سامي قفطان: إعلان في شارع الرشيد كان وراء تجربتي الفنية
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 04-11-2010
 
   
الجيران
احتفى ملتقى الخميس الابداعي على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين الخميس الماضي بالفنان سامي قفطان‘ الذي تسلم “لوح الابداع”من الشاعر الفريد سمعان الأمين العام للاتحاد،
وبحضور عدد من المثقفين والاعلاميين والفنانين الذين توالت شهاداتهم التي سنقتطف بعضا منها عن المحتفى به، الى جانب المداخلات التي وردت في الجلسة.. مع شبه “غياب” تام لمن عاصروا تجربة الفنان قفطان، كما أشار اليها الناقد السينمائي كاظم مرشد سلوم رئيس الملتقى الذي ابدى استغرابه أثناء احدى المداخلات عن تلك الظاهرة التي ينعدم فيها الحضوربالنسبة لمن يحتفى بتجاربهم الابداعية، منوها الى ان الحضور في أفضل حالاته لايتعدى اصابع اليد الواحدة !..
وقدم للجلسة الشاعر عدنان الفضلي الذي سلط الضوء بايجاز عن تجربة المحتفى به قائلا:
السحر الحلال
تستعيد الذاكرة اليوم شخصية أثرت ولما تزل تؤثر ايجابا وبجمالية خاصة في المشهد المسرحي والدرامي.. فهو نجم مضيء في سماء الابداع وركيزة مهمة من ركائز الثقافة العراقية.. شاعروفنان ذو صوت دافء، يترك متلقيه بنشوة التلقي..يرسم مساحاته الابداعية بيننا فيجبرنا دائما على ان نصفق له ،لحظة يمدنا بكل هذا السحر الحلال.. يذكر بأن الفنان سامي قفطان، تولد 1942 في مدينة الكوت “النعمانية” ، حيث بدأ مشواره الفني بـ “الصدفة” عام 1960 وشارك في خمسة افلام عراقية للقطاع الخاص، وقد انتمى الى فرقة مسرح (14) تموز العام 1965 وبقي تحت التجربة لمدة ستة اشهر،مشاركا في اكثر من عمل للفرقة، وتجواله بين الفرق المسرحية كما في فرقة مسرح الفن الحديث، وفرقة المعاصر، والرافدين.. ثم ليستقر به المقام في الفرقة القومية للتمثيل، التي عمل مع جميع مخرجيها، خاصة عندما قدمه المخرج الراحل جاسم العبودي في مسرحية “البخيل” عن الكاتب الفرنسي الشهير موليير العام 1969 ولم يكن قد اعتلى خشبة المسرح في حياته ..
والمفارقة هنا ان تحصيله الدراسي لايقتصر سوى على الشهادة” الابتدائية” لفصله من معهد الفنون الجميلة بسبب “الغياب” .. اما في السينما فقد عمل في فيلم “الضامئون” العام 1972ـ 1973 مع المخرج محمد شكري جميل ،ثم فيلم “الرأس “ مع المخرج فيصل الياسري، وشارك في اخراج فيلم “الزورق” .. في العام 1966عندما كان يؤدي خدمة العلم بعد اجتيازه الاختبار في اذاعة القوات المسلحة، حيث قدم اكثر من ثلاثة عشر عملا غنائيا كان يكتب ويلحن ويغني معظمها حتى شملت اعمالا اخرى توزعت بين الغناء في المسرح وما تركه في ذاكرة المكتبة الغنائية من اغاني للأطفال.. ولحن له كبار الملحنين امثال، فاروق هلال، محمد نوشي، جعفر الخفاف، حسن الشكرجي .. بالاضافة الى كتابته النص الغنائي الشعبي والفصيح معا..
وعلى صعيد المسرح فقد انتج واخرج عدة اعمال منها مسرحية “اللي يعيش بالحيلة” العام 1984 التي عرضت على مسرح بغداد لمدة “ثلاثة اشهر” واخرج لدائرة السينما والمسرح ثلاثة اعمال مسرحية.. وحاز على العديد من الجوائز اهمها جائزة “افضل ممثل مسرحي”العام 1975 و”افضل ممثل سينمائي” العام 1976 و”افضل ممثل عربي” العام 1982و”افضل ممثل” في مهرجان تونس العالمي و”افضل ممثل “في مهرجان قرطاج العالمي.. واسس مع الراحل راسم الجميلي والفنان محمد حسين عبد الرحيم “مسرح دار السلام” واصبح رئيسا لفرقة المسرح الاهلي .. وشارك كممثل مع اسماء عربية واجنبية منهم يحيى شاهين، عبد الله غيث، أمينة رزق، عبد الله الفخراني، كرم مطاوع، سميحة ايوب، اوليفر ريد وآخرين ..
وعن تجربته تحدث الفنان سامي قفطان قائلا: “الحائط” حين تحقق لي بعض هذا النجاح، الذي هو بجهد شخصي خاص، اكون قد اعتمدت بالصدفة على البعض.. ولعل رحلتنا كعائلة من مدينتنا في واسط الى الحمزة الشرقي في مدينة الديوانية، ومهنة والدي في الخياطة الى جانب عمل والدتي احيانا كي تعيل العائلة في غسل الملابس والغزل كوننا نسكن في كوخ صغير ومن عائلة مؤلفة من خمسة افراد.. كانت تداهمني حالة لاأعرف اين ستمضي بي من تلك الاجواء التي نشأت وترعرعت فيها.. كما وانني حين كنت طالبا في المدرسة الابتدائية ومشاهدتي للسينما “الجوالة” التي كانت تعرض افلامها في القرى والارياف من افلام ثقافية ورياضية، كنت الطفل الوحيد الذي يبقى بعد العرض متلمسا الحائط الذي كانت تتحرك عليه تلك الشخصيات ومتسائلا بذات الوقت اين ذهب هؤلاء؟..
وقد انبثقت تساؤلات عديدة في حينها ان كيف يصبح الانسان ممثلا .. وقد قررت اصبح ممثلا.. وفعلا بدأت حياتي العملية وانا مع تلكؤي في الدراسة الى ان اخوض الحياة العملية في عمر العشر السنوات اي في العام 1952 وحتى هذا اليوم.. ثم انتقالنا الى بغداد والعمل في السينما والتلفزيون والمسرح والاذاعة كذلك.. ومشاركتي لاول على خشبة المسرح مع الراحل جاسم العبودي في مسرحية “البخيل” ومن ثم في السينما التي ساقتني فيها الصدفة عن اعلان على احد اعمدة شارع الرشيد تطلب فيها “شركة الصافي للسينما والتمثيل” عن وجوه جديدة لفيلم “دموع الذكريات” وبعد المقابلة ومشاركتي في الفيلم جاءت بعدها تجربتي الثانية في فيلم “يد القدر” وفيلم “ذكريات” أي انني عشت تلك المرحلة التي امدها خمس سنوات مابين العام 1960 ـ 1965 للعمل في القطاع الخاص السينمائي..
وبجرأة دخلت عالم المسرح في العام 1965 للعمل في فرقة (14 ) تموز المسرحية وبقائي تحت التجربة لمدة ستة اشهركقرار داخلي ضمن منهاج الفرقة التي كانت تضم كبار ممثلي المسرح العراقي امثال اسعدعبد الرزاق، عزيز شلال عزيز، وجيه عبد الغني، قاسم الملاك، فاضل جاسم‘ خليل النعيمي، وسليمة خضير وغيرهم الكثير.. ومن ثم العمل في المسرح مع عدة فرق مسرحية الى جانب الكثير من الافلام السينمائية والتلفزيونية والاذاعية الاخرى، الى جانب العمل في الموسيقى والغناء وانتاج الكثير من الاعمال الغنائية.. لحين احالتي على التقاعد في العام 2005 كممثل ومخرج في الفرقة القومية للتمثيل!. مختتما الحديث عن تجربته بالغناء تارة والقاء القصائد التي اخذت شكلا ممسرحا جادا في توصيل الشعر الى الجمهور الذي تفاعل مع المحتفى به..ومن الشهادات التي تحدثت عن تجربة المحتفى به كانت للناقد السينمائي كاظم مرشد سلوم التي جاء فيها..

