دراسات طبية : اطفال العراق زبائن الطب النفسي
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 27-05-2011
 
   
ظهرت دراستان عراقيتان مولت احداهما منظمة الصحة العالمية ان نسبة الاطفال الذين تعرضوا لحوادث شنيعة فشاهدوا القتل وشهدوا الانفجارات والارهاب بلغت 58 % مابين عامي 2006-2007 ، كماان نسبة اصابتهم بالصدمات النفسية تراوحت مابين 14-17 % فاصبحوا معاقين نفسيا .
ويرى الدكتور علي العبيدي الطبيب النفسي المتخصص في مستشفى اليرموك والذي اشرف على الدراسة الاولى ان تلك الاعاقات النفسية ستنعكس سلبا على سلوكياتهم وانتاجيتهم في المستقبل .

ولايعد الخوف هو السبب الوحيد لتعرض الاطفال لتلك الصدمات النفسية بل هي مخاوف افرزتها الظروف الامنية الخطيرة التي مر بها البلد خلال السنوات الاخيرة ، فالطفل اوس /12 عاما دخل في حالة ذهان حاد منذ ان شاهد فيلما على الهاتف النقال يصور حادثة مقتل صديقه ووالدته واحتراقهما .

اما احمد/ 11 عاما فمازال يخشى النوم او التنقل وحده بين حجرة واخرى حتى خلال النهار كما يحلم برؤوس مقطوعة ويهب من نومه مفزوعا منذ ان شاهد جثثا مرمية في الطريق الى مدرسته خلال احداث العنف الطائفي ثم سمع عن حادثة قتل بعض من افراد الحرس الوطني وتعليق رؤوسهم على اعمدة من قبل اعضاء تنظيم القاعدة في منطقة البوعلوان قرب ناحية الكرمة التابعة لقضاء الفلوجة .

ولايعمد جميع الاهالي الى مراجعة اطباء النفس لدى اصابة اولادهم باعراض نفسية –كما يشير العبيدي - بل يلجا اغلبهم الى رجال الدين او المشعوذين او الاطباء المتخصصين في الامراض العضوية طالما ان بعض الامراض التي تدعى نفسية –جسمية تصيب المريض باعراض عضوية فيشعر بآلام في المعدة او الرأس او المفاصل كما تنتابه حالات امساك او رعشة ما يدعو اهله الى اللجوء الى الطب العضوي في الوقت الذي يكون فيه في امس الحاجة الى العلاج النفسي .

اما اذا تم تحويل الطفل المريض الى طبيب نفسي فهناك اربعة مراكز للصحة النفسية حاليا وهناك 36 وحدة نفسية في اكثر من مستشفى حكومي تم استحداثها في الاربع سنوات الاخيرة –حسب الدكتور محمد القريشي – معاون المستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة ، وتعمل هذه المراكز والوحدات على اسناد المريض نفسيا واجتماعيا ومتابعة علاجه عبرجلسات العلاج النفسي وتزويده بالادوية المناسبة فضلا عن عن وجود اقسام خاصة للاطفال تعمل على علاجهم من آثار الصدمات النفسية ..

واذا كانت مراجعة الطبيب النفسي هي مسألة تعتمد قبل كل شيء على وعي الاهل باهمية ذلك وتتوقف على مدى مستواهم الثقافي والاجتماعي –كما يشير القريشي - فان هناك وسيلة اخرى اكثر جدوى تعمل وزارة الصحة على تطبيقها لتدارك الاصابة بالامراض النفسية لدى الاطفال عبر اقامة دورات تثقيفية وتدريبية للمعلمين والمدرسين لرصد الطلبة الذين يتعرضون لآثار نفسية والمرشحين بالتالي للاصابة بامراض نفسية وتسمى هذه المرحلة ( الاكتشاف المبكر للمرض ) ليجري علاجه بشكل فوري بعد احالة الطالب المصاب الى تلك المراكز النفسية او التعاون مع اسرته لاصطحاب الطفل الى عيادة طبيب نفسي مؤكدا على اهمية دور المدرسة والاسرة في انقاذ الطفل مما ينتظره من مصير لابد وان يؤثر على دراسته وعلاقته بالمجتمع فيما بعد..

وتشكو احدى الامهات من اصابة ابنها ذو الثمان سنوات بالسلس البولي بعد ان كان يتمتع بالصحة الجيدة وانها لجات الى اكثر من طبيب متخصص بالمجاري البولية دون ان تتمكن من علاج حالته التي بلغت حدا خطيرا حين بات يفقد السيطرة على نفسه في المدرسة ماعرضه للاحراج بين زملائه ودفعه الى التهرب من المدرسة وملازمة المنزل والبكاء باستمرار حين يسخر منه اشقاؤه ..ولولا نصيحة معلمته التي نبهتها الى ان حالة ابنها نفسية وليست عضوية لما راجعت طبيبا نفسيا لتكتشف بالتالي ان ابنها شهد مصادفة حادثة مقتل جارهم الضابط على ايدي مسلحين باسلحة كاتمة للصوت وانه خشي البوح بذلك لأهله خوفا من تهديد المسلحين له بقتل والده ان وشى بهم وهو ما انعكس سلبا على حالته النفسية فادى الكتمان والهلع الذي عاشه الى التاثيرعلى وظائف جسمه وبالتالي اصابته بتلك الحالة المحرجة ..وتشعر الام بالامتنان للمعلمة اذ ادى بوح ابنها للطبيب بما رآه الى التخلص من عبء الحادثة التي اثقلت عليه كثيرا وسيتم شفاؤه منها كما وعدها الطبيب بعد عدة جلسات سيشعر فيها الطفل بالامان ويستعيد ثقته بنفسه وتماسكه النفسي ..

ويعود الدكتور محمد القريشي ليقارن بين نسبة المرض النفسي في العالم والتي تتراوح مابين 10 -20 % ونسبته في العراق والتي تصل الى 18 % للنساء والرجال والاطفال خلال العامين 2006 و2007 وهي نسبة عالية تعود اسبابها دون شك الى ظروف الحروب والعمليات المسلحة التي اثرت على المراة والطفل بشكل اخطر واكبر ..

ويمكن اعتبار شريحة الايتام الاكثر تاثرا بالضغوط النفسية نظرا لما يعانيه اغلبهم من حرمان وعوز مادي غالبا فضلا عما واجهه بعضهم من قتل لآبائهم امامهم على ايدي العصابات المسلحة او مقتلهم في احداث التفجيرات امام انظارهم .

وتنتاب هؤلاء الايتام نوبات خوف وقلق واكتئاب قد تدفعهم احيانا الى التمرد على واقعهم وترك المدارس بعد تراجع مستواهم الدراسي ، واذا ماعلمنا ان عدد الايتام في العراق يبلغ حوالي 5000 يتيم حسب احصائيات وزارة حقوق الانسان فان تعرض بعض منهم لخطر الاصابة بالامراض النفسية سينتج جيلا يحتاج الى المساعدة بدلا من تقديمه العون والدعم لمجتمعه ..

ويشكو الدكتور علي العبيدي في مستشفى اليرموك من شحة الكادر النفسي من اطباء وباحثين سريريين –وهم الذين يتخرجون من اقسام علم النفس وعلم الاجتماع ويطبقون في المستشفيات ويعمل الاطباء النفسيون على تدريبهم –كما يشكو من شحة بالكادر التمريضي النفسي من الذين يتخرجون من كلية التمريض ويدربهم الاطباء المتخصصون ايضا مؤكدا ان الاطباء النفسيين العاملين في العراق لايتجاوز (100 ) طبيب اما الطبيبات فلا يتجاوز عددهن اصابع اليد الواحدة ، في الوقت الذي يتطلب فيه تزايد مرضى النفس من رجال ونساء واطفال مؤخرا الى المزيد من الاطباء المتخصصين سيما وان العلاج النفسي يستغرق وقتا طويلا ويتضمن عدة مراحل مهمة .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced