأمريكية الكثيرة المنتشرة في المنطقة، إلى جانب ما يعادل مئة ألف عنصر من المرتزقة و4500 فرد من القوات الخاصة ما يضمن بقاء الوجود الأمريكي الفعلي قائماً وقوياً ويفرغ ما يسمى ب”الانسحاب العسكري الأمريكي” من مضمونه الحقيقي .

هذا يعني أن المهمة الاستراتيجية الأمريكية تتجدد في العراق وهي مهمة كانت وما زالت غير محكومة بالحدود الجغرافية للعراق ولكنها تأخذ العراق قاعدة انطلاق للسيطرة على الإقليم خصوصاً مع وجود حنين متجدد لدى إدارة أوباما مع تأكد فشلها في الحرب الأفغانية للعودة إلى رؤى هنري كيسنغر وكبار الاستراتيجيين الأمريكيين . وإذا كان كيسنغر قد عبر عن أهمية السيطرة الأمريكية على العراق بمقولته الشهيرة التي قال فيها: “من يريد السيطرة على الأمتين العربية والإسلامية، فعليه أن يدمر إرادة الأمة العراقية باعتبارها الحلقة الرئيسة فيهما”، ودعمها بمقولة أخرى هي أن “المشروع الأمريكي في العراق يجب ألا يهزم”، فإن إدارة أوباما تستلهم هذا كله في رسم سياسة أو استراتيجية “الفجر الجديد” في العراق عبر استعادة المشروع القديم وتجديده “مشروع الشرق الأوسط الكبير” وتغيير الأدوات بالحد من الاعتماد على الإدارة العسكرية المباشرة التي تفضح سوء النوايا الأمريكية بأخرى يمكن أن تتستر تلك النوايا السيئة خلفها: نوايا الهيمنة والسيطرة باستحداث ما تسميه ب”مبادرات متعددة الأطراف”، والتركيز بالأساس على مواجهة القوى المناهضة للمصالح الأمريكية في العراق وجواره الإقليمي .

من هنا بالتحديد يمكن فهم فحوى مقولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي قال فيها “حان الوقت لطي صفحة الحرب لمصلحتنا في العراق”، فالهدف هو إنقاذ المهمة الأمريكية في العراق بالعودة إلى “السياسة الواقعية” التي تركز على مراجعة وتعديل الوسائل والأدوات من أجل إنقاذ المصالح والأهداف، وهذا يعني أن سياسة “الفجر الجديد” الأمريكية في العراق ليست مجرد سياسة انسحاب عسكري بقدر ما هي سياسة تفعيل المهمة الأساسية في العراق .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced