أطباء اختصاصيون يحذرون من تعرض «جيل عراقي كامل» للإصابة بالتدرن
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 22-05-2011
 
   
بغداد – حيدر الكاظمي / العالم
تأخر تلقيح الولادات الجديدة بلقاح (بي سي جي) المضاد لمرض التدرن، يدفع بعدد من الأطباء المتخصصين إلى قرع جرس الإنذار، بداعي أن عدم التلقيح يمكن أن يؤدي إلى ظهور "جيل كامل" من الأطفال العراقيين، معرضين للاصابة بمرض التدرن الخطير، فيما تؤكد وزارة الصحة قرب وصول كمية كافية من جرعات اللقاح، معتبرة أن تلك المخاوف تنطوي على مبالغة أحيانا، ولها أهداف سياسية أحيانا أخرى.
طبيب عراقي في أحد المستشفيات الكبرى ببغداد، طلب من "العالم" عدم الكشف عن هويته، لانه غير مصرح له بالحديث إلى وسائل الاعلام، يوضح أن "لقاح البي سي جي من اللقاحات المهمة في العراق للوقاية من التدرن، وتقليديا يستخدم في المناطق المعرضة للاصابة بهذا النوع من الامراض"، مضيفا أن "هناك آلاف الاصابات تقع سنويا، ولاسيما في مناطق شرق القناة حتى حدود محافظة ديالى، وهي مناطق العبيدي وخان بني سعد والمعامل ومدينة الصدر".
ويبين الطبيب أن "مرض التدرن يتسبب عن جرثومة تصيب التجمعات السكانية المكتضة والاحياء الفقيرة، بسبب انعدام الوعي الصحي وسوء التغذية".
ويتابع المصدر أن "اللقاح متوفر في العراق منذ خمسينيات القرن الماضي، ولم يتوقف توفيره مطلقا، لكن مستشفيات العراق ومستوصفاته الصحية خلت للاسف منذ عام تقريبا، من اللقاح ولم يتوفر في اي مركز صحي في عموم محافظات البلاد".
ويعرب المصدر عن مخاوفه من "وقوع آلاف الاصابات بمرض التدرن، ولاسيما بين الاطفال وعملية انتشار الاصابة غير محسوسة، لكن نحن مقبلين على جيل كامل سيكون عرضة للاصابة بهدا المرض، ولاسيما أن جميع الولادات بعد العام 2009 لم يتم تلقيحها بلقاح بي سي جي".
ويذهب إلى أن "تأخر توفير اللقاح يعني عب ءا اقتصاديا على البلاد، فعملية علاج الحالة الواحدة تكلف 14 دولار يوميا، ومن الافضل تدارك هذا الامر وتوفير اللقاح".
ويؤيد اختصاصي الأطفال الدكتور باسل هنودي، ما أورده سلفه، بالقول "إذا زاد عدد غير الملقحين بلقاح البي سي جي من حديثي الولادة، سيتراكم عدد جديد من المصابين بالتدرن، حين يكون لديهم تماس مع حالات تدرن فعال"، مضيفا أن "علاج التدرن مكلف ويأخذ وقتا طويلا، ويترك اثارا سلبية على الجسم، فضلا عن المضار الجانبية، وتوفير اللقاح افضل على اعتبار ان الوقاية خير من العلاج".
ويرى هنودي أن "تأخير توفير اللقاح يزيد من احتمالية تعرض الطفل غير الملقح لخطر الاصابة، ولكن ليس على المدى القريب"، داعيا وزارة الصحة إلى أن "تتدارك الامر، وان لم يحصل ذلك فسوف نكون امام جيل كامل من غير الملقحين".
ويرى الطبيب الاختصاصي أن العراق الآن في "الفترة الحرجة، ومن المفترض تقليصها من خلال سياسة صحية حكومية، تتمثل بتوفير اللقاح في اسرع وقت، كي نتجنب تداعيات عدم توفر هذا اللقاح".
ويكشف هنودي أن "هناك مساعي حثيثة من قبل المعنين في وزارة الصحة، بهدف توفير اللقاح في الايام المقبلة، فتوفيره ليس بالامر العصي".
ويختم بالقول "سبق لوزارة الصحة أن وزعت جرعات من لقاح (بي سي جي)، لكن ثبت عدم كفاءته، ونتج عن تلقيح بعض الحالات تدرن موضعي، لكن الأمر غير مقلق، وبالإمكان معالجته".
لكن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الصحة الدكتورة حوراء النقشبندي، تقلل من حدة التصريحات، وترى أنها تنطوي على مبالغات، مبررة ذلك بأن اللقاح "يمنع الاصابة بالمرض بنسبة 35 في المئة، والضرر الناتج عن عدم التطعيم به ضئيل جدا، لكنه يمنع الإصابة بمرض التدرن السحائي".
وتضيف النقشبندي أن "كثيرا من الدول ألغت التطعيم بهذا اللقاح من جداولها التلقيحية"، لافتة إلى ان "الترويج الإعلامي للقضية له أبعاد سياسية لا أكثر".
وتؤكد المتحدثة الرسمية باسم وزارة الصحة، في حديثها لصحيفة "العالم" أمس السبت، أن موقف وزارتها الرسمي هو أنه "لا خطر على أطفالنا جراء تأخر تطعيمهم باللقاح"، متوقعة أن "يتم اطلاق اللقاح بشكل واسع هذا الاسبوع بعد ان يصل الى المراكز الصحية".
وتتابع النقشبندي "وصلت اول وجبة من لقاح البي سي جي في الخامس والعشرين من شهر آذار الماضي، والوجبات اللاحقة في طريقها الى المراكز الصحية، ولكن هذا اللقاح يأخذ وقتا طويلا كي يجتاز الفحص المختبري، يزيد عن 45 يوما، ولاسيما أن الوجبات السابقة شهد اطلاقها إشكالات صحية".
وتخلص النقشبندي إلى القول "سبق للوزارة أن تعاقدت مع شركة دنماركية لتوريد كميات من هذا اللقاح الى البلاد، ولكن مع بدء استخدامه حصلت مضاعفات جانبية لسبع حالات في عموم البلاد، تمثلت بتورم مكان حقن اللقاح ما اضطرنا الى ايقاف استخدامه واتلاف ملايين الجرعات التي لم ندفع تكاليفها للشركة المصنعة، وبعد ذلك تعاقدنا مع شركة يابانية لتوريد الجرعات الجديدة التي ستطلق هذا الاسبوع، بعد اجتيازها الفحص الطبي".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced