أكاديميون يحذرون من تحول العراق الى صحراء في 2025
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 12-11-2010
 
   
وكالات
حذر أكاديمي عراقي من تفاقم مشكلة نقص المياه في العراق بسبب توظيف الموضوع سياسياً من الجوار، متوقعاً تحول العراق إلى صحراء بحلول 2025، فيما حذرت باحثة عراقية من مخاطر الاحتباس الحراري ودعت إلى اعتماد تقنية الاستمطار.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية في جامعة تكريت حاتم الدفاعي إن "المواثيق والأعراف الدولية حسمت الخلاف بشأن المياه بين الدول المتشاطئة قانونياً، لكن التوظيف السياسي للمياه سيعقـّد المشكلة ويحيل بلادنا إلى صحراء بحلول العام 2025 إذا لم تسارع الحكومة لإيجاد الحلول للأزمة"، مبيناً أن "من بين الحلول بناء المزيد من السدود واعتماد الطرق الحديثة في الري".

وأضاف الدفاعي عقب محاضرة بعنوان إشكالية المياه بين القانون والسياسة ألقاها في القصر الثقافي بمحافظة صلاح الدين، أن "المياه مورد طبيعي لا يمكن استخدام بدائل أخرى عنه كما يجرى مع النفط"، مشيراً إلى أن "الأمن المائي للعراق ينبثق من التدابير المحلية والمواثيق والبروتكولات مع الدول المعنية مثل سوريا وتركيا اللتين يشاركهما العراق في مياه نهري دجلة والفرات".

ولفت أستاذ العلاقات الدولية العراقي إلى أن "تركيا وقعت بروتوكولات ومعاهدات تتعلق بالأنهر الدولية مع عدد من الدول مثل إيران وبلغاريا واليونان وغيرها، فيما لم تهتم بتوقيع بروتوكولات مماثلة مع الدول العربية أو أنها لم تلتزم بتعهداتها معتمدة المفاوضات الثنائية، الأمر الذي ألحق أضرار بالعراق بشكل كبير".

وشدد الدفاعي على "حاجة العراق لقيام تركيا وسوريا بإطلاق حصصه المائية المنصوص عليها في الاتفاقيات الثنائية وعدم بناء سدود تضر به وعدم استخدام ورقة المياه في لعبة الابتزاز السياسي".

وأشار تقرير بثه التلفزيون السوري مؤخراً إلى أن المشروع سيسهم في زيادة رقعة الأراضي الزراعية المروية في المنطقة إلى نحو 200 ألف هكتار.

ويوجه العراق دعوات بشكل مستمر منذ مدة إلى تركيا وسوريا لعقد اجتماعات ثلاثية بهدف معالجة مشاكل المياه، إلا أن البلدين يعتذران عن الاجتماع بحجة عدم تشكيل الحكومة الجديدة في العراق.

وقد شهد العراق خلال السنوات الثلاث الماضية أزمة حادة في المياه العذبة، تجلت صورها بجفاف العشرات من الجداول والأنهر الفرعية في وسط وجنوب العراق، مما اضطر المئات من الأسر إلى هجر قراهم والتوجه نحو مراكز المدن، كما أدى انخفاض مناسيب المياه العذبة في شط العرب، أقصى جنوب العراق، إلى زحف مياه الخليج المالحة نحو مدينة البصرة وتهديد مساحات واسعة من بساتين النخيل والحمضيات.

من جهتها، قالت الباحثة العراقية انتصار الصميدعي إن "الاحتباس الحراري  يعد العامل الأساسي في ارتفاع درجات الحرارة في الأرض وتتزايد خطورته في ما إذا استمر العالم بتجاهل انبعاث الغازات الدفيئة مثل ثاني أوكسيد الكاربون"، داعية إلى "الاستخدام السلمي لتقنية الكيمتريل للاستمطار على الأراضي القاحلة".

وأوضحت الصميدعي أن "تقنية كيمتريل تعد ثورة في الهندسة المناخية وتعتمد على ضخ مركبات كيمياوية بيولوجية دقيقة إلى مختلف الارتفاعات الجوية لإحداث ظواهر طبيعية اصطناعياً كالعواصف والسحب والاستمطار وللتحكم بظواهر الجفاف والرطوبة والتصحر على مساحات واسعة".

ولفتت الباحثة والتدريسية في جامعة تكريت بمحافظة صلاح الدين إلى أن "ظاهرة الاحتباس الحراري خطرة وتحتاج إلى موقف قانوني وبيئي على مستوى العالم لأن استمرار تجاهل مخاطرها سيولد كارثة على الأرض"، مضيفة أن "الموقف الدولي تجاه هذه الظاهرة ضعيف، وربما عاجز عن مواجهة المشكلة، خصوصا في الدول الصناعية ،التي يدفع البشر ثمن اندفاعها وعنادها وعدم اكتراثها بما تولده الغازات المنبعثة من مخاطر على الصحة العالمية وعلى التوازن الحراري في الطبيعة".

وتابعت قائلة إنه "بالرغم من أن الأرض بحاجة إلى تدفئة بفعل غازات الصوبة الخضراء المتكونة من بخار الماء وثاني اوكسيد الكاربون وغيرهما التي بدونها قد تصل درجات الحرارة إلى ما دون 15 تحت الصفر لأن هذه الغازات تمتص جزء من الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأرض، لكن زيادة معدلات هذه الغازات سبب لنا مشكلة الاحتباس الحراري"، موضحة أن "زيادة درجات الحرارة تعود إلى زيادة كثافة بخار الماء وثاني اوكسيد الكاربون واللذين نجدهما في طبقات الجو القريبة من الأرض".

وعدّت الصميدعي أن "غاز ثاني اوكسيد الكاربون من اشهر الغازات المسببة للاحتباس الحراري ولهذا فهو المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة على الأرض"، مؤكدة أن "الجو يحتوي حاليا على 38 جزء بالمليون مقارنة بـ 27.5 جزء بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية أي هناك زيادة بنسبة تركيز هذا الغاز تزيد على 30 بالمائة، وهذا يعود لنشاط الإنسان المتزايد في مجالات استخدام الوقود الحفري كالفحم والغاز الطبيعي، فضلا على قطع الأشجار والاعتداء على الغطاء النباتي".

وتوقعت الباحثة أن "ترتفع درجة حرارة الجو في القرن الحادي والعشرين إلى ما فوق خمس درجات عن معدلاتها إذا استمر الإنسان باستخدام مسببات انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكاربون في توليد الطاقة".

وعن آثار الاحتباس الحراري أشارت الصميدعي إلى أن "ابرز اثر هو ارتفاع درجات الحرارة وسيؤثر ذلك على البيئة والصحة العامة وربما يساعد على ارتفاع مستوى سطح البحر، وستهدد مساحات واسعة من الأرض بالفيضانات"، مؤكدة وجود دراسات تفيد بأن "عام 2030 سيشهد ارتفاع منسوب المحيطات بنحو 20 سنتمترا بسبب ذوبان الثلوج وهذا يهدد الجزر المنخفضة ومناطق ساحلية بالغرق".

ودعت الباحثة إلى "تجنب مشاكل الاحتباس الحراري في العراق خصوصا برفع كفاءة ترشيد استخدام الطاقة واستخدام مصادر للطاقة لاتساعد على انبعاث الغازات واعتماد تقنية الكميتريل وهي ثورة في الهندسة المناخية، كما أن العودة إلى النقل العام سيفيد بتقليل حرق الوقود فضلا على تعزيز الغطاء النباتي، فالعراق يعاني التصحر والغبار المستمر وهو مهدد بتداعيات الاحتباس الحراري إذا ما جرى البحث بشكل مبكر عن حلول لهذه المشكلة التي تحتاج إلى موقف دولي للوقوف بوجه آثارها السلبية على كوكب الأرض وسكانه".

وكانت وزارة الموارد المائية العراقية حذرت، في آذار الماضي، من خطة أعلنت عنها سوريا لإقامة مشروع بدعم كويتي لإرواء نحو 200 ألف هكتار من أراضيها عبر سحب مياه من نهر دجلة لمسافات طويلة داخل الأراضي السورية، وقد ذكرت صحيفة القبس الكويتية مؤخراً أن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية سيسهم في دعم تنفيذ مشروع يؤدي لسحب مياه نهر دجلة من أقصى الحدود السورية مع تركيا والعراق ولمسافات طويلة بهدف زيادة رقعة الأراضي الزراعية بمحافظة الحسكة في شرق البلاد.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced