جـــارَ الزمانُ طــالَ بنــا الأمـــدُ
عسى جــراحُ الأمسِ يشفيها غـدُ
عسى الدجــى ينشـَـقُ بمنبلـــــجٍ
ويزهــو بكبـــِد السمـــاءِ فرقــدُ
لينهضَ مَــنْ نــاءَ بثقلِ الكـــرى
ومَـــنْ علــى آلام شعــبٍ يهجــدُ
وقــد غبشنــا نزدهــي بصحـــوةٍ
هبَّــتْ ريــاحٌ غيهبهـــــا اسـودُ
تعشّشَ فينــــا غيــضٌ نكضمــــه
ومرتجانــــا إذ غشــاهُ البـــــدَدُ
واستعـــرتْ قلوبُنــا لمـا استقـــتْ
من همــــومٍ اوارُهــا لا يبــردُ
مــنْ مثلنـا اكتـوى بنـار الغُصَصِ
لمــا نبــا بنــا زمــانٌ أربَــــدُ
لــــــمْ نطعمِ الحريـــةَ الا القـــرا....
بينَ التي قـــد عــجَّ بهــا المعبـــدُ
وضــاقَ ايــوبُ بطــولِ صبرِنـــا
ثـــــم كـــلَّ مــنْ جَلَدِنــا الجَلَـــــــدُ
تمتحِنُ الروحُ من شــرِّ دهرِهــــا
حتى شكــا مــن بلوَتهــا الجسـدُ
يا ويـحَ لـي مِــنْ امـــةٍ إذ تُصـــادُ
والعابـــثُ يلهـــو ويتصيَّـــــدُ
والناسُ ترتـدي الــولاءَ عِنــــــوَةً
ثورتهــم إذ يحتويهــا الكبـــــدُ
ايامُهــــمْ حُبلـى تعانــي جَزَعـــــاً
متى مخاضُهــا ومتى المولــــــدُ
ويومـضُ الأفـــقُ يــزدادُ حمـــرةً
والألــقُ خلــفَ السَجَفِ يُخمـــــدُ
ينخــو الفــراتُ دجلــــة منتفضــاً
ودجلـــــة ينحــبُ ويستنجــــــــدُ
والأنفس ُتكـــدرتْ مــن الغَلـــــــو
همومُهـــــا تتـــرى وتتجـــــــدَّدُ
تطوي الورى غرثى على ضنكها
تلوبُ مـن ضيمِ الطَوى وتَجهـدُ
يستــافُ منهــا نَســَـــغُ حياتِهـــا
وتُتــــرَكُ انفاسُهــــا إذ تَخمــــــدُ
وهل من مجيرٍ تُسمعهُ صوتَهـــا
وهــــل لآسٍ يـــدٌ فيهـــــا ضَمَــدُ
يا بلـــدي فكــم يعـــــزُّ أن ارى
مأزقَــكَ ومخرجُـــــهُ موصــــــدٌ
او غابــــــة تسودهـــا ثعالــــبٌ
تغيَّبــت بوحشتِهــــــا الأسُـــــدُ
وشعبُــك اشتاتُ ضأنٍ ســــارحٍ
يطـــاردُه ذئبُ الفــــلاةِ أجـــــــردُ