هي أيّام سوداء من الشجن والحداد والغضب، تلفّ لبنان من أقصاه إلى أقصاه، حيث أدّى الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت إلى كارثة انسانية واجتماعية ضخمة في لبنان.
قوّة الانفجار قارنها الخبراء بقوّة قنبلة نوويّة صغيرة، وتعادل حوالي 1000 طن من المواد شديدة الانفجار. قوة العصف وصلت إلى مسافة عشرات الكيلومترات، وسمع صوت الانفجار في كل لبنان واجزاء من سوريا وقبرص وفلسطين المحتلّة.
عشرات الشهداء حتى الساعة، وقد يصل العدد النهائي إلى المئات. آلاف الجرحى حتى الآن وقد يصل إلى عشرات الآلاف. منازل حوالي مليون مواطن تضرّرت حيث خلعت أبوابها وانكسر زجاجها وتطاير أثاثها، فيما هدمت آلاف المنازل في المنطقة القريبة من المرفأ بالكامل وصارت غير صالحة للسكن.
بيروت مدينة منكوبة بكلّ ما من معنى في الكلمة، والكارثة الإنسانية هي نكبة وطنية. مرفأ بيروت سويّ بالأرض تماماً وستكون مهمة استيراد المواد من الخارج صعبةً ومعقدة من دون هذا المرفاً، ويتكامل مع هذه الفاجعة الوطنية انهيار اقتصادي وأزمة مالية عميقة، حيث فقد اللبنانيون قوّتهم الشرائية وانهارت عملتهم ونهب مالهم العام والخاص.
التعافي سيكون صعباً وطويلاً، وسيحتاج حتماً كل الجهود من الداخل والخارج.
لذلك، نوجّه نداءنا هذا إلى الأحزاب والمؤسسات والهيئات الصديقة حول العالم، وإلى المغتربين اللبنانيين وكلّ الحريصين والمحبّين، ونطلب منهم بشكل طارئ واستثنائي أن يقوموا بجمع التبرعات المادية والعينية، والاتصال بنا للتنسيق حولها، فهذه هي مهمّة الجهاد الوطنيّ والتكافل الاجتماعي والتضامن الإنساني المطلوبة اليوم.
كل المساهمات الكبيرة والصغيرة مطلوبة، للمساعدة في تقديم العون لترميم المنازل والمراكز والمؤسسات وتأمين الغذاء والدواء، ولمداواة الجرحى ودعم أسر شهداء هذه المجزرة.
إلى نداء الواجب، من أجل بيروت الجريحة، من أجل الذين يبيتون في العراء، من أجل الموجوعين والمقهورين، من أجل الكرامة، من أجل لبنان.