ترحيب نسوي بتوجه الحكومة لإقامة تمثال لنزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية-الأخبار

ترحيب نسوي بتوجه الحكومة لإقامة تمثال لنزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الخميس 23-04-2009

بغداد / أصوات العراق :

أثار توجيه الامانة العامة لمجلس الوزراء الى امانة بغداد، بإقامة تمثال للراحلة د.نزيهة الدليمي، أول امرأة عراقية نالت منصب الوزارة في الخمسينيات ردود فعل ايجابية تفاعلت مع الاعلان وأيدتها بشكل كبير، بعض الناشطات طالبن بان يعقب الخطوة خطوات اكبر على صعيد توسيع مشاركة المرأة في الحوار والمصالحة وبناء النظام الديمقراطي.
وفيما رأت برلمانية عراقية ان هناك ضرورة لمتابعة الموضوع مع امانة بغداد ووزارة الثقافة، اعتبرت اكاديمية عراقية ان هذه الخطوة تمثل البداية لأعطاء المرأة حقها ودورها الكامل في المجتمع.
وعبرت النائبة ميسون الدملوجي عن فرحها الكبير بهذه الخطوة، وقالت لوكالة (اصوات العراق) “فرحتي كبيرة بان تأخذ هذه السيدة حقها في العراق الجديد، وهي الرائدة في الحركة النسائية ليس فقط في العراق، وانما في المنطقة ككل، وانا شخصيا إلتقيت بها اكثر من مرة في مناسبات خاصة وعامة، وافخر بذلك طبعا، فوجدتها ذات خلق رفيع ودماثة وكأنك تعرفها من ذي قبل”.
ولفتت النائبة الدملوجي الى ان “النساء العراقيات ياملن ألا يتم التعامل معهن والاهتمام بهن من خلال الرموز والنُصب، التي هي مهمة طبعا، بل أكثر من ذلك من خلال تحسين الواقع المعاشي للمرأة، سواء كانت طالبة ، طبيبة، فلاحة، ارملة بدون معيل، كما نطمح ان تكون هناك تحركات فاعلة وجدية لانتشالها من الواقع السيء الذي تعيش فيه، وعلى مر عقود عدة”.
النائبة زكية اسماعيل حقي ذكرت لوكالة (أصوات العراق) “أشعر بالسعادة لما سمعناه من توجيه الحكومة باقامة تمثال للراحلة ليس كبرلمانية فقط، وانما كامرأة عايششت الراحلة د.نزيهة الدليمي وعملت معها، منذ تأسيسها لرابطة الدفاع عن حقوق المرأة التي صارت فيما بعد رابطة المراة العراقية، وقتها كنت أسست اتحاد نساء كردستان وكان التعاون بيننا خطيا قبل ثورة 14 تموز 1958،فأجد تكريم مجلس الوزراء لهذا المرأة هو تكريم لكل النساء العراقيات اللاتي كن يقدن المظاهرات طوال العهد الملكي، والمرأة التي نكبت بزوجها وأخوها وأبوها بمجيء الحكم الدموي الى العراق، وهو أيضا تكريم لكل أمرأة مبدعة في كل المجالات، كل ذلك تجمعه شخصية نزيهة الدليمي وسيرتها”.
وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي قد أصدرت (19/4/2009) توجيها لأمانة العاصمة بغداد بإقامة تمثال للراحلة نزيهة الدليمي كأول تمثال يقام في العراق لشخصية نسوية .
وأضافت حقي “يجمعني شيء آخر بهذه السيدة المناضلة هو انني في عام 1959 تم تعييني كأول قاضية في العراق وفي خريف نفس السنة تم تعيين د.نزيهة الدليمي كأول وزيرة في تاريخ العراق والشرق الأوسط، فأرى انني اليوم قد كُرمت مع كل النساء المناضلات والأصوات غير المسموعة في القرى والأرياف”.
وأوضحت وزيرة البيئة نرمين عثمان لوكالة (أصوات العراق) ” ان الاهتمام بالمراة العراقية قد بدأ يأخذ مسارا صحيحا ونرجو أن ينعكس على الاهتمام بالمرأة في مواقع صنع القرار وعدم تهميشها، صحيح ان الفكرة بسيطة لكنها تحمل معان كبيرة للنساء العراقيات وللعراقيين عموما كون اكثرية النصب والتماثيل تمثل الرجل، بالتالي يكون تمثال د.نزيهة هو الاول من نوعه لاول وزيرة في تاريخ العراق”.
واستدركت وزيرة البيئة نرمين عثمان قائلة “يجب أن نجد وسيلة سهلة وبدون تلكؤ وبروقراطية في مؤسسات الحكومة تؤخر انجاز هكذا مشروع، لذا يجب الاسراع بتنفيذ هذه الفكرة وتشكيل لجنة تتابع ذلك وتسهل العمل”، مبينة انها ستطلب بشكل شخصي من رئاسة الحكومة الاسراع بتنفيذ النصب والاعداد له.
من جهتها قالت نائبة رئيسة رابطة المرأة العراقية سافرة جميل حافظ لوكالة (أصوات العراق) ان “هذه المبادرة تدل المبادرة على ان المرأة العراقية بلغت من الثقافة والابداع الشخصي ماتستحقه من التكريم والرعاية “.
وبينت حافظ “ستثمن الرابطة التي كانت الراحلة د.نزيهة اول رئيسة لها، موقف الحكومة ومبادرتها هذه ببيان تصدره، يحيي هذه الخطوة في الوقوف الى جانب المرأة،كما انها مناسبة أن نطالب بتثبيت قانون الاحوال الشخصية الذي ساهمت الراحلة بكتابته وايجاده وإظهاره”.
يذكر ان نزيهة جودت الدليمي من مواليد بغداد 1923 وهي ناشطة عراقية في حقوق المرأة وأول وزيرة عراقية كما انها أول امرأة تستلم منصب الوزارة في العالم العربي.دخلت كلية الطب عام 1941وشغلت منصب وزيرة البلديات في حكومة عبد الكريم قاسم من 1958 لغاية 1963 انضمت إلى الحزب الشيوعي العراقي عام 1948، وشغلت منصب الوزارة في نهاية فترة الخمسينيات.غادرت العراق في سبعينيات القرن الماضي و توفيت في ألمانيا بعد صراع مع المرض عام 2007 عن عمر ناهز الـ84 عام، ودفنت في محافظة السليمانية شمالي العراق بناء على وصيتها بأن تدفن في العراق. وكان لنزيهة الدليمي الدور الكبير في صياغة قانون الأحوال الشخصية العراقي عام 1959. كما كان لها دورا في إنشاء ضاحية الثورة شرقي بغداد و التي تسمى حالياً “مدينة الصدر” عندما كانت تشغل منصب وزيرة البلديات. إضافة إلى ذلك كانت نزيهة ناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة في العراق.
عضو لجنة تنسيق شبكة النساء العراقيات الناشطة هناء أدور قالت لوكالة (اصوات العراق) “في تأبين الفقيدة د. نزيهة الدليمي جرت المطالبة من قبل الحركة النسائية بضرورة تخليدها من خلال اطلاق اسمها على احدى مستشفيات بغداد او تسمية ساحة في احدى مناطق بغداد باسمها يقام فيها النصب “.
ونوهت أدور الى ان “تخليد د.نزيهة يمثل رمزا لنضال المرأة العراقية في سبيل تبوأ مواقع متقدمة في صنع القرار، فهذه الخطوة تعطينا كحركة نسائية دافعا لإستمرارية المطالبة بتوسيع دائرة مشاركة المرأة على صعيد الحوار والمصالحة الوطنية السياسية وفي رسم ستراتيجية تنموية للنهوض بوضع المرأة في العراق وتطوير مشاركتها في عملية التحولات الاقتصادية والاجتماعية وبناء النظام الديمقراطي في العراق”.
الاستاذة في كلية القانون-جامعة بغداد د.بشرى العبيدي ذكرت لوكالة (أصوات العراق) “عندما سمعنا مثل هذا الخبر شعرنا بسرور كبير وفاتحة خير تضفي علينا الأمل بأن الحكومة العراقية بدأت فعلا بأولى خطواتها للإهتمام بالمرأة العراقية بشكل جاد، وهذا الأمر يولد شعورا بالفخر لدى كل النساء العراقيات ويعطيهن دافعا قويا للإستمرار في درب النضال”.
وأضافت العبيدي “نحن نريد من الحكومة العراقية أن تجعل من هذه الخطوة مجرد بداية لخطوات أكبر وأكثر أهمية، خاصة وان النساء العراقيات الآن يعانين من انتهاكات كثيرة”.
المواطنة هيفاء محمد قالت لوكالة (اصوات العراق) “كثير من العراقيات يعرفن الفقيدة د.نزيهة الدليمي، ونحن نعتز بأن تكون هي أول امرأة تعين وزيرة في تاريخ العراق، واليوم نشعر بالفرح الكبير ونحن نسمع ان الحكومة قررت اقامة تمثال لها في بغداد”، واستدركت ” نتمى ماهو أكثر من التمثال وان تحترم المرأة اكثر في مجتمعنا، وان تهتم الوزارات الامنية بسلوكيات أبنائها ومنتسبيها في الشارع تجاه المرأة، ولاداعي لان نشرح مالذي تفعله بعض نقاط التفتيش مع الطالبات ومع النساء اللاتي يقدن سياراتهن في بغداد