تقرير أميركي: أحزاب العراق استخدمت مقتل سليماني والمهندس لتشويه الاحتجاجات.. المتظاهرون لا يهتمون لطهران أو واشنطن
نشر بواسطة: mod1
الثلاثاء 28-01-2020
 
   
ناس - بغداد

أكد تقرير اميركي ان “انتفاضة” العراقيين بوجه الطبقة السياسية في البلاد، هزت احزاب النخبة، محذراً من ان هنالك توجهاً بـ”سحق” ساحات التظاهرات في مختلف مدن البلاد.

ونشرت مجلة “فورين أفيرز” الاميركية تقريراً كتبه الباحث ريناد منصور، اطلع عليه “ناس”، اليوم، (28 كانون الثاني 2020)، انه “على الرغم من أن مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في 3 من كانون الثاني الجاري، دفع إيران والولايات المتحدة إلى الحرب، وعلى الرغم من تصاعد الأعمال القتالية التي شهدت صواريخ إيرانية تضرب القواعد الأميركية في العراق، إلا أن احتمال نشوب حرب شاملة بين البلدين قد تضاءل، وبدلاً من ذلك، يشعر العراق بأهم عواقب الضربة الأميركية، التي تهدد بتقلب السياسة الداخلية للبلاد”.

ويضيف التقرير “قبل غارة الطائرات الأميركية بدون طيار على سليماني والمهندس، واجهت الحكومة العراقية تهديداً داخلياً كبيراً تمثل بثلاثة أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، حيث رفض معظم المتظاهرين الشباب والعاطلين عن العمل في كثير من الأحيان، النظام السياسي الذي أعقب نظام صدام حسين السابق، ونددوا بالفساد والتدخل الأجنبي في الشؤون العراقية، وخاصة التدخل الإيراني، لكن عملية قتل سليماني والمهندس أتاحت للعديد من الزعماء الشيعة العراقيين فرصة لتثبيط معاداة أميركا بدلاً من ذلك، من أجل تشويه سمعة الاحتجاجات وتشتيت الانتباه عن إخفاقات النخبة السياسية”.

وتابع كاتب التقرير “يدرك المحتجون هذا المنعطف، وبينما هتف العديد من المتظاهرين ضد سليماني والمهندس، وألقوا باللوم على الرجلين لقيادتهما القمع العنيف للمعارضين، إلا أنهم ما زالوا حذرين من أن ينظر إليهم على أنهم إلى جانب الولايات المتحدة”، مبينا “غالباً ما يخبرني المحتجون في بغداد أنهم ليسوا مع الولايات المتحدة ولا إيران، بل يريدون من كلاهما التوقف عن التدخل في بلدهما، لقد رفض الكثيرون التزحزح رغم أن الزعماء العراقيين يعارضون الولايات المتحدة في محاولة لاستعادة شعبيتها الهشة”.

واشار الى ان “مقتل سليماني سيجعل الأمور صعبة على المحتجين، وقد أدت الهجمات الأميركية إلى تقريب القادة الشيعة العراقيين بشكل متكرر، حيث ترى إيران ميزة في الحفاظ على نفوذها في العراق، وذلك لأن الأحداث الأخيرة وفرت فرصة للتغلب على المقاومة السابقة لدورها وللتأهب للانتقام طويل الأمد ضد الولايات المتحدة”.

واستدرك ان “الإضراب يكشف حقيقة جديدة في السياسة العراقية، وهي ان الاحتجاجات هزت النخبة السياسية التي ظهرت منذ الإطاحة بصدام حسين، حيث يمكن لهذه النخبة مرة واحدة أن تعود إلى معاداة أميركا في أوقات الأزمات للحفاظ على مكانتها”، مضيفا “لم يعد لتلك الرواية نفس الأهمية، وبالتالي، سيلجأ الزعماء العراقيون إلى العنف والإكراه للدفاع عن سلطتهم”.

واشار الى انه “بعد اعلان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استقالته في نهاية تشرين الثاني الماضي، لم تتمكن الاطراف الشيعية من الاتفاق على خليفة، حتى سليماني، المعروف بقدرته على عقد الزعماء العراقيين عبر الطيف السياسي، لم يتمكن من المساعدة في إيجاد حل لهذا المأزق”.

ولفت التقرير الى ان “مقتل سليماني والمهندس هدد بإعادة تشكيل هذا المشهد بضربة واحدة، ومباشرة بعد الهجوم الأميركي، عقد البرلمان العراقي اجتماعًا طارئا للتصويت على وجود القوات الأميركية في العراق، ووضع القادة الشيعة خلافاتهم جانباً وبدوا موحدين تحت لواء معاداة أميركا، وتحولت الأولوية بين ليلة وضحاها إلى سحب القوات الأميركية من البلاد”، مستدركاً أن “الأحزاب الكردية والسنية قاطعت التصويت، وهذه الحلقة، استذكرت الأيام المظلمة للانقسام العرقي”.

وتابع انه “تم تحفيز سياسة جديدة معادية لأميركا، حيث اجتمع الزعماء الشيعة العراقيون في محاولة لتوحيد قاعدتهم السياسية، وأعاد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي كان قد سافر إلى إيران خلال الاحتجاجات الأخيرة، تأكيد نفسه بعد الضربات الأميركية، وبعد عملية قتل سليماني والمهندس مباشرة، دعا الصدر كوادره إلى التجمع من جديد لمحاربة الأميركيين، مستشعراً بالحياة السياسية المتجددة، وتحول الصدر عن خطابه المناهض للفساد – وهو الموقف الذي شعر أنه مضطر لاتخاذه خلال الاحتجاجات – إلى مآسيه الأكثر صراحة والمناهضة للولايات المتحدة في محاولة لحشد الشيعة العراقيين إلى جانبه”.

واضاف التقرير ان “الصدر والعامري ناقشا إمكانية إعادة تسمية عادل عبدالمهدي كرئيس للوزراء. غير انه وفي نظر العديد من العراقيين، الذين يحتجون على الحكومة في السنوات الأخيرة، فإن هذه المحاولات لإعادة توحيد القاعدة السياسية الشيعية ترقى إلى مستوى تعزيز النظام الفاسد”.

وأوضح “تختلف الاحتجاجات المستمرة ضد القيادة السياسية في العراق اختلافًا كبيرًا عن الاحتجاجات التي سبقتها في العقد الماضي، ووفقًا للاستطلاعات التي أنجزتها مبادرة تشاتام هاوس في العراق، فإن المحتجين اليوم هم من الشباب على وجه الخصوص، ولأن الكثيرين لا يملكون وظائف بدوام كامل أو أسرهم، فلن يخسروا الكثير، إنهم على استعداد لاحتلال الساحات والشوارع، بما في ذلك ميدان التحرير ببغداد، وهو مركز الحركة الصاخب، ومطالبهم أكثر راديكالية، فبدلاً من الدعوة إلى إصلاحات تدريجية، يسعى المحتجون إلى نهاية النظام السياسي الحالي الذي يحدده اتفاق تقاسم السلطة بين الطوائف العرقية”.

وبين التقرير ان “المتظاهرين يرفضون سياسة الهوية العرقية والطائفية، ويدينون النفوذ الإيراني في بلادهم، ووفقًا لمقابلاتنا، فإن مطلبهم الرئيس هو (وطن) ذو سيادة، وهي واحدة من أكثر الهتافات القيادية التي يتردد صداها في المربعات المحتلة (إيران برة برة)”.

واضاف “هز استمرار الاحتجاجات النخبة السياسية في بغداد، وأجبر عبدالمهدي على الاستقالة، لكن رد الحكومة لم يُرضِ المتظاهرين، وضاعف قادة العراق من العنف، وشرعوا في حملة من الترهيب والاعتقالات والاغتيالات التي خلفت أكثر من 600 قتيل، ويقول المحتجون في ميدان التحرير إن العناصر الرئيسة للعنف ضدهم هي الميليشيات، في إشارة إلى الجماعات المسلحة شبه الحكومية المرتبطة بوحدات التعبئة الشعبية المدعومة من إيران”.

وتابع “كان المهندس هو قائد الأمر الواقع في وحدة إدارة المجاميع المسلحة، والمسؤول عن الإشراف على تحول المجموعة من شبكة غامضة من المقاتلين والميليشيات إلى منظمة متماسكة ومحترفة، وفي عهد المهندس، تمتعت الفصائل بعلاقات وثيقة مع الدولة العراقية واستقلالية كبيرة عنها”.

واوضح التقرير انه “خلال الحرب ضد داعش، ارتفعت شعبية الفصائل المسلحة بين العراقيين، حيث كشف استطلاع للرأي أجري عام 2016 أن 99 بالمائة من الشيعة العراقيين دعموا الميليشيات، ومع ذلك، وبفضل جزء كبير من تورطهم في قمع الاحتجاجات في عام 2019، وكذلك انتقالها إلى السياسة، تراجعت هذه الشعبية، حيث ينتقد العديد من الشيعة العراقيين الآن الفصائل ويدينون مؤيدي الميليشيات الإيرانية”.

واشار التقرير الى انه “بحلول نهاية عام 2019، سعى قادة الفصائل إلى استخدام قتل المهندس وسليماني لاستعادة الدعم وحشد الكثير من العراقيين لقضيتهم، وتحويل الغضب الشعبي واستخدامه ضد الأميركيين، ولم يكن للمتظاهرين حب كبير لسليماني أو للمهندس، لكنهم سرعان ما أدانوا عمليات القتل”.

وتابع ان “الزعماء الشيعة، مثل الصدر، لم يتمكنوا من إقناع المتظاهرين بتوجيه غضبهم صوب الولايات المتحدة، فبعد مسيرته، طالب الصدر أتباعه بمغادرة الساحات الاحتجاجية، وهي دعوة تزامنت مع بدء اجتياح القوات الحكومية والجماعات شبه العسكرية المتحالفة، ساحات التظاهرات في 24 من كانون الثاني الجاري، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 13 آخرين”.

وبين التقرير ان “اتباع الصدر رفضوا دعوته، واتهموه بأنه خذلهم، حيث اختار أحد الصدريين عدم كسر التضامن مع المظاهرات، قائلاً: كيف نتخلى عن إخواننا؟ لقد أمرنا بالخروج من المخيم منذ أربعة أشهر”، موضحا ان “الصدر وقف إلى جانب الزعماء الشيعة العراقيين وأصبح أكثر وداً مع إيران،وبدأ يخسر الشارع”.

ولفت الى ان “العراق ليس هو نفسه اليوم كما كان في السنوات التي أعقبت الغزو الأميركي عام 2003، ولا يمكن للقادة الشيعة العراقيين ببساطة اللجوء إلى الطائفية العرقية أو معاداة الولايات المتحدة لتعزيز قوتهم، حتى في أعقاب الهجوم الأميركي، أظهر المتظاهرون أنهم يسعون إلى مسار آخر، يتجنب تدخل الجهات الفاعلة الخارجية ويعيد السيادة إلى العراقيين، والأهم من ذلك أنه ينهي النظام السياسي لما بعد عام 2003″، مبينا انه “ومع فشل أدواتها الخطابية التقليدية، ستلجأ القيادة العراقية بشكل متزايد إلى العنف لإخلاء المحتجين من ساحاتهم وسحق الانتفاضة التي هزت النخبة السياسية في جوهرها”.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced