لبنى شرارة بزي شاعرة بشاعرتين
نشر بواسطة: iwladmins
الأحد 20-10-2019
 
   
المصيفي الركابي

من خلال الاطلاع على ديوانيّ الشاعرة المغتربة..

لبنى شرارة بزي الموسومين "ابتسامة من رحم الألم" و "حديث الفصول الاربعة" وأيضا الاطلاع على ما تنشره في المواقع الأدبية، وجدت أن الشاعرة كغرسة في الظلّ تبحث عن منافذ الشمس، او بالاحرى في رحلة بحث مستمرة عن الذات. لبنى شاعرة تمتلك نوتةً موسيقية خاصة تعزف للانسان والطبيعة والحب. تتوالد لديها المشاعر في

لحظة كتابة القصيدة، فتتفاعل مع الحزن والفرح في لحظاتِ تجلٍّ صامتة

رغم رسم الصور الحزينة في قصائدها وخاصة في قصيدتها الرائعة "بنت جبيل ترنيمة المحبة".

بنت جبيل تلك المدينة التي رسمت لذكراها خطوط عرضٍ وطولٍ حين تناديها من صقيع غربتها بصوت مبحوح وقد صاحب مقاطع قصيدتها واو العطف في لحظات تأمل خرساء

كأنها صلاة راهبة في دير قد سكنتة أشباح ذكريات واهنة، نقشت في ذاكرتها الازقة والحواكير وآذان صلاة الفجر وسوق الخميس واروقة المقاهي واعتاب الدكاكين وضحكات طفولةٍ رُسمت على جدران بيتها العتيق، فبِنت جبيل في ذاكرة الشاعرة المغتربة تعني لها كلّ شيء في الطفولة والصبا والشباب. لبنى شرارة بزي شاعرة ذات لون مميّز جمعت بين كلماتها الشفافية والرومانسية والحلم والتعبير عن مشاعر الأنثى التي فقدت شيئاً ما في حياتها حين لمّحت لما فقدته بقصيدتها الرائعة "اناغي قمري" حيث يجتاحها سيل من الحنين قد تفقد القدرة على صدّه في زحمة الأحلام حين تنشد لِذَاتها في تأملاتٍ حزينة تارة، وتارة أخرى تنقض على الألم كَلبوةٍ جريحة حين تعود بقوة إلى رحلة البحث عن ذاتها حيث تقول "أصدّ قسوة الأيام " "ابحث عن ابتسامتي الموءودة" "ابحث عن اناملي المفقودة" "بي عاصفة ريح وقلبي الجريح" إلى أن تقفز على واقع الصمت فتتحداه في قولها

"أصفع اليأس من جديد وأناغي قمري الوليد" وقد يكون قمرها الوليد حلم اليقظة أو الحبيب الذي "زرع بين شقوق نوافذها المغلقة سنابل الأمل" ولكن.. يا لها من صفعة أنجبت السمو في علياء الشعر والقصيدة والحياة !

لبنى شرارة بزي تصف الشعر بأنّه الحياة حيث تقول" الشعر يسري مع الدم في عروقي ان أهملته يوما عاد متدفقا من شرايين القلب إلى الورق"، ثم تقول" أهربُ

إلى شاطئ الأبجدية علّه يمحو رذاذ موجه قلقي وأكتبُ بمداد الوحي فكرةً أنبتتها

أحلامي الدافئة". وهنا لابد من الإشارة إلى تقييم الأديب والناقد الدكتور محمد صالح بن عمر حيث اعتبرها واحدة من أربعة شعراء مهجريين امتداداً للرابطة القلمية التي أسّسها الشاعر جبران خليل جبران في ولاية بوسطن الأمريكية سنة ١٩٢٠.

الشاعرة لبنى شرارة بزي تتعامل مع الشعر والثقافة بشغف وحاجة روحية لا تستطيع الاستغناء عنها فنجدها تكتب عن الحب والانوثة والطبيعة والوجود وخلجات النفس المطمئنة، فأتى وليدها -ابتسامة من رحم الألم - قوي البنية مشافى معافى يحاكي الوجود والطبيعة والإنسان.

لبنى شرارة بزي، أستطيع القول بأنها شاعرة بشاعرتين

فقد نَحَت مَنحاً شعريا آخر لم يكن في الحسبان هو ذلك الجنس الأدبي الذي يفرض نفسه في ميدان الثقافة والأدب العربي بعد أن اجتاز الحدود فكانت إحدى محطاتها

لبنى شرارة بزي وتعاملت مع هذا الضيف الآتي من بعيد بروح الشاعر المتبحّر.. ألا وهو شعر الهايكو الياباني المنشأ. كتبته الشاعرة لبنى بحرفية فائقة وقد سنحت لي الفرصة أن اطّلع على منشوراتها في نادي الهايكو اللبناني الذي أسّسته من قبل واطلعت أيضا على ديوانها الموسوم - حديث الفصول الاربعة.. شعر هايكو- فكتبت مقدمتي المتواضعة لديوانها آنف الذكر. ولا إشكال على حقيقة أخرى مدونة في عدة مواقع أدبية وفي دار نشر وتوزيع ليندا عبد الباقي في سوريا حيث تُعد الشاعرة لبنى شرارة بزي رائدة شعر الهايكو في لبنان باعتبارها السبّاقة في إصدار أوّل ديوان ورقي

(حديث الفصول الاربعة)من هذا الجنس الأدبي الجميل.

-- المصيفي الركابي --

     ميشيغان

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced