مهن تراثية قديمة تصارع من أجل البقاء في بغداد
نشر بواسطة: mod1
الأحد 11-02-2018
 
   
NRT

تعاني العديد من المهن والحرف الشعبية في بغداد من الاندثار والزوال بسبب موت أصحابها أو تركهم مهنهم بسبب الإهمال الحكومي لتلك الصناعات التراثية التي يعود بعضها إلى العصر العباسي.

وذكر موقع "الخليج أونلاين" في تقرير له، نشر يوم أمس السبت (10 شباط 2018)، تابعته NRT عربية، ان الحرف الشعبية التي عرفها العراقيون منذ القدم لا تزال بعضها قائمة في بغداد تصارع من أجل البقاء، فيما اختفت أخرى بسبب الإهمال الحكومي لتلك المهن التراثية التي تعود تحديدا إلى القرن الرابع الهجري، ومن أبرز المهن التي اختفت، "المقرنصات" البغدادية ذات النقوش والتعرّجات والتي تُستخدم في بناء المنازل.

ونقل الموقع عن الأسطى عبد الهادي الأعظمي (63 عاماً) قوله، إنه "لم يعد أحد يطلب بناء منزله وفق الطراز البغدادي القديم، حيث استبدلت به أشكال وديكورات جديدة تختلف عن أسلوب البناء البغدادي العريق"، مضيفا انه "لا توجد مبادرات من قبل أمانة بغداد لاستثمار مهارتنا في صيانة المنازل والبنايات البغدادية القديمة التي تحولت إلى خراب"، مؤكداً "تحول فريقه من الفنيين المهرة إلى مجموعة من العاطلين عن العمل".

أما الحاج سالم حميد، النحاس الذي يعد أحد أقدم الصفارين في سوق الصفافير الخاص بالصناعات النحاسية، فقد أوضح أنه "في السابق، كان وضع السوق مختلفاً تماماً عما هو عليه الآن، فقد كان مزدهراً برواده من السياح الأجانب والعرب".

وأضاف أن "السياح كانوا يتنافسون على اقتناء محتويات السوق من التحف البغدادية التي نُقشت عليها رسوم لمعالم بلاد الرافدين الأثرية والتاريخية، مثل أسد بابل والزقورة ملوية سامراء، فضلاً عن الشخصيات التي حكمت العراق في السابق".

ويتساءل حميد عن سبب عدم حفاظ المجتمع العراقي على مثل هذه المهن التي هي جزء من تراث وتاريخ مدينة بغداد ورافقت تطورها منذ قرون، وما علاقة هذه المهن بالتطور الذي يتحدثون عنه؟!.

وتابع قائلاً "لم يعد هناك من يرغب في اقتناء إنتاجنا، فليس هناك من يبحث عن الأنتيك البغدادي القديم بمختلف ألوانه وأشكاله النحاسية، الأمر الذي أجبر العديد من أصحاب المحال على هجر هذه المهنة واللجوء إلى مهن أخرى".

أما بالنسبة لمهنة "ريافة الملابس" التي يقوم العاملون فيها بإصلاح الألبسة التي تعرضت للتمزق، إذ يعيدون القماش إلى حالته الأصلية كأنه لم يتعرض لأي تمزيق، فأشار الحاج صالح الكرخي (66 عاماً)، إلى ان "مهنة ريافة الملابس والسجاد ترتبط بتراثنا الشعبي العريق، لكن لم يعد العمل مثل السابق ومع كل هذه الظروف لم نتوقف عن عملنا".

وأضاف الكرخي، "أغلب الدول تحافظ على تراثها الشعبي، من خلال الاهتمام وتشجيع أصحاب المهن والأعمال اليدوية على مواصلة العمل، إلا العراق فالمسؤولون في المؤسسات والوزارات آخر أولوياتهم الحضارة والتراث".

من جهة ثانية تطرق التقرير إلى صناعة الخوص التي من أقدم المهن الشعبية بالعراق، وعرفها العراقيون منذ زمن بعيد، ولا تزال قائمة في العاصمة بغداد حتى اليوم، وهي تعتمد على أدوات بسيطة دون الحاجة إلى المكائن الصناعية، بحسب ما ذكره صادق حسين أحد أصحاب هذه المهنة.

وأفاد حسين، "نصنع من سعف النخيل الكراسي والكنبات وأقفاص الطيور، فضلاً عن المراوح اليدوية والشبابيك الداخلية بحسب طلب الزبون"، وتابع "هذه المهنة توارثها الأبناء من الآباء والأجداد، وصارت مصدراً للمعيشة تعتمد عليها العائلة".

وأكد أن "الإنتاج قل وبشكل كبير، لأسباب عديدة، أبرزها الإهمال الذي تعانيه النخلة، التي هي المصدر الوحيد لعملنا؛ إذ يصل لنا سعف لا يصلح للعمل، فضلاً عن عدم وجود دعم وتشجيع حكومي للمهن الشعبية؛ من أجل الحفاظ عليها من الاندثار".

من جهة ثانية أشار الخبير الاقتصادي خالد السامرائي، إلى ان "أغلب أصحاب المهن القديمة وخاصة اليدوية، يواجهون صعوبات كبيرة بسبب تفضيل المستهلك الحاجات المستوردة على الإنتاج المحلي ما أدى إلى ضعف الإقبال على شراء المنتجات، والنتيجة ترك العديد من أصحاب المهن عملهم".

وأوضح السامرائي ان "على وزارة الثقافة والسياحة وأمانة بغداد، أن تحافظا على تلك المهن، التي هي جزء من تاريخ البلد، من خلال إنشاء أسواق تراثية خاصة بالمهن القديمة، وتشجيع أصحابها على الاستمرار في العمل، ما يخفف من نسبة البطالة في العراق".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced