بعد أيام قليلة تمر علينا الذكرى الاولى لتظاهرات تشرين التي عمت العاصمة بغداد والمحافظات العام الماضي 2019 والتي شهدت  خروج الملايين من العراقيات والعراقيين للمطالبة بحقوقهم المسلوبة وبوطن آمن خالٍ من الفساد والارهاب معبرين عن مطاليبهم بالطرق السلمية، والتي تعرضت لأبشع  أنواع العنف والقتل بالرصاص الحي من أطراف تم تجنيدها لقمع التظاهرات الشعبية بوحشية، بالاضاقة الى التشويه والإساءة للتظاهرات المطالبة بإنهاء سياسة المحاصصة والفساد.

ولقد أثبتت النساء العراقيات من جديد عن اهمية دورهن ومدى عطائهن اللامتناهي في التظاهرات التشرينية وكانت لهن مشاركات فعالة قل نظيرها رسمت للحركة الاحتجاجية مسار جديد نحو التغيير ، النساء والفتيات اللواتي لم يتوقفن ساعة واحدة عن دعم التظاهرات وبمختلف الادوار المؤثرة كما قدمن التضحيات كشهيدات وجريحات، وستظل الصورة التي رسمتها المرأة العراقية بمشاركتها في تظاهرات تشرين محفورة في ذاكرة العراقيين والاجيال القادمة.

لقد كان الفقر والعوز والبطالة وتفشي الامراض وانعدام الخدمات الدافع الاول للتظاهر ، لكن سقف المطاليب ارتفع لتقول الجماهير الغاضبة ( كفى ) لسياسة المحاصصة ولأحزاب السلطة الفاسدة التي عبثت بالبلد وبالمال العام وأفقدت البلد سيادته ، ولم يقف المتظاهرين عند هذا بل اعلنوا الاعتصام الواسع للمطالبة وبشجاعة بضرورة محاسبة المقصرين وقتلة المتظاهرين والمتسببين بجرائم الانسانية.

ونحن نستذكر هذه المناسبة العزيزة على قلوب جميع العراقيات والعراقيين نؤكد على ضرورة احياء هذه المناسبة وفق الامكانيات المتاحة مع مراعاة الظروف الصحية بسبب وباء كورونا ومخاطره ، والتي لن تمنعنا من أقامة المسيرات والوقفات لأستذكار شهيدات وشهداء تشرين والجرحى والمغيبين والمخطوفين ، وهي دعوة الى كافة المنظمات والاتحادات والنقابات لأحياء هذه المناسبة والاستعداد الجيد لها.

نحن في رابطة المرأة العراقية نؤكد على أهمية الالتزام باحترام الحق الدستوري في ضمان حرية التعبير عبر الطرق السلمية وتوفير الحماية الكاملة لها ، ونجدد مطالبتنا بالكشف عن المتورطين بجرائم قتل المتظاهرين ، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين ومحاكمتهم أمام الشعب، وايقاف  ملاحقة الناشطات والناشطين المتظاهرين وإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين والكشف عن مصير المغيبين منهم ، وندعو الى ضرورة الالتزام بمطاليب الارادة الشعبية في تهيئة الاجواء الملائمة لأنتخابات مبكرة وفق قانون انتخابي عادل وضامن للصوت العراقي ، وتشكيل مفوضية انتخابات نزيهة ومستقلة خارجة عن اطر المحاصصة السياسية، وتحت أشراف دولي ، لتحقيق التغيير وبناء نظام سياسي ديمقراطي مدني قائم على اساس دولة المؤسسات وسيادة القانون، لتعزيز قيم المواطنة والمساواة في الحقوق والعدالة الاجتماعية واحترام سيادة الوطن.

.

رابطة المرأة العراقية

23 تشرين الأول 2020