خمسون عاما ولاأحد
تمتد علاقة الفنان سامي قفطان مع الوسط الفني لأكثر من خمسين عاما، ثم لايحضر احد من الممثلين والمسرحيين للاحتفاء بزميلهم وهم من ذوات الاختصاص في هذا المجال كما يحدث مع التشكيل والموسيقى والآداب والفنون الاخرى.. ولما لهذه الظاهرة من ردود افعال سلبية خاصة وان الملتقي يحتفي بالمبدعين، وان هناك غيابا شبه تام عن حضور تلك الجلسات التي تكون في افضل حالاتها لاتتعدى اصابع اليد الواحد!..
المنافس
الناقد د.حسين الأنصاري قال بأن لديه مع الفنان سامي قفطان محطات لايمكن ان تغادرها الذاكرة.. فهو فنان “عصامي”حفر اسمه على صخرة الابداع العراقي.. وكلمة فنان كبير تعني انه كبير في ميدان التمثيل كونه يمتلك مقومات الممثل على مستوى الصوت والمرونة الجسدية العالية.. حيث يملأ فضاء المسرح بحركة واداءا يشعر بالممثل الذي يقابله بوجود ممثل قوي ومنافس يملك عبق الابداع.. وانه ممثل يجيد تمثيل انواع عديدة من المسرح كالواقعي والكلاسيكي والتجريبي كذلك .. وانه يعيش الشخصية التي يمثلها من بواطنها وليس الشكل الظاهر لها..
المدرسة القفطانية
المحامي طارق حرب رئيس جمعية الثقافة القانونية شارك بشهادته قائلا ..بأن تجربة سامي قفطان يمكن ان نطلق عليها بالمدرسة “القفطانية” لانه يعد حالة نادرة في الوسط الفني كونه استطاع بشهادة الدراسة الابتدائية ان يصل بحواسه الى مستواه الابداعي كممثل قادر على التجديد والتحديث وليس الركون الى التقليدية التي غادرها معظم الفنانين العراقيين ومنهم الفنان الكبير سامي قفطان..

خيط مرارة
وتحدث د.اسعد الراشد عن تجربة المحتفى به واصفا فيها بان الشهادات المستحصلة أو الكتب المقروءة لاتقلل من اهمية الفنان الموهوب خاصة وان سامي قفطان يمتلك حسا قويا لفرز الاشياء من خلال موهبته المتجددة..
وان خيط المرارة الذي يعيشه كونه خريج الدراسة الابتدائية هي تعظيم له وليس ملاحظة ضده.. فهو يمثل بعفوية عالية وبدراسة شعبية لها علاقة باليوميات وليس نظريا كما في مسرح ستانسلافسكي وغيرهم منظري المسرح في العالم

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced