تنعى رابطة المرأة العراقية بحزن كبير رحيل بنت العائلة الفلاحية وراعية الاغنام والام الحنونة وربة البيت القديرة نعيمة حميد العبيدي ( ام صالح ) .. مواليد ١٩٤٧ .. فقدت حنان امها وهي صبية.. فآثرت الاعتماد على نفسها وتحمل المسؤولية.
شاءت (قسمتها) ان يتقدم للزواج منها شاب.. من نفس طبقتها الفلاحية.. وصارت قريناتها من الصبايا يتهامسن.. عن (الشاب بشير) خطيب (نعيمة) .. لسمعته الطيبة وكرم عائلته واخلاقه... في ١٩٦٢ كانت بداية المشوار العائلي..
وسط اجواءالألفة والتفاهم والسعادة رغم قساوة ظروف الريف والبادية.. فكان لهما بنات(5) وبنين (3) .. كان البيت الريفي(الحوش).. يضمهما الى جانب العائلة الكبيرة وكانت تفتخر دائما بمواقف زوجها(ابو صالح) التي يتحدث بها اهل قرية (جبة) الجنة المحاذية لضفاف الفرات الهاديء...
.. وعندما اعتقل(ابو صالح ) في ١٩٨٠ من قبل اجهزة البعث القمعية بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي.. قالوا لها سيوقع ويعود اليكم! ولكنها اجابتهم . بل سيفعل اي شيء ولكنه لن يتنازل عن مبادئه ولن يساوم...
عادت لتحمل المسؤولية التي اعتادت عليها في صباها ولتقود مسيرة العائلة لوحدها.. فاكمل جميع ابنائها وبناتها دراستهم.. بجهادها وصبرها .. صاحبة القلب النقي ، السخية ، الكريمه أخت الكبير وأم الصغير ومربية اليتامى صاحبة اليد البيضاء .. كانت من اوائل النساء في جبة التي فتحت لنا ابواب بيتها ورحبت بنا لنشكل ركائز لعمل رابطة المرأة العراقية لنحقق عدد من المشاريع للنساء في هيت والبغدادي وجبة منها مشروع لمحو الامية القانونية ودورات لتعليم الحاسوب والرعاية الصحية وتنفيذ مشاريع شبكة المستقبل الديمقراطية العراقية ... وداعا ( ام صالح ) لها الرحمة والذكر الطيب ولعائلتها ومحبيها الصبر والسلوان ...
شميران مروكل
سكرتيرة رابطة المرأة العراقية