وسط حيرة بين الحفاظ على العادات والتقاليد والبحث عن الشهرة
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 22-10-2010
 
   
إعلاميات في غزة يخلعن الحجاب لركوب قطار القنوات الفضائية

نسمة حمتو من غزة

تواجه الإعلاميات في قطاع غزة حيرة كبيرة بشأن العمل كمراسلات لمحطات فضائية يفضل اغلبها أن تطل مراسلاتها على المشاهدين من دون حجاب. وبينما الفتيات  يردن اللحاق بقطار الشهرة والمال، يصطدمن بواقع العادات والتقاليد التي يفرضها المجتمع. 

تضطر الكثير من الفتيات العاملات في مجال الصحافة في قطاع غزة، إلى خلع الحجاب والاستجابة لشروط العمل التي تفرضها الكثير من المحطات الفضائية الإخبارية، والتي عادة ما تفضل أن يكن مراسلاتها من غزة بدون حجاب، وباتت الكثير من الفتيات على قناعة بأن "طريق الشُهرة دوماً لن يكون مفروشاً بالورود" وهو ما يدفعهن للخروج من بند العادات والتقاليد القائمة في القطاع الذي يوصف بأنه محافظ، كما أن حركة حماس التي تسيطر على غزة، تحاول بطرق مختلفة فرض واقع لباس محدد. "إيلاف" ومن داخل العمل الإعلامي كان لها لقاء مع عدد من المراسلات اللواتي خلعن الحجاب من أجل العمل.

عادات وتقاليد
"نور" إبنة الأربعة والعشرين عاماً -وهو اسم مستعار لفتاة تعمل في إحدى القنوات الفضائية- أجرينا معها لقاءاً لكنها رفضت ذكر اسمها, تقول:"أرفض بعض الإملاءات أو الشروط التي تفرضها القناة على الفتيات من أجل العمل فيها", مستنكرةً تلك الشروط لأنها تعتبر عمل الفتاة في جوهرها وليس في مضمونها, لافتةً إلى أن المجتمع في قطاع غزة محافظ بالدرجة الأولى وأنه ينتقد عدد كبير من الفتيات عند عدم ارتدائهن الحجاب.

وفي ردها على اتهامات بعض الصحافيين لها أنها كانت محجبة وخَلعت الحجاب من أجل العمل, قالت:"صحيح أنني كُنت أرتدي الحجاب لكن في الجامعة فقط لأنها كانت تفرض قيود على الفتيات بارتدائها الحجاب ولمسايرة العادات القائمة فيها".

وأضافت:"في كثير من الأحيان وفي مناسبات عدة أضطر إلى ارتداء الحجاب حفاظاً على العادات والتقاليد الموجودة في غزة كوني أحترمها وأحبها أرغب في مسايرة الناس", مستدركةًَ:"كثير من المواقف من الممكن أن تزعجك كونك لا ترتدي الحجاب وقد يحدث ما لا يُحمد عقباه في بعض الأحيان خاصة عندما لا أكون في عملي".

انفصام شخصية
ولا تعتبر المراسلة الصحفية ارتدائها للحجاب في الشارع وخلعه في العمل انفصام في شخصيتها إنما هو لاحترام المجتمع وعدم التمرد على الواقع.
أما عن وجهة نظرها في القنوات التي تطلب خلع الحجاب من أجل العمل فيها, قالت:"لا أحترم هذه القنوات لأنها أولاً يجب أن تبحث عن المهنية واللغة والجرأة وبعد ذلك يمكن الاهتمام بالشكل", لافتةً أن ما يثير غضبها أن هذه القنوات عربية وإسلامية في مضمونها لكنها تطلب أن تكون المراسلة بدون حجاب.

وأكدت على أن المرلأة الفلسطينية استطاعت أن تثبت نفسها في مجال العمل الصحفي بغض النظر عن نوع العمل الإعلامي, موضحةً أن هذا النجاح أثار غيرة الشباب فأصبحوا يتهمون المراسلات بأنهن يعملن فقط من أجل الشكل وليس المضمون.

وتَعد الفتاة التي كَانت ترتدي قميصا رماديا وبنطالاً أزرق نفسها أفضل مراسلة في القناة التي تعمل بها رغم أنها الفتاة الوحيدة بينهم ومن غزة, ذاكرةً أن عملها يعطيها قوة للاستمرار ويزعج الوسط الذكوري لأن الأنثى اقتحمت عالم خاص بهم "كما ترى".

وفي سؤالها عن نظرتها للحجاب كفتاة, أجابت:"عندما أخرج بالحجاب أشعر بالسعادة لأني بذلك لا أكون ضد المجتمع", مفسرةً حديثها بالقول:"أعرف عدد كبير من زميلاتي وقريباتي يرتدين الحجاب في الشارع وعند وصولهم للعمل يقومون بخلعه لأنهم بذلك يحترمون المجتمع".
في أخر حديثنا معها كان لا بد من سؤالها ألا تفكري بارتداء الحجاب فأجابت:"طبعاً أفكر في ذلك فوالدتي محجبة وأخواتي محجبات حجاب كامل لكن هذا سيكون في وقت سألتزم به التزام واضح لأنه فرض على كل مسلمة".

أساسيات الشكل
"نهى" وهو اسم مستعار أيضاً لأحد الفتيات التي خلعت الحجاب من أجل العمل في إحدى القنوات الفضائية , تقول:"للأسف كل جهة إعلامية أو فضائية لها سياستها فبعض القنوات المتشددة بالاسم تطلب مراسلة بالحجاب أما الغير ملتزمين فيريدونها بدون حجاب على الأغلب", موضحةً أنها ضد هذه السياسة لأن عدد كبير من الفتيات طموحهم العمل كمراسلات لكنهم لا يجدوا فرصة.
وأضافت:"هناك فتيات غير دارسين للصحافة ولا يعرفوا من فنونها شيء يعملون كمراسلات فقط لأن شكلهم جميل", ذاكرةً أنها تعرضت لأكثر من موقف تطلب خلعها للحجاب واضطرت للموافقة على ذلك.

وفي سؤالها عن اعتراض الأهل على تصويرها بدون حجاب خاصة وأنها محجبة, أجابت:"في البداية كان هناك اعتراض من قبل الأهل ومن قبلي أنا تحديداً لكنني الآن مضطرة للعمل".
وتحدثت عن أحد المواقف التي غيرت من وجهة نظرها تجاه الحجاب لتقول:"كان لي صديقة تدرس الإذاعة والتلفزيون في جامعة الأقصى وتضع نقاب وعرضت عليها إحدى الإذاعات العمل مقابل خلعه وحصلت على موافقة من مفتي بخلعه وفي النهاية وافق أهلها على الفكرة", موضحةً أنها لقيت اعتراضاً من والدها في البداية لكنه بعد ذلك اقتنع.
أما عن طموحها للعمل كمراسلة, لفتت أنها صورت بايلوت لإحدى القنوات الفضائية بدون حجاب وتنتظر الرد منهم, مشيرةً إلى أن أمنيتها الوحيدة هي أن تصبح مراسلة.

السياسة التحريرية


مفيد أبو شمالة 
ويعتقد مدير شركة سكرين للإنتاج الإعلامي مفيد أبو شمالة أن طلب القنوات مراسلة غير محجبة نابع من السياسة التحريرية للقناة، موضحاً أن الغالبية العظمى من الجمهور تعتبر أن وضع الحجاب أو غطاء الرأس بالنسبة للمرأة هو تعبير عن مدى الالتزام الديني.

وأكد أنه في المقابل فإن عددا كبيرا من القنوات ترفض تعيين مراسل ملتحي لذات السبب خوفاً من نظرة الجمهور إلى المراسل الملتحي والمراسلة المحجبة باعتبارهما منحازين لفكر سياسي معين يلتزم بالفكر الإسلامي.

ويرى أبو شمالة أن مجرد وضع هذا الشرط من قبل القنوات في الإعلان هو مسألة عنصرية ومهينة، ذاكراً أن هذه القنوات تستطيع أن تحتفظ بمعايير الانتقاء بشكل سري دون أن تضطر للتمييز بين مراسلة أو أخرى على خلفية الحجاب ولا مراسل أو آخر على خلفية اللحية.
وأضاف:"من المعروف أن القنوات تطلب تقرير تجريبي للمراسل قبل تعيينه، وبالعادة يتم إرسال عدد من التقارير المرشحة لعدد كبير من المراسلين أو المراسلات ويمكن اختيار المراسل المطلوب أو المراسلة دون الإفصاح عن الأسباب، أو دون أن تضطر لتقديم تبريرات".

وزاد:"بخصوص الفرص من المعروف أن عدد القنوات الدينية (الإسلامية) آخذ بالازدياد، فلو أن هذه القنوات بالمقابل اشترطت أن يكون مراسلها ملتحياً أو مراسلتها محجبة فإن ذلك يعني تكافؤ الفرص بين الصحافيين"، مبينّاَ أن القنوات الإسلامية تختار مراسلين ملتزمين دينياً وتختار القنوات غير الدينية مراسلين غير ملتزمين دينياً.

راتب مغري
وفي رده على سؤال حول وجهة نظره في قضية خلع الحجاب للمراسلة, أجاب:"المراسل أو المراسلة هو صاحب القرار بالعمل وليس القناة، فإذا تعارض العمل الإعلامي مع الموضوعية والمهنية يتوجب على الصحفي المحترم أن يرفض العمل، ويتمسك بمبادئه، ولا ينجرف وراء الإغراءات المادية التي تطرح من قبل القنوات"، مستدركاً:"إذا تجنب المراسل العمل المهني وتخلى عن مبادئه طلباً للمادة والراتب المغري من قبل القنوات فإن ذلك يضر بهيبة المراسل واحترامه من قبل أبناء شعبه".

أما بخصوص اشتراط خلع الحجاب، يرى أبو شمالة أن الفتاة المحجبة يجب أن ترفض العمل بدون حجاب، والعكس، وأن ترفض الفتاة غير المقتنعة بالحجاب العمل في قناة إسلامية تشترط الحجاب، مستطرداً:"وكذلك يرفض الشاب الملتحي حلق اللحية إذا كان ذلك شرطاً للوظيفة والعكس يرفض الشاب غير الملتحي إطالة لحيته بغرض إقناع قنوات إسلامية بلياقته للعمل، لأن ذلك يعلم المراسل التكلف الزائد والتزييف للواقع".

وفي تعليقه على خلع الحجاب من أجل العمل, قال:"هناك مراسلات خلعن الحجاب أعرف عدداً منهن في بلدي، وكذلك يتذكر المشاهدون لأشهر القنوات الإخبارية التلفزيونية أن بعض مذيعاتها كن بلا حجاب ووضعن الحجاب".


 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced