يعتبر اليوم العالمي لحماية الطفل مناسبة للتذكير بأهمية الدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها عبر ترجمتها على أرض الواقع بشكل إيجابي وعملي على مستوى حياة الأطفال في هذا العالم وفي بلدنا العراق خصوصاً، وعلى ضرورة الانتباه لتحقيق رفاهية الأطفال في كل مكان، والتعاون والتضامن المشترك لنكون اكثر قدرة على الالتزام بتعهد مؤسساتنا الحكومية تجاه الأجيال القادمة، فأطفال اليوم هُمّ مواطنو المستقبل.

اكدت مبادئ اتفاقية حقوق الطفل التي اقرتها الامم المتحدة عام 1989والتي حصلت على تأييد معظم بلدان العالم ومنها العراق ، في مضمونها على المساواة وعدم التمييز والحرص الكامل على مصلحة الاطفال والحق بالحياة شرطا اساسياً من الواجب الحفاظ عليه، بالاضافة الى حقهم في التعليم وحرية التعبير عن أرائهم دون أجبار وأكراه.

وبهذه المناسبة وفي ظل الظروف التي نعيشها كما العالم لمواجهة أزمة فايروس كورونا يحتم علينا الواجب ان ننظر بعين الاعتبار والاهتمام للكثير من القضايا المعنية بحقوق الطفل في العراق والتي تستوجب العمل الجاد وفق آليات عاجلة تنتشل الطفل العراقي من الوضع المؤلم والخطير الذي يعيشه بسبب الفقر والعنف والتهميش والاهمال مما يجعل الأطفال ومستقبلهم ضحية للاستغلال والعنف الجسدي والنفسي والارهاب، نتيجة ارتفاع معدلات العنف الاسري والاغتصاب والقتل وعمالة الاطفال، والالتفات بحزم وجدية لما تتعرض له الطفلات والفتيات من مشاكل تنتهك طفولتهن وتسلبهن حقهن بالحياة كالزواج المبكر وزنا المحارم وجرائم غسل العار .

رابطة المرأة العراقية تدعو الحكومة والجهات المختصة للعمل على خلق بيئة صحية وسليمة وآمنة تضمن العيش الكريم للأطفال وأسرهم ، والاهتمام بتوفير الرعاية الصحية والمستلزمات الغذائية لسد احتياجاتهم ، والتأكيد على اهمية حق التعليم والارتقاء بالمؤسسات التربوية وتطوير المناهج والبرامج التعليمية التي تدعم تأهيلهم وتعزيز مواهبهم وامكانياتهم الذهنية وغرس الشعور بالمواطنة والانتماء والعيش بحرية وكرامة، والحرص على تقديم الحماية الكاملة لجميع الاطفال ذكورا واناث دون تمييز من جرائم الاختطاف والقتل والاعتداء الجنسي والاتجار والتشويه والتضليل وكل الاثار السلبية والصدمات والتهديدات الوحشية التي تواجههم داخل المنزل وخارجه والناتجة عن العنف المنزلي والنزاعات المسلحة.

ونؤكد على ان توحيد جهود منظمات المجتمع المدني والتعاون المشترك مع المؤسسات الحكومية ركيزة اساسية نحو تنفيذ الأهداف المركزية للتنمية المستدامة المعتمدة لعام 2015 ، والعمل للقضاء على الفقر وانهاء الجوع والتخلف، وتعزيز الوضع الاقتصادي للجميع وتذليل صعوبات الحياة عن طريق انشاء صندوق للضمان الاجتماعي يكفل دعم ورعاية الأسر الفقيرة وتوفير مستلزمات العيش بأستقرار ورفاهية وبيئة صحية آمنة، لتكون الحاضنة السليمة للاطفال بما يضمن تعليمهم المستدام وتثقيفهم وتعزيز دورهم ودعم مواهبهم وحقهم في التعبير، وخلق ظروف معيشية أفضل لرعاية وحماية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

بهذا اليوم .. اطفال العراق بحاجة للتنوير والتحرر والحماية والعيش بكرامة وأمان ، وان انقاذهم من العنف وجرائمه البشعة ومن منغصات الحياة ، خطوة نحو انقاذ مستقبل الاجيال القادمة، كل عام واطفال العراق والعالم يعيشون أحرار في سلام ومحبة وأمان ويرسمون مستقبلهم بلا عنف أو تلوث أو نزاع.

رابطة المرأة العراقية

31 أيار 2020