في شهر التوعية بمرض سرطان الثدي : ضرورة تضافر الجهود المجتمعية والصحية لتقليل الاصابات
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 21-10-2020
 
   
بغداد - نينا

تقرير عدوية الهلالي .. الاصابة بمرض سرطان الثدي واحدة من أهم المشاكل التي تعاني منها النساء ، وقد يفوق الأثر النفسي لهذه المشكلة الألم الجسدي ،ويعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند النساء حيث يمثل ربع الإصابات مقابل أنواع السرطانات الأخرى..

وفي شهر تشرين الاول من كل عام ، يزداد الاهتمام بسرطان الثدي والتوعية بهذا المرض وتقديم الدعم اللازم للتوعية بخطورته والابكار في الكشف عنه وعلاجه ، فضلا عن تزويد المصابات به بالرعاية المخففة لوطأته ، ويطلق على هذه الفترة ( اكتوبر الوردي ) لاستخدام الشريط الوردي للدلالة على مكافحة المرض ..وتروج منظمة الصحة العالمية لتنفيذ برامج شاملة لمكافحة سرطان الثدي في إطار تطبيق خطط وطنية لمكافحته. وتوصى البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل باتباع استراتيجيات بشأن الإبكار في الكشف عن المرض ..

نساء ناجيات

فجأة ، شعرت سناء بوجود كتلة متصلبة في ثديها الأيسر..لم تكن تؤلمها لكنها شعرت بالقلق فتوجهت مباشرة الى طبيب متخصص بالغدد والأورام ، وبعد الفحص واخذ عينة من الكتلة ، تبين انها مصابة بمرض سرطان الثدي فأدركت ان امامها رحلة طويلة من العلاج والصبر والألم ، وأيقنت ايضا ان الالتزام بالتعليمات الصحية والطبية والتغذية الجيدة لابد وان يساعدها على احتمال جلسات العلاج الكيمياوي والاشعاع .وبعد انتهاء الرحلة الشاقة ، تكللت جهود سناء بالشفاء من المرض فلم تهمل العادات الصحية التي رافقت مرضها وبدأت بايصال رسالتها بضرورة الاسراع بالفحص والالتزام وتجنب الاهمال الى معارفها من المريضات لانقاذ ارواح أخرى مهددة بالوفاة بسبب سرطان الثدي ..

أما مريم راضي فتعتبر المرض بالنسبة لها تجربة استمدت منها الايمان والقدرة على تقبل صعوبات الحياة ، اذ اختارت تقبل المرض والبحث عن حلول ايجابية وعدم ايلام الآخرين ودعوتهم الى التعاون معها لمواجهة المرض ،مؤكدة على ان الفحص المبكر يجعل الشفاء ممكنا بنسبة كبيرة بشرط ان تتصالح المرأة مع الفكرة ولاتعيش صراعا تؤثر به على المحيطين بها وعلى حالتها النفسية ..

وتوضح الدكتورة احلام العاني / طبيبة نسائية ان سرطان الثدي من اكثر انواع السرطان شيوعا بين النساء سواء في البلدان المتقدمة او النامية ،كما ان معدلات الاصابة به آخذة في الازدياد في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، ولا يوجد حالياً إلمام كاف بأسباب الإصابة بسرطان الثدي، لذا فإن الإبكار في الكشف عنه لا يزال يمثل فرصة كبيرة في إمكانية الشفاء من سرطان الثدي في حال الكشف عنه في وقت مبكر ، ففي البلدان منخفضة الدخل لايتم تشخيص اغلب حالات اصابة المراة بسرطان الثدي الا في مراحل متأخرة مايؤدي الى ارتفاع حالات الوفيات ، ويمكن ان نعزو ذلك الى الافتقار الى الوعي بالكشف المبكر عن المرض والى العقبات التي تعترض سبيل الحصول على الخدمات الصحية لعلاجه ..

من ناحيتها ، ترى الدكتورة أسماء الحكيم / طبيبة نسائية ان من اهم اسباب الاصابة بالمرض التقدم في السن اذ يكثر المرض لدى النساء بعد تجاوزهن سن الخمسين ، وهنالك التاريخ العائلي للمريضة والجينات الوراثية لأن اصابة الام او الاخت او الابنة يزيد من فرص حدوث المرض نفسه لدى المرأة ، كما ان فرص الاصابة بالمرض تزداد عند التأخر في الانجاب او بسبب اضطراب الهورمونات بعد سن اليأس او استخدامها لمنع الحمل او بسبب التعرض لكميات كبيرة من الاشعاع ، لأن الحروب والانفجارات التي شهدها العراق تعد اسبابا رئيسية للسرطان لأنها تحتوي على مواد اشعاعية ..

اما الدكتور حاتم الشمري / جراح اختصاصي فيرى ان المرض يحدث احيانا بسبب الالتهابات البكتيرية او التشوهات الخلقية ، وقسم من الاصابات تحدث بسبب اضطراب في الهورمونات مثل هورمون الحليب فضلا عن الاورام ..كما ان اللجوء الى الرضاعة الصناعية بكثرة في الآونة الاخيرة اصبح واحدا من الاسباب لأن الرضاعة الطبيعية هي حماية للمرأة من الأمراض الخبيثة اذ تكون نسبة اصابتها بالمرض أقل فضلا عن حماية طفلها وتقوية مناعته ..ومن الاسباب الاخرى تناول الكافايين والتدخين وارتداء حمالات الصدر الضيقة .ويشير الدكتور الشمري الى ان نسبة 5% فقط من النساء المصابات يشعرن بالألم أما 95% منهن فلايشعرن بأي ألم لذا يكفي الشعور بوجود عقدة في الصدر او تحت الابط لمراجعة الطبيب والتاكد ان كان الورم حميدا ام خبيثا..

من جهتها ، ترى طبيبة التغذية الدكتورة نهى الشيخلي ان هنالك اغذية يمكن أن تساعد المرأة للوقاية من سرطان الثدي مثل الطماطم والثوم والبصل والكركم والشاي الاخضر والرمان وبذور الكتان والبروكلي ، فمن المعروف ان السرطان لاينجم عن عامل واحد بل من جراء مجموعة من التأثيرات كالوراثة والبيئة والتغذية والنشاط البدني والوزن والتوتر ، وبما اننا لايمكن ان نفعل شيئا فيما يخص الجينات التي ورثناها او السموم التي تعرضنا لها فيمكننا التحكم في نمط حياتنا ، اذ اتضح في بحث اجري مؤخرا ان الميل الوراثي يشكل فقط 10% من أسباب الاصابة بسرطان الثدي ، وفي المقابل فان التغذية تشكل 30-40 % من هذه العوامل ، كما اتضح ان ادارة نمط حياة صحية قد يقلل من خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 38% تقريبا ..

وتكثف منظمات المجتمع المدني جهودها بهدف توعية النساء بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي – حسب الطبيبة والناشطة الدكتورة زهراء مجيد– التي ترى بأن الندوات والبرامج التي تقدمها تلك المنظمات تسهم في توعية النساء لتقليل انتشار المرض مشددة على ضرورة تعاون المنظمات مع وزارة الصحة لنشر الثقافة الصحية في مختلف مناطق البلد لأن مستوى التعليم بين النساء متفاوت بحسب المناطق والمدن ومن مهام منظمات المجتمع المدني ايصال المعلومات التثقيفية للمناطق النائية وهو ماسيساعد حتما في تقليل نسب الاصابة بالمرض .

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced