شيماء العباسي ابنة الموصل الفائزة بجائزة (الاستخدام الشجاع للرياضة) ضمن برنامج Beyond Sport ( ما وراء الرياضة ) هذا ما تم اعلانه رسميا في 5 تشرين الثاني الحالي ، وهو برنامج للتدريب على التفكير المعرفي ، يوظف الهوايات الرياضية لنشر الكثير من الثقافات مثل نشر التسامح والسلام والعدالة ونبذ العنف والكراهية والتطرف ومكافحة التمييز وحل النزاع.
شيماء ذات 23 ربيعا من مواليد الموصل واحدة من الآف الشابات اللواتي عشن حياة النزوح بعد احتلال جماعات داعش الارهابية، وتأثيراتها السلبية الكثيرة مثل ( الخوف – الصراع النفسي – القلق من المستقبل المجهول – الحرمان من التعليم واخرها الزواج المبكر ) ، فهي عاشت في مخيم بحركة في أربيل ومخيم كبرتو في دهوك مع العوائل الايزيدية ، تزوجت شيماء بسن مبكر وهي لاتزال فتاة قاصر تحلم بحياة أفضل، لكن ظروف الحياة أجبرتها على ذلك لتنشد الطمأنينة والسلام ، لكن الحلم بالاستقرار لم يستمر حتى انتهى بها الحال مطلقة ؟؟ ، لكنها لم تيأس ولم تضعف.. ولم تتوقف.
تعلمت شيماء الكثير من الامور والمهارات عن طريق الهلال الاحمر و UN ومنظمات محلية اخرى ، حتى تتعلم وتُعلم الاخرين أيضا، واشتغلت مع الكثير من الفرق التطوعية وكانت قائدة ومدربة للبعض منها مثل شباب لمسة أمل و فكر قبل أن تنشر، وفريق free to run ، تطوع معنا ، كروب السلام ، أطفالنا أملنا.
استطاعت ان تكتسب الكثير من المهارات التي جعلتها تقدم المساعدة في مخيمات النزوح، عملت على تقديم الدعم النفسي مع الهلال الأحمر، وساعدت في تقديم الاسعافات الاولية داخل المخيمات ، ومدربة للفعاليات الرياضية والمسرحية للأطفال النازحين واللاجئين ، حتى أصبحت تمتلك خبرات في التوعية وحل النزاع وبناء السلام، والتنظيم للفعاليات الإنسانية والثقافية والمهرجانات الرياضية وتدريب الأطفال على المسرح وكذلك اهتمت بهواية التصوير الفوتوغرافي.
شيماء اختارت ان يكون لحياتها مسار جديد من خلال الرياضة وهي تركب الدراجة الهوائية ( البايسكل ) لتكسر الجمود الفكري وتواجه المجتمع الذي يكبل الفتيات ويأطرهن في اطار العادات والتقاليد الحاكمة بالموت البطيء على أحلامهن ومستقبل الكثير منهن، عملت ضمن فريق لتعليم مهارات الحياة من خلال الرياضة ، حتى أصبحت قائدة وشكلت فريقا خاصا بها يضم 12 شابة يطلقن رسائل السلام والتعايش ونبذ العنف وحل النزاع في اكثر من مهرجان.
شيماء أبنة سنجار .. هي اليوم ناشطة وصحفية ومدربة رياضية وتكتب الرواية ايضاً .. عملت وتعمل في الكثير من المنظمات ، وعضو في البعض منها ومساهمة فعالة في مهرجانات كثيرة مثل مهرجان اربيل للقراءة ومهرجان السلام، وحصدت الكثير من الجوائز لأنها فتاة تعمل على صنع الأمل والابتسامة على وجوه الأطفال، وأمراة مناضلة تحدت الصعوبات والعادات والتقاليد، وهي واحدة من الفتيات القياديات ومن قصص النجاح لمنصة TEDX لعام 2020 في لندن تحت شعار ( معا ولأجل الفتيات الدولية ).
شيماء العباسي أبنة الموصل الحدباء هي واحدة من فتيات العراق الشجاعات، اللواتي لم تثنِ عزيمتهن صعوبات الحياة والظروف القاسية ، فتحولن إلى قصص نجاح وملهمات للكثير من الفتيات العراقيات اللواتي بأعمارهن ، ممن يناضلن لأخذ الفرص من اجل تمكين انفسهن وقدراتهن وتعزيز ثقتهن بالنفس، ليساهمن في بناء عراق جديد قائم على العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان.