يا حسرتاه .. أنظار الدولة تغيب عن الفنان فؤاد سالم
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 07-05-2011
 
   
جاسم المطير
صارت دنيانا نحن العراقيين عجيبة، في هذا الزمان. يلعب فيها القدر لعبة غريبة، غير مفهومة، إذ لا يوجد مواطن عراقي، موهوب أو غير موهوب، يحظى برعاية يصبو إليها حين يجد نفسه في محنة، حين يجد في لحظة من لحظات حياته أن مصباحها قد ينطفئ ، وحين يجد نفسه بلا حقوق إنسانية ،لا من وطنه ولا من حكومة وطنه.
القدر اللعين حبا هذه الأيام قلب وعقل الفنان العراقي فؤاد سالم فصار طريح الفراش بلا حركة فقد تغلب عليه غول المرض.
يا حسرتاه.. كان خلال نصف قرن من الزمان يلهب قلبه ويشعل فيه حب الفن والغناء. كان ماهرا في نشيده لشعبه، لقضايا شعبه. كان طوال حياته قد شد نفسه لمصادقة الحرية والإنشاد بأناشيدها ، وكان يتنزه في حقول النضال الفني متحمسا أن يكون صوته صوتا للحرية، وأن تكون موسيقاه موسيقى الحرية، وأن تكون أغانيه متعة للحرية، افتتن بها جمهور واسع في العراق والخليج وبلاد العرب كلها يغدقون عليه بالتقبيل في كل مكان إلى أن وقع كمجنون بحب الشعب كله.
لكننا نجده اليوم بلا عافية، حزين ، مغتم ، خائف من مستقبل وضعه الصحي أن يجعله عاجزا عن القيام بعمل موسيقي أو غنائي نافع في زمن الانحرافات الكثيرة المعيبة في موقف الدولة من مواطنيها المبدعين الذين ما وجدوا منها ما يسعدهم.
فؤاد سالم، البسيط القلب كالطفل، صار مريضا بحاجة إلى معاونين شرفاء ونزيهين يقفون إلى جانبه لإبعاد الامتقاع عن وجهه ولكي لا تتضبب حياة أسرته بفجيعة سببها أن مسئولي الحكومة العراقية لا يفهمون حاجته إلى علاج طبي لا تقدر على توفيره غير الدولة العراقية وغير المسئولين فيها من ذوي الضمائر الطيبة.
فؤاد سالم، الهادئ بطبعه، لا يشكو همومه لحكومة لا تعرف كيف ترعى رعاياها وهي أكثر إهمالا لنخبها المتواضعة ، حيث غدا فنان الشعب في هذه الأيام أمام مفترق طرق، يمكن أن تكون فيها حنجرته منحورة إلى الأبد إذا ما ظل ضِيق الطريق المؤدي إلى شفائه من علل القلب عصياً على وزارة الثقافة العراقية ووزارة الثقافة في كردستان ووزارة الصحة الاتحادية المطلوب منها أن تلتفت بعين سامية إلى متطلبات وإجراءات ، بخطى سريعة، لاحتواء مرضه في مستشفى متطور بدولة متطورة، بعد أن أدى أطباءه في المستشفى السوري رسالتهم الطبية المباشرة برعايته بحب وعواطف سامية، غير أن طبيعة العلاج الذي يحتاجه اكبر من طاقتهم واكبر من طاقة أي مستشفى محدود الإمكانيات العلاجية .
ترى يا حكام العراق ويا رجال الثقافة والفنون :
هل تتنور روح فؤاد سالم من جديد بجهودكم الميمونة وبقرار حكومي هو من صميم العدالة وحقوق المواطنة، يمنح الحياة إلى فؤاد سالم لكي لا تكون الكرامة الوطنية العراقية مكلومة، مثلومة.

صحيح أن الدنيا ظلماء، لكن لا يجوز أن نترك الفنان فؤاد سالم على الإطلاق نائما في زاوية الغربة ، ضعيفا أمام المرض، فما ابخس الأثمان إذا ما غمر فؤاد سالم كدر زاهد قد يعصر، بألم حاد ، قلوب المثقفين العراقيين، وبالنفور من كل شيء ، إذا ظل رجال الدولة جامدي الإحساس أمام نافورة الغناء الوطني حين تظل بلا ماء .
يا حسرتاه.. كتبت اليوم خصيصا لتنبيه الذين لا ينتبهون .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced