ساحة "الطرف الأغر" وسط لندن تشهد افتتاح نصب يرمز للثيران المجنحة الآشورية
نشر بواسطة: mod1
الإثنين 02-04-2018
 
   
وكالات

فــي صباح ممطر يوم الأربعاء الماضي، تمت إزاحة الستار عـــن العمل الفني الجديد الذي سيشغل «قاعدة العمود الرابع» فــي ساحة الطرف الأغر الشهيرة وســـط لندن. العمل بعنوان «العدو الخفي لا ينبغي أن يبقى» نفذه فنان أمريكي مــن أصول عراقية هو مايكل راكويتس ويمثل مجسما للثور المجنح الآشوري الشهير بارتفاع 14 قدما وصنع مــن حوالي 10500 علبة مواد غذائية بعد تدويرها، والعلب المستخدمة فــي العمل هي علب عسل التمر العراقي المعروف بـ «الدبس» وهو مادة غذائية يتم استخراجها بعصر التمر العراقي، وعرفت هذه الصناعة تاريخيا فــي وادي الرافدين منذ عصور السومريين والبابليين حيث مثل عسل التمر مادة غذائية مهمة فــي حياة السكان.

و لـ «قاعدة العمود الرابع» فــي ساحة الطرف الأغر قصة تاريخية تمتد إلــى مـــا قبل منتصف القرن التاسع عشر، فقد سميت الساحة بهذا الاسم نسبة إلــى الانتصار الإنكليزي الكبير فــي معركة «الطرف الأغر» البحرية التي دَمّر فيها الأسطول البريطاني أسطولي فرنسا وإسبانيا عام 1805م إبان حقبة الحروب النابوليونية، حيث يتوسط الساحة تمثال ضخم لقائد المعركة الأدميرال اللورد نيلسون، محاطاً بأربعة أسود برونزية ومجموعة مــن النوافير، بينما تشغل زوايا الساحة نصب فنية لشخصيات لعبت أدوارا مهمة فــي التاريخ البريطاني، وقد صمم قاعدة العمود الرابع للساحة سير تشارلز باري عام 1841 وكـــان مــن المقرر أن يوضع عليها تمثال للملك ويليام الرابع، لكن المشروع تعثر ولم ينفذ نهائيا نتيجة نقص التمويل، وتركت قاعدة العمود الرابع فارغة لأكثر مــن 150عاما. وفـــي عام 1999 تبنت الجمعية الملكية للفنون مشروع «قاعدة العمود الرابع» حيث يتم وضع تماثيل متعاقبة لفنانين معاصرين يجري اختيارها عبر مسابقة يشرف عليها مــكـتـب عمدة لندن، ويمثل نصب الثور المجنح العمل الفني رقم 12 فــي قائمة الأعمال التي عرضت عــلـى القاعدة. وعلق إيكو إيشون رئـيـس لـــجــنـة التكليف بمشروعات «قاعدة العمود الرابع» عــلـى الأعمال الفائزة لهذه الدورة بالقول: «تلقينا هذا العام خمسة مشروعات قوية وكــانت مهمة الاختيار مــن بينها صعبة للغاية. أريد أن أهنئ مايكل راكويتس وهيذر فيلبسون عــلـى فوزهما» حيث سيتبع عــمــل الفنانة هيذر فيلبسون عــمــل راكويتس فــي العرض. الفنان مايكل راكويتس الفائز بتصميم نصب «العدو الخفي لا ينبغي أن يبقى» الذي عرض عــلـى قاعدة العمود الرابع، أمريكي ولد فــي شيكاغو، والدته تتحدر مــن عائلة عراقية ذات أصول يهودية هاجرت مــن العراق فــي أربعينيات القرن الماضي، وهو صاحب مشروع يمزج بـيـن مبادئ الحفاظ عــلـى البيئة والفنون المعاصرة عبر عملية إعادة تدوير النفايات وتحويلها إلــى أعمال فنية، وقد تحدث للصحافة بعد فوز مشروعه قائلا: «إن الشرارة انطلقت مـــع تدمير المتحف العراقي عام 2003» ويضيف: «بدأت هذا المشروع عام 2006 لإعادة تركيب الآثار العراقية المنهوبة والمدمرة ولكن بطريقة مبتكرة مــن خلال استخدام علب المواد الغذائية وغيرها بعد إعادة تدويرها وتحويلها إلــى أعمال فنية». ويهدف راكويتس إلــى إعادة بناء سبعة آلاف أثر عراقي مــن مقتنيات المتحف العراقي تعرضت للنهب والتدمير منذ 2003. ويضيف: «هذا العمل يمثل تلويحة محبة لكل مــن فقدوا حياتهم التي لا يمكن لنا أن نعيد تكوينها. التدمير الثقافي وحرق الكتب لا يرقيان لمغزى تدمير الآثار الذي تصحبه دائما مآس إنسانية».

وبالرغم مــن الفرحة التي لفت العديد مــن أبناء الجالية العراقية الذين حضروا افتتاح نصب الثور المجنح وســـط لندن، إلا ان الغصة التي يشعرون بها مـــا زالت كبيرة نتيجة تدمير النسخ الأصلية مــن آثار بلادهم عــلـى يد عصابات «داعش» الإرهابية عام 2014. ويختصر راكويتس هذا الشعور فــي تصريحه لصحيفة «الغارديان» بالقول: «عملية إعادة تكوين هذه الأشكال لتشبه القطع الأصلية لها معنى كــــبـيـر بالنسبة لي، ولكنها أيضا تثبت لي استحالة إعادة بناء التاريخ. وبغض النظر عـــن التطور التكنولوجي فالحمض النووي للمجتمعات لا يمكن تجميعه مرة أخرى».

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced