التيار الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا يستضيف الاستاذ قصي الصافي-الأخبار

التيار الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا يستضيف الاستاذ قصي الصافي

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الإثنين 23-05-2011

في امسية ثقافية بعنوان ( خريف الطغاة )

اقام التيار الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا امسية ثقافية للكاتب قصي الصافي يوم السبت المصادف 21/5 في مدينة ساندياكو، في ولاية كاليفورنيا بعنوان (جدلية المعرفة والحرية) وقد قدم الامسية المنسق العام للتيار حيدرعودة متحدثا عن محطات من حياة (الصافي) بين السياسة والعمل التدريسي في الدول العربية، منها الكويت وسوريا اليمن الديمقراطية والجزائر وليبيا منذ العام 1980 بعد خروجه القسري من العراق بسبب ملاحقات اجهزة النظام العراقي السابق. بعد ذلك ابتدأ المحاضر بمقدمة عن ثورات الشعوب العربية التي حدثت وتحدث في الوقت الحالي التي سماها بخريف الطغاة.. في اشارة الى سقوط طغاة الانظمة العربية قائلا:" كانت الثورات مفاجأة حتى للمثقفين العرب وكأنها ضرب من الخيال.. بل انها قد وضعت المثقف امام حقيقة تحرره اولا من قلعة ثوابته... والتكنولوجيا كانت عاملا مساعدا لتواصل المثقف مع الجمهور وتحطيم جدار حساسيته بالتعامل مع قيم الآخر" ثم بعد ذلك انتقل المحاضر الى اجراء مقارنة بين الفكر العربي بعد الاستقلال وقبله مع الحركة القومية الالمانية، مستعرضا اهم رواد تلك الحركة مثل (هيردر وفيخته) اللذين استندا الى قراءة متطرفة لفلسفة كانت ممزوجة بأفكار الحركة الرومانسية الالمانية للخروج بخطاب يستحث الروح الالمانية من خلال البحث في ذاكرة التاريخ الالماني. وأبتدا المحاضر بتوضيح ديالكتيك المعرفة والحرية قائلا:" منذ تخطي الانسان عتبة الكهف مضى في مغامرة الكشف لمعرفة الموجودات حوله وبالمعرفة تحرر من عقدة الخوف وبالمقابل اكسبته الحرية قدرة الاستكشاف والاستزادة بالمعرفة . ثم تطرق الى الفلسفة الهندية ومفهوم السوراج في كتاب (بهافاد كاد كيثا أو اغنية الرّب) الذي ينقسم الى قسمين الاول يتعلق بحرية التصرف بالملك الخاص والذي استخدمه غاندي في القرن العشرين لتحرير الهند والشق الثاني يتعلق بأهمية المعرفة لتحرير النفس من الخوف .." ويضيف كذلك ان المعرفة ليست سابقة للحرية فحسب ، بل هي شرط من شروطها . ثم بعد ذلك انتقل المحاضر الى ديمقراطية اثينا وجمهورية افلاطون وآراء ارسطو بالحرية والمعرفة وكيف انتعشت الثقافة وازدهرت بوجود الحرية ، آراء المفكر البريطاني (جان لوكو) في الدولة والمدنية ،مستعرضا لرأيه في حرية الفرد وكيف يرى ان المساواة تتعارض مع الحرية. وأيضا تطرق لمجموعة من المفكرين والفلاسفة فيما يخص المعرفة والحرية والقانون والدولة ومنهم مونتسكيو في فصل السلطات وجان جاك روسو الذي يعتبر مفكر شعوب خاصته آرائه غي اعادة تربية الانسان من خلال مشروع ثقافي شامل وذلك في كتابه (اميل) لتنشئة الاجيال بوعي الحرية والمساواة. ثم عرج بعد ذلك الى المفكر الالماني (فيورباخ) ومفهومه للأغتراب الديني وكذلك (هيجل) وتعبير" ان التاريخ هو والوعي بالحرية "وكذلك تطرق المحاضر (الصافي) في محور آخر من الامسية الى المفكر البريطاني (جون ميل ستيوارت) مشيرا الى مفهوم آخر للحرية في كتابه (عن الحرية) وهو اضطهاد الاغلبية للأقلية ودفاعه عن الحرية الفردية والاقليات والمرأة. ثم ينتقل بعد ذلك الى المفكر المعروف (ماركس) ومفهوم (الاغتراب ) متحدثا الى رأي ماركس في الاغتراب خاصة اغتراب العامل من المنتج والذي يصبح قوة مستغلة ومعارضة له . ثم اغتراب العامل عن العمل ، زمن شكلي الاغتراب هذين يكتشف ماركس اغتراب العامل عن الطبيعة وفصيلة الانسان قائلا:" ان الحيوان تحول الى انسان والان يتحول الانسان الى حيوان". وفي محور آخر تطرق المحاضر الى المفكر الايطالي (غرامشي) في نظرية الهيمنة الثقافية ، ودور المثقف في خلق وعي مغاير ونشره من داخل المجتمع حتى يشعرهذا المجتمع بالاغتراب عن الواقع الذي يعيشه ومن ثم يسقط النظام او السلطة القائمة. وهو مايسميه غرامشي ب (التغيير من الاسفل). وفي ختام المحاضرة تحدث الباحث عن المفكر الالماني (ماركوزة) ومفهومه ل(الأنتاج الواسع والتدمير الواسع) إذا يرى ان ماركوزة يعتقد بأن حاجة الفرد لاتنبع من ذاته بل تفرضها قوى مستقلة وهي مايرى المحاضر انها الشركات الكبيرة التي تهيمن وتملك السوق حتى تسيطر على الفرد بما يتناسب مع مصالحها هي في النهاية، من خلال الانتاج الواسع والمتطور للسلع الذي يقابله كما يرى ماركوزة تدمير واسع لسلع اخرى اصبحت قديمة او ايهام الفرد انها قديمة وهو (اي الفرد) بحاجة الى السلعة الجديدة، ويرى ماركوزة ان الانسان في المجتمع الصناعي ذو بعد واحد حيث يغيب النقد الحقيقي بسبب الاندماج بالتراضي بين الطبقات وخلق واقع مستقر لصالح الطبقة المهيمنة يسوده منطق اللا منطق ولامنطقية المنطق. وهذا ما وصفه ماركس بالاغتراب الذي أكّده المحاضر بقوله:" ان ان الانسان يعيش في اغتراب بشكل عام". وفي ختام الامسية، دارت حوارات عن الموضوع واثيرت الاسئلة حول مفهوم الثورات وحركة التاريخ والحرية ومفهومها في الشرق واختلافها عن الغرب ، وأشار البعض الى انه في فترات معينة من الحكم الاسلامي كان هناك قدر من الحرية لايوجد الان في تلك المنطقة. وأخيرا توجه مقدم الامسية بالشكر للجمهور على سعة الصدر والصبر على طول المحاضرة التي قاربت الاربع ساعات.
كوثر الزبيدي
ساندياكو