مكتبات البصرة .. حياة يتنفسها مقتنو الكتاب
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 12-05-2011
 
   
(آكا نيوز)-
تظل المكتبات البصريّة إحدى العلامات الفارقة المميزة لمدينة النخيل والخليل، المدينة التي عرفت الأدب ووضعت له مدارس في النحو والصرف والعلوم اللغوية حتى اشتهرت وتكرست مدرسة البصرة في النحو في مقابل مدرسة الكوفة.
والبصرة على مدار عمقها التاريخي كانت مسرحاً مهماً وأساسيا لأسواق "الوراقين" وهو اسم سوق الكتب قديماً، إذ كان الناس يحجون إليها من المناطق المجاورة من اجل الحصول على مصادر الكتب والرسائل التي يبحثون عنها.
ومازالت المدينة تعتني بمكتباتها وما زال روادها يتوافدون يوميا لشراء ما يحتاجونه من كتب ومراجع رغم زحف التكنولوجيا الحديثة التي وفرت المعلومات الدقيقة بسرعة فائقة عن طريق استخدام الشبكة العالمية للمعلومات (الانترنت) التي توفر عشرات المواقع المتخصصة بالكتب والبحوث والمقالات وتضع بين يديك بكبسة زر واحدة.
وتتنوع مكتبات البصرة بين العامة والمتخصصة بالكتب العلمية أو الأدبية أو الدينية، ويرى حسين يوسف صاحب (المكتبة العلمية) في حديثه لوكالة كردستان للأنباء (آكا نيوز)عن خصوصية  مكتبته بين مكتبات المدينة ،بالقول" تعتبر مكتبتنا المصدر الوحيد لكافة أنواع الكتب ذات الاختصاصات العلمية، الطبية والهندسية والزراعية وعلوم الرياضيات الحديثة، إضافة إلى اللغات الأجنبية، كما إننا نقوم بتوفير الكتب التي يطلبها الزبائن بنظام الطلب، فعند عدم توفر المصدر العلمي لدينا، نقوم عادة باستيراده خصيصا من خارج العراق".
وأضاف بالقول: " اغلب زبائننا من جيل الشباب، خاصة طلاب الدراسات العليا الذين يحتاجون المصادر الخاصة ببحوثهم ورسائلهم الأكاديمية، لكن للأسف اعتقد ان الكتاب الآن أصبح سلعة استهلاكية، ليس كما كان في السابق "خير جليس في الزمان"، الكتاب الآن مصدر حاجة للباحث لكي يكمل بحثه، العلاقة الوجدانية بين القارئ وكتابه تلاشت".
وعن تأثير تداول وانتشار الكتاب الالكتروني وتأثير ذلك على رواج الكتاب الورقي تحدث لـ(آكا نيوز) عباس الهادي احد باعة الكتب في منطقة العشار، مركز المدينة قائلاً: "لا اعتقد أن ظهور الكتاب الالكتروني قد اثر كثيرا على رواج الكتاب الورقي لان القراءة في الحاسوب ليست مريحة لشريحة واسعة من القراء خاصة ممن تعودوا على القراءة بالطريقة القديمة، لكننا لا ننكر أن حجم الطلب على الكتاب الالكتروني يزداد يوميا، لانخفاض سعره وسهوله حمله والاحتفاظ به ومشاركته".
واستدرك عباس بالقول:"لكن الكتاب الورقي يظل مهماً رغم ارتفاع سعره نسبة إلى الكتاب الالكتروني".
وعن أكثر الكتب رواجاً لدى الجمهور البصري تحدث لـ (اكا نيوز) الكتبي حسن محمد قائلاً: " الكتب النقدية بالنسبة لدارسي الشهادات العليا ( الماجستير والدكتوراه) هي المفضلة. بينما شريحة النساء تفضل عادة كتب الطبخ والأزياء والأبراج ومصادر العناية بالجسم، وتأتي الكتب الأدبية في المرتبة الأخيرة من الكتب التي يقبل عليها المستهلك البصري وتظل أرقام الإقبال على شراء الكتب ضعيفة ولا تلبي الطموح مما يشكل مؤشرا خطرا على مجتمع يرفض الكتاب مصدراً للعلم والتطور".
وعن أسباب تدني الإقبال على الكتاب بشكل عام أجاب محمد بالقول: "قلة أوقات الفراغ وظهور وسائل الإعلام وغزو الفضائيات والمعلوماتية في هذا العصر الذي يسمونه عصر السرعة ساهم في تدني مستوى القراءة في المجتمع".
واشتكى بعض رواد المكتبات من ارتفاع اسعار الكتب خاصة المستوردة من الخارج ( اللبنانية خاصة والأردنية والمغربية) بينما اشار آخرون الى قلة المصادر الحديثة وعدم اهتمام أصحاب المكتبات بتوفير الإصدارات الأدبية الحديثة.
المواطن احمد رسول قال لـ (اكانيوز): "انا طالب فنون جميلة، وأعاني يوميا في البحث عن مصادر تخص تخصصي الفني لكني للأسف لا أجدها لان أصحاب المكتبات يتعاملون بمنطق البيع لذلك يكدسون الكتب التي تلاقي رواجا ككتب الأبراج والفضائح وغيرها ويهملون المصادر الحديثة خاصة في جانبي الادب والفن، هذا بالإضافة الى الارتفاع غير المعقول في أسعار الكتب المستوردة في مقابل الدعم الذي تحظى به الكتب الفقهية مثلاً".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